كان الله في عون وزير الصحة على كل تعقيدات هذه الوزارة الكبيرة والمتشعبة, بقدر ما ندعو ان يعين المرضى من بطش بعض الأطباء الاستشاريين الذين لا هم لهم إلا الدينار. لم أكن أهتم كثيرا لما ينشر عن وزارة الصحة وما يدعو له النائب محمد المزعل بخصوص الطب الخاص, حتى شاءت الأقدار ان أراجع أحد الأطباء الاستشاريين, وبالمناسبة أتوجه إليه بالشكر الجزيل على الجهود والاهتمام الذي أبداه خلال توعكي الصحي في الأسبوع الماضي, وأوضح ما يدور داخل هذا القطاع.
الفكرة من توجهات وزارة الصحة وكذلك النائب محمد المزعل هي الحد والقضاء على (السوق السوداء) التي دخل فيها بعض الأطباء الاستشاريين المستغلين (لأزمة أسرة السلمانية), والتي نأمل ان تحل بسرعة كبيرة, وان تولى أهمية كبرى من قبل الحكومة. فإذا كنت تعاني من مرض ما (أجارنا الله واياكم), واستلزم علاجك إجراء عملية فأنت تحتاج إلى أكثر من 7 أشهر حتى يصل بك الطابور لغرفة العمليات في السلمانية.
المريض يضطر إلى التوجه إلى الطب الخاص, لأن الطبيب الاستشاري يجري له العملية في اليوم الثاني بعد ان يدفع المريض إلى هذا المشفى 500 دينار مثلاً –بحسب نوع المرض والعملية-.
السوق السوداء تكمن في التالي: بعض الاستشاريين يستغلون صعوبة عيش المواطنين, فيأتي اللؤم هنا, عبر دعوة يوجهها الطبيب الاستشاري للمريض بأن يدفع له فقط 250 دينارا على ان يقوم الطبيب بإدخاله الى مستشفى السلمانية ليجري له العملية في اليوم المقبل, وطبعاً وزارة الصحة لا تستطيع ان ترفض فتح غرفة العمليات لأي استشاري يرى ان حالة هذا المريض تستدعي ان تجرى له عملية في هذا التوقيت. يدخل هذا المريض متجاوزاً طابور المرضى الذين لا يستطيعون ان يدخلوا بميزانيتهم التي لا تكفي لسداد رمقهم طوال الشهر, فيأتي هذه المرة استشاري ليثقل على ميزانيتهم, فتتعثر عمليات المرضى الفقراء دون حسيب أو رقيب.
وزارة الصحة الآن لها كل التقدير لمحاولة تنظيم هذا الطابور الصحي ان صح التعبير, ونجدد دعاءنا لهم في ان يوفقوا في محاربة كل الظواهر السيئة في هذه الوزارة, فأملنا بالوزير كبير.
الأيام 7 مارس 2009