تحيي جماهير غفيرة، ذكرى استشهاد الحسين بن علي، بطقوس عديدة، وابتكارات كثيرة، وعلى الرغم من وجود ما نختلف بشأنه من طقوس أو ممارسات، تتجلى لنا دعوة صندوق النعيم الخيري، للسنة العاشرة على التوالي للتبرع بالدم، لتزويد بنك الدم المركزي بدماء من يريدون إحياء هذه الذكرى.
إن حملة التبرع بالدم دليل واضح على أن تلك الثورة التي حدثت قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة، تجسد معنى الإنسانية والسلام، فهي لم تكن بكل صورها تدعو للتطرف والهوان.
تمر علينا ذكرى عاشوراء، ونحن نأمل أن نبتعد عن كل الخلافات، ونبعد كل الخرافات، ونستبعد كل ما من شأنه فرقة وتنافر.
إن عاشوراء يجب أن يكون منطلقاً للوحدة بين جميع مكونات أطياف هذا المجتمع، ولا بد من التفكير فيما يجمع الناس، وفيما يعزز إنسانية الإنسان، لذلك انطلقت حملة التبرع بالدم التي تحظى باهتمام أهلي وشعبي، فضلاً عن الاهتمام الرسمي بهذا المشروع الإنساني.
إن الدم الذي يتبرع به مئات الناس، يذهب لإنقاذ حياة مريض، دون معرفة من هو هذا المريض، وما هو مذهبه، ولا جنسه ولا عرقه.
ربما البعض يريدون شناراً بين الناس، لا يعرفون انه ربما شريانا في جسمهم يحمل دم أخوة لهم يريدون الفتك بهم، وربما لا يعرف هذا الذي ذهب لملء الكيس بدمه أن هذا الدم سيذهب إلى من لا صلة قربى مذهبية بينهما.
أن حملة التبرع بالدم تسعى لتأصيل الوحدة الوطنية، أتمنى أن أرى في العام القادم كل ما يعزز الوحدة بين مكونات الشعب في رحاب عاشوراء.
نشد على أيدي القائمين على هذه الحملة ونتمنى لهم التوفيق والنجاح لخدمة كل ما هو إنساني في هذا الوطن.
الأيام 2 يناير 2009