المنشور

الوجه الآخر لإيران


حقائق كثيرة أفرزتها التصريحات الإيرانية المتكررة المسيئة لسيادة البحرين أبرزها ان إيران التي تشهد وعلى الصعيد الداخلي أوضاعا اقتصادية واجتماعية وسياسية سيئة من شدة تقليص مساحة الحريات وحقوق الإنسان لاتزال أطماع استراتيجيتها الخارجية قائمة على التهديد وبالتالي فلا عجب من تدخلها في شئون دول عديدة تحت شعار تصدير الثورة!!

ومن هنا فالسياسة الخارجية الإيرانية بوجهها المزدوج من الطبيعي أن تثير القلق والريبة وما يؤكد ذلك بشكل جلي تكرار ادعاءاتها الباطلة بتبعية البحرين لإيران واستمرارها في احتلال الجزر الإماراتية الثلاث والتدخل السافر في الشئون الداخلية العراقية بتصعيد الحروب الطائفية وكذلك خلافها مع الكويت حول أحد حقول النفط مع اليمن بسبب دعمها “للحوثيين” آبرز الحركات الانفصالية، إيران التي يفترض منها أن تدعم علاقاتها المتميزة مع دول الخليج وفقاً للمصالح المتبادلة نجدها وبكل أسف ماضية في طريق التهديد لهذه الدول!!

ما أشبه الليلة بالبارحة فالشاه إمبراطور إيران السابق كانت أطماعه القومية والسياسية تصر على أن البحرين هي جزء من إيران التي كانت كما يقول تحتلها في القرنين السابع عشروالثامن عشر.. مدعماً هذه الادعاءات بدعاية متشنجة عن كون البحرين المقاطعة الرابعة عشرة في إيران!!
وسؤالنا هنا ما الفرق بين ادعاءات الشاه وادعاءات إيران الثورة الإسلامية؟!

يقول “فريد هوليداي” في كتابه الصادر (1975) “النفط والتحرر الوطني في الخليج العربي وإيران” ظهرت ادعاءات الشاه في وقت كان النظام يجتاز فيه مصاعب جديدة في وجه الاتهامات الموجهة إليه لخضوعه التام للمصالح الأجنبية ورغبته في كسب رصيد سياسي عن طريق طرح قضية البحرين في الأمم المتحدة إذا ما أعلنت بريطانيا عن مخططها بالانسحاب.

وأما اليوم وبعد أربعة عقود تقريباً نجد إيران تسير بإساءاتها للبحرين على نهج الشاه إبان الاستعمار البريطاني للبحرين التي قاوم شعبها هذا المستعمر ببسالة وتوج هذا النضال عندما نالت البحرين استقلالها عام (1971) العام الذي شهدت استفتاءاً شعبياً برفض ما يدعيه الشاه بتبعية البحرين لإيران.

ونعتقد إن أهم الأسباب وراء ادعاءات إيران المتكررة في الوقت الحالي بهذه التبعية أن إيران فيما لو أجبرتها مصالحها السياسية الدخول في مفاوضات مع الأمريكان في المستقبل ربما تستغل البحرين كورقة في المفاوضات للخروج بشروط أفضل أو ما يسمى بالكسب السياسي.

وعلى هذا الأساس نعيد ونكرر سؤالنا وهو: ما الفرق بين ادعاءات الشاه وادعاءات إيران الثورة الإسلامية؟!
في واقع الحال المصالح الإيرانية من هذه الادعاءات قبل الثورة وبعدها لم تتغير!!

والغريب أن إيران التي تدعو إلى علاقات وثيقة مع دول الخليج وإلى الحفاظ على أمن واستقرار هذه المنطقة الحيوية الاستراتيجية من العالم التي حولتها المصالح الأجنبية إلى منطقة توتر نجدها بدعمها لقوى الإرهاب والنزعات الطائفية والحركات الانفصالية والتعدي بين وقت وآخر على سيادة واستقلال البحرين واحتلالها للجزر الاماراتية وأطماعها في العراق التي تود فصل وعزل شماله عن جنوبه  يضاعف هذا التوتر!!
وبالتالي أليس من حق البحرين ودول الخليج أن يدافعوا عن سيادتهم تجاه السياسية الخارجية الإيرانية المزدوجة في المنطقة؟


ما من شك هناك من استغل واستثمر التصريحات الإيرانية لتعميق الفرز الطائفي في البحرين وهناك أيضاً من قلل واستهان بهذه الادعاءات المرفوضة وهناك من رحب بالاعتذار الإيراني للبحرين لأهميته في توطيد العلاقة بين الطرفين وكذلك بين طهران والدول الخليجية والعربية، ولكن سؤالنا: متى تضع إيران حداً لمثل هذه التصريجات والتجاوزات؟ هذا ما ينبغي على إيران أن تلتزم به اتجاه البحرين والمنطقة عموماً.


 
8 مارس 2009