” نادي مدري ” الذي يسعى إلى تعزيز النظم الديمقراطية الانتقالية وصل إلى البحرين، والتقى أمس جلالة الملك وكلاًّ من نائب رئيس الوزراء الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، ورئيس مجلس الشورى علي صالح الصالح، ورئيس مجلس النواب خليفة الظهراني.
هذا الوفد رفيع المستوى ضم رئيس وزراء لاتفيا السابق فالديس بركافس، ورئيس الوزراء السابق للبوسنة والهرسك زلاتكو أغومجيا، ورئيس وزراء فرنسا السابق ليونيل جوسبان، وقدم تقريراً تضمن توصياته التي توصل اليها بشأن تحسين البيئة السياسية البحرينية بحسب ما تمَّ التوافق عليه في عدة اجتماعات عقدت في المنامة خلال العامين الماضيين، وتمثلت التوصيات بعدة بنود رئيسية، منها «ضرورة مأسسة الحوار المنتظم والمستدام بغرض بناء الثقة بين مختلف الأطراف وأصحاب المصلحة»، وتأكيد أن «التغيير لا يأتي بالمراسيم وإنما بالحوار الذي يؤدي إلى تماسك مجتمعي مستدام». كما أوصى نادي مدريد بتعديل حزمة القوانين المقيدة للحريات العامة في البحرين، وضرورة أن ” تقدم الدولة الدعم الدائم والمنتظم إلى الجمعيات السياسية لتنمية قدراتها حتى تقوم بالدور المطلوب في تطوير العملية السياسية، والتزام الجمعيات السياسية بالقانون المعمول به، والعمل بأجندتها الوطنية ورفض كل أشكال الطائفية”.
نادي مدريد عقد مؤتمره الصحافي (أمس) في اليوم نفسه الذي عقدت جمعية المنبر التقدمي مؤتمرها الصحافي لتفعيل مبادرتها لتنشط الحوار بين مختلف الأطراف الفاعلة بهدف إخراج الوطن من الاحتقان الأمني والسياسي الذي قد يتفاقم إذا ترك من دون معالجة متأنية وعاقلة، وهذا ما أشار إليه الأمين العام لجمعية المنبر التقدمي حسن مدن الذي أكد بدعوته الحاجة إلى «مأسسة الحوار»، وهو الاتجاه ذاته الذي تحدث فيه وفد ” نادي مدريد “.
مــدن قال إن جمعية المنبر تسعى إلى تفعيل المبادرة عبر ” التزامات متبادلة ” بين القوى السياسية والاجتماعية من جهة، والدولة من جهة أخرى، إلى جانب «تحركات ومساعٍ واسعة ستقوم بها الجمعية مع المجلس الوطني بجناحيه لتفعيل المبادرة» وكان رئيسا النواب والوطني قد سمعا توصيات «نادي مدريد» في هذا المجال، والأمل أن يباشرا في تحريك المياه الراكدة وتجسير العلاقة بين مختلف الأطراف، فالوطن – كل الوطن – هو الذي يربح من تنقية الأجواء ومأسسة الحوار بشكل مستدام، ليس بهدف تحقيق قضية جزئية هنا أو هناك، وإنما بهدف رص الصفوف نحو ما ينفع الجميع.
إن لدينا مبادئ ميثاق العمل الوطني التي صوت عليها الشعب وتصلح لأن تكون منطلقاً لتفعيل الحوار الوطني المستدام بشكل جاد وبعيد عن الأهواء أو الأحقاد أو التحريض وبث الكراهية ضد النظام أو ضد أي فئة من المجتمع… فجميعنا في قارب واحد وعلينا أن نسعى إلى حماية هذا القارب من الإخلال بتوازنه أو إغراقه بمشكلات لا أول لها ولا آخر.
الوسط 16 فبراير 2009