منتدى «الوسط» المنشور اليوم (إنظر ص 14 و 15) خصص لمناقشة حجب المواقع الإلكترونية في البحرين، بعد إصدار وزارة الثقافة والإعلام قرار رقم (1) لسنة 2009، والذي استخدم لإغلاق عدد كبير من المواقع الإلكترونية. والهدف من التطرق إلى هذا الموضوع إنما هو للمساهمة في علاجه… والعلاج يجب أن يكون مع إفساح المجال للتكنولوجيا الحديثة و لحرية المعرفة والمعلومات. ونحن إذ نؤكد بأننا نقف ضد المواقع التي تحرض على الفتنة الطائفية أو التي تنال من أي من العوائل البحرينية، نؤكد أيضاً بأن علينا في البحرين – دولة ومجتمع – أن نتعاون من أجل أن نبعد الجوانب السلبية التي قد تصاحب تكنولوجيا العصر الحديث ولكن من دون اللجوء إلى حجب المواقع بالشكل الذي نشاهده حالياً.
البحرين، بحسب أحد الخبراء الذي زار البحرين الأسبوع الماضي، أصبحت الآن واحدة من 14 دولة في العالم، ممن تغلق المواقع الإلكترونية لأسباب سياسية. ومثل هذا الحديث لاينبغي أن يرتبط بهوية البحرين، فنحن نعرف أن سمعة البحرين منفتحة أكثر من دول الجوار، وإذا أغلقنا هذا الانفتاح فسوف نفقد الميزات التنافسية وسنجتذب تقارير حقوقية تعطي صورة سلبية غير لائقة. من المهم أن نعرف أيضاً أن الخبير الذي طلب عدم ذكر اسمه زار البحرين ضمن برنامج لمؤسسته التي وضعت هدفها فتح المواقع الإلكترونية لشعوب الدول التي تصنف بأنها معادية للإنترنت ، وهذه المؤسسة توفر خدمات وتقنيات مجانية لكسر الحجب ، وتدخل في عملية رصد مضاد لكل وسائل الحجب الحالية.
من المهم أيضاً أن نستذكر منظمة «مراسلون بلا حدود» الفرنسية التي أعلنت يوماً دولياً لحرية التعبير على الانترنت (12 مارس / آذار)، ابتداءً من الشهر المقبل، وهذه هي المنظمة ذاتها التي سارعت إلى إصدار بيان استنكرت فيه حجب المواقع الإلكترونية في البحرين – بعد إصدار وزارة الثقافة والإعلام قرار رقم (1) لسنة 2009 – وأعتبرت أن هذا الإجراء «يشكل خطوة نحو تشديد الرقابة المفروضة على الشبكة».
إن وزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد آل خليفة لها سمعة دولية مرموقة في مجال الدفاع عن الثقافة والآثار والفن، وهي التي حصلت على الجوائز العالمية، وهي التي أنقذت جزءاً مهماً من تراث البحرين، وهي التي ارتفع أسمها دولياً عندما شن عليها نواب حملة شعواء بعد مهرجان «ربيع الثقافة» قبل عامين، وهي مؤلفة كتب وتعرف تماماً قيمة المعرفة والثقافة والترجمة والفن والإبداع التكنولوجي المعاصر، وبالتالي فإن آخر مايتوقعه من وقف معها أن توضع البحرين في مصاف أقلية من الدول ممن تمنع حرية التعبير على الإنترنت… إننا نعتبر الشيخة مي فخراً للبحرين، ونأمل – بصفتها الوزيرة المختصة – أن تعيد النظر في قرار رقم (1) لسنة 2009.
الوسط الأحد 8 فبراير 2009