كان الوجه عابساً والحزن والآسي في عينيه ، وكأنه يقول بأن الحياة انتهت ولا قيمة للإنسان فيها ، اختفت ابتسامته المعتادة ، ما الأمر ، جاءني يحدثني عن معاناة ابنه في السجن المعتقل منذ 21-12-2007م .
تبدأ القصة مع (إحداث ديسمبر 2007) وتحديداً في يوم كسر فاتحة الشهيد علي جاسم ، وحرق سيارة الشرطة وتهمة سرقة السلاح من السيارة ، تم توقيفه في البدء مع مجموعة من المتهمين في تلك الحادثة المعروفة ، في منطقتي الديه و جدحفص، بالقرب من الإشارة الضوئية ، ووجهت إليه تهمة الحرق وسرقة السلاح في بداية التحقيق وأسقطت فيما بعد ، وابقوا على تهمة المشاركة في التجمهر ومواجهة قوات الأمن .
مورس ضده تعذيب وحشي ، وتم الاعتداء عليه جنسيا بواسطة إدخال عود خشبي في فتحة الشرج بالقوة ، مما سبب له الألم الشديد ، وبعد وجبات من التعذيب والتحقيق ، صدرت أحكام قاسية على تلك المجموعة وكان ميثم احدهم ، حيث حكم عليه بالسجن خمس سنوات ، ولكن الشيء الجديد في الموضوع ، ما حدثني عنه والده ، بأن أبنه ابتلى بمرض ، لا يعرف هل هو مرض جلدي أو غيره ، يشعر بتنميل في الجسد ، وتساقط قطع من جلده ، لا يعرف طبيعة هذا المرض ، عجز عن تشخيصه طبيب عيادة السجن ، مما أضطره بأن يأخذ له موعد مع طبيب استشاري يعمل في المستشفى العسكري ، ولكن بعد شهرين ، تفاقم وضعه الصحي في السجن ، وعندما جاء الموعد ، وأخذ الفحوصات الطبية اللازمة من أشعة وتحاليل ، قال الطبيب ، بأن مرضه يؤثر على المخ ، وهو مرض يعرف باسم MS .
يشرح والده الوضع الصحي السيئ الذي يعاني منه ابنه في السجن ، وقلبه يعتصر ألماً على الابن السجين ، وهو يناشد القوى السياسية وجمعيات حقوق الإنسان في البحرين وخارجه ، بالعمل على إطلاق سراحه ، أو السماح له بالعلاج في الخارج ، وهو مستعد إن يتحمل نفقات العلاج ، أهم شيء بالنسبة له إنقاذ حياة الابن .
وحتى لا يتفاقم وضعه الصحي إلى الأسوأ ، نضم صوتنا إلى صوت والده مناشدين وزير الداخلية بإطلاق سراحه ، أو السماح له بالعلاج في خارج البحرين .
أخيــراً
حالة المعتقل ميثم بدر الشيخ واحدة من حالات عديدة ، تعرض أصحابها للتعذيب الجسدي والنفسي في عام 2008 م في سجون البحرين ، وهي تتعارض مع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها حكومة البحرين ، وبالأخص بعد أن أصبحت عضواً في مجلس حقوق الإنسان التابع لهيئة الأمم المتحدة ، في مايو من العام الماضي .
حقبة قانون أمن الدولة ، يفترض بأنها انتهت بعد إلغاء القانون في فبراير عام 2001م ، ولكن ما يجرى اليوم في السجون من تعذيب جسدي ونفسي يذكر الناس بحنين السلطة إلى القانون السيئ الصيت ، و بتلك المرحلة السوداء في تاريخ شعبنا ، ويدفعهم إلى السؤال هل عاد جلادو الماضي ؟!
من نشرة التقدمي
فبراير 2009