سلطت وسائل الاعلام خلال الايام القليلة الماضية على بيان اللجنة المركزية للمنبر التقدمي الذي دعا فيها الى مبادرة لحلحة الاوضاع السياسية التي تشهدها البلاد وتطوراتها خلال الاسبوعين الماضيين.
وهذه المبادرات من الطبيعي ان تصدر من الجمعيات الديمقراطية تحديداً، واعني هنا بالتحديد جمعيتي المنبر التقدمي والعمل الوطني، لسببين رئيسيين، الاول لما لهما من رصيد وتجربة سياسية، والثاني لأنهما يستطيعان بوصفهما ممثلان عن التيار الديمقراطي ان يمدا الجسور بين الطوائف.
ان المبادرة التي دعا لها التقدمي، والذي أبدى الأمين العام د. حسن مدن استطاعة تياره تفعيلها، تحتاج الى حوار يبدأ بالجمعيات والقوى السياسية الفاعلة في المجتمع والمعنية بحركة الشارع وجماهيره، حتى تتمكن ان تصل الى صيغ تفاهم تجمع هذه القوى بشأنها.
ولا يمكن ان تنجح أي مبادرة إذا كانت عقلية المؤامرة (معشعشة) في ادمغة بعض (الديماغوجيين) الذين لا يقبلون أي شيء يصدر من الاخر، ويطلبون من الآخر ان يقبل كل ما يصدر عنهم.
المبادرة تحتاج الى الحضور بذهن مستعد لتقبل النقد ومستعد لإبداء التنازلات، ذهن يبعد عنه الكبرياء والأنفة حتى يستطيع ان يفكر بعيداً عن أية مصالح ضيقة او تأثير لجمهور او تيار.
إذا ما قرر المنبر التقدمي ان يتحمل هذه المبادرة فإن عليه حمل كبير، ولكنها محاولة نأمل ان تقدم شيء يجعل من بلدنا أكثر تقدماً وأمنا.
5 فبراير 2009
صحيفة الايام