أحيا الاتحاد النسائي البحريني الثامن من مارس يوم المرأة العالمي باحتفالٍ معبر، ومثله فعلت جمعيتا المرأة البحرينية وجمعية فتاة الريف اللتان دأبتا على إقامة حفل فني وخطابي سنوي بهذه المناسبة.
التجمع الوطني الديمقراطي استضاف الناقدة والكاتبة المناضلة فريدة النقاش رئيس تحرير جريدة”الأهالي” المصرية في ندوة عن الأحوال الشخصية للمرأة.
جمعية نهضة فتاة البحرين عرضت، بالمناسبة إياها، فيلم: “أربع بنات” للمخرج البحريني الشاب حسين الحليبي، الذي يعالج، بصورة ذكية، حكايات وهموم الجيل الجديد من النساء.
جمعية “أوال” هي الأخرى أقامت نشاطاً على صلة بالمناسبة. وبوسعي الاستطراد أكثر فأقول أن بياناً مشتركاً بين المنبر التقدمي وجمعية”وعد” صدر بهذه المناسبة، تضمن مواقف واضحة إزاء قضايا المرأة البحرينية، وبينها الموقف من قانون أحكام الأسرة، وفي الأسبوع القادم سينظم “التقدمي” و”وعد” ندوتين بهذه المناسبة واحدة حول التزامات”السيداو” والثانية حول قانون أحكام الأسرة.
قطاع المرأة في المنبر التقدمي أصدر مطبوعة، على شكل مطوية صغيرة، تتضمن شرحاً مبسطاُ لفكرة قانون أحكام الأسرة، وعرضاً للمسار الذي قطعه مشروع القانون حتى الآن وتفنيدا لحجج المعارضين له، وهو تفنيد مبني على أسس دستورية وقانونية واضحة وقوية، وسيكون مفيداً لو أن قطاع المرأة في منبرنا التقدمي طبع كميات أخرى من هذه المطوية ووزعها على نطاق واسع على النساء في البحرين لشرح الموقف الصحيح والمقنع من قانون أحكام الأسرة، وبين أهميته لهن ولمصالحهن وحقوقهن.
أردت بهذا الاستعراض للأنشطة المرتبطة باحتفالية الثامن من مارس، عيد المرأة العالمي، إظهار أن القوى الداعمة لحقوق المرأة وإنصافها، والواقفة بقوة إلى جانب قانون أحكام الأسرة هي قوى كثيرة ومتعددة، والأمر في كل الحالات لا يقف عند حدود الكم فقط، وإنما أيضاً بالنظر إلى الثقل النوعي لهذه القوى، وهو ثقل جدير بتفعيله وتنشيطه، لأنه قادر على خلق رأي عام حوله.
علينا اليوم، كما كان علينا في السابق أيضاً، أن نظهر الطاقات الكبيرة للقوى الحداثية في هذا المجتمع، وتحشيدها حول برامجنا وشعاراتنا ومواقفنا، وهذه القوى الحداثية حتى وإن بدت غائبة أو غير ظاهرة بالقياس لحال الاستقطاب المحافظ في البلد، فإنها تمتلك قوى كامنة بحاجة لمن يدفع بها قدماً ويستنهضها.
وهذا الاستنهاض ممكن، إذا ما توفرنا على برامج وشعارات واضحة، تقدم الهوية المستقلة لتيارنا الديمقراطي، من حيث هو تيار وطني متمسك بالإصلاح السياسي وباستحقاقات التحول الديمقراطي من جهة، ومن حيث هو تيار تقدمي عصري عابر للطوائف والمذاهب، وحر من تجاذباتها.
مهمة مثل هذه ممكنة التحقيق إذا تضافرت جهودنا جميعاً، وإذا قام كل عنصر من هذا التيار بواجبه في الممارسة العملية للقيام بهذا الدور، بدل الاكتفاء بالتفرج والتذمر.
لن تتحقق النقلة المنتظرة في عملنا إلا بالانخراط الفعلي في الأنشطة والبرامج والفعاليات التي توحد الصفوف، وبالالتفاف حول تنظيمات الحركة الديمقراطية ومؤسسات مجتمعنا المدني، وبالتأكيد فان هذا الانخراط هو مجال نقد الأداء وتطويره من داخل هذه الأطر، التي يجب أن تتسع، والكثير منها يتسع فعلاً، للأصوات المتعددة في المسار الواحد.