تمرُ اليوم الخامس عشر من فبراير/ شباط الذكرى الرابعة والخمسون لتأسيس جبهة التحري الوطني البحرانية، أول تنظيم طليعي للعمال والكادحين في البحرين، مسلح بالفكر الاشتراكي العلمي، ومُفعم بحب الوطن والإخلاص لشعبه.
وقد تربت، على مدار خمسة عقود ونيف أجيال من المناضلين في صفوف جبهة التحرير الوطني، واليوم في وريثها الفكري والسياسي والتنظيمي، المنبر الديمقراطي التقدمي، على المبادئ التقدمية والديمقراطية والدفاع عن حقوق الشعب والنضال في سبيل تحقيق تطلعاته في الديمقراطية والتقدم الاجتماعي والحياة الحرة الكريمة، وضمان الاستقلال الوطني للبلاد، ورفض أشكال الوصاية الخارجية والوجود العسكري الأجنبي، ومن أجل حقوق المرأة وإشاعة ثقافة التسامح والتنوير والحداثة في المجتمع، ونبذ التخلف والجهل والتعصب.
وقد أرست جبهة التحرير تقاليد راسخة في العمل السياسي في البحرين، وأسست تياراً سياسياً وفكرياً واجتماعياً فاعلاً ينظر إليه والى دوره بتقدير واحترام واسعين في المجتمع، وقدم هذا التيار العديد من الرموز والشخصيات الوطنية ذات المكانة البارزة في المجتمع، كما تنتسب إليه الكثير من الكفاءات في المجالات المهنية والأكاديمية وفي الحياة الثقافية والاجتماعية في البحرين، فضلاً عن دور الجبهة في التأهيل الأكاديمي للمئات من أبناء وبنات البحرين في جامعات الاتحاد السوفيتي والبلدان الاشتراكية سابقاً، حيث يتبوأ الكثير من هؤلاء مواقع مرموقة في حياة البحرين.
كما أن التيار الذي أسسته جبهة التحرير، ويجد إطاره التنظيمي اليوم في المنبر التقدمي، أدى ويؤدي دورا كبيرا في التعريف بالبحرين وقضاياها الوطنية والديمقراطية في صفوف قوى حركة التحرر الوطني العربية وفي الحركة الديمقراطية واليسارية في العالم.
وقدمت جبهة التحرير في ظروف النضال السري الصعبة الكثير من التضحيات الغالية حيث أفنى المئات من مناضليها، ومن أجيال مختلفة، زهرات شبابهم في السجون والمعتقلات والمنافي. ومن أجل قضية الوطن استشهد حسن نظام وسعيد العويناتي والدكتور هاشم العلوي، كما رحل في صقيع المنفى بعيدا عن الوطن كل من القائدين العماليين علي مدان وعزيز ماشالله.
إن التيار الذي أسسته جبهة التحرير وُجد ليبقى، وهو سيستمر حاضراً في مستقبل البحرين وأجيالها القادم، كما كان حاضراً في الماضي وفي الحاضر.
خاص بالتقدمي