نعم منتظر الزيدي بطل، ليس لأنه قذف حذائه في وجه الرئيس الأمريكي جورج بوش، ولا لأنه تجرأ على فعل ذلك، وليس لأنه يكتم غضباً وحقداً وقهراً فجرهم دون سابق إنذار في وجه بوش، ولكن لأنه أدرك في لحظة وامضة أنه لا يستحق أن يحيا من عاش وسط الجبناء، ولأنه أيقن في لحظة أن بوش البطل الأمريكي من شأنه أن يصنع على حين غرة بطلاً محبوباً ومعشوقاً!!
نعم منتظر الزيدي بطل، لأنه تمكن من لم شمل الفرقاء بسرعة نووية لا يمكن للخيال تصورها، ولا يمكن لعقله ولخياله أن يتصوراها، ولأنه أدرك أن بوش وحده من يسمح له عقله تصور ما يمكن أن يحدث بعد رميه بالحذاء!!
نعم منتظر الزيدي بطل، ليس لأنه لجأ في لحظة مقاومته إلى حذائه بدلاً عن قلمه، وليس لأنه استعاض بغضبه وانفعاله عن سؤاله واستفساره، ولكن لأنه أدرك في لحظة وامضة كما أدرك غيرها، أنه لم ولن يسمعه أحد إذا لم يلجأ لحذائه، ولم ولن يدافع عنه أحد إذا لم يتكلم بـ(حذائه)!!
نعم منتظر الزيدي بطل، ليس لأنه يدرك ذلك، وليس لأنه يريد ذلك، وليس لأنه يقتدي بتشي غيفاراً، ولكن لأن أغلب من يناصرونه ويؤيدون سلوكه البطولي يدركون ضعفهم وجبنهم، ويدركون أن في بعض المناصرة والتأييد ترميم لهياكلهم المهترئة، ولأن منتظر الزيدي هو من سيكون في مقدمة الركب وهم سيمضون خلفه كلهم ينتعلون حذائه الذي قذفه في وجه بوش!!
نعم منتظر الزيدي بطل، ليس لأنه سيقاد إلى السجن محفوفاً بالرفض والاستنكار، وليس لأن الجماهير العربية ستهتف باسمه من الأقصى إلى الأقصى، وليس لأنه سيمنح أوسمة ونياشين شرفية وتقديرية نظير جرأته وموقفه البطولي، لكن لأنه سيظل يلعن فيه اليوم الذي قاده إلى مثل هذا السلوك في ظل صمت (الأبطال) الذين أعلنوا بطولته بعد إقدامه على هذه الفعلة!!
نعم منتظر الزيدي بطل، ليس لأنه فقد ثقته فيمن حوله، وليس لأنه سجل موقفاً لم يجرؤ على فعله أحد، ولكن لأن الرئيس الأمريكي بوش عزز ثقته بنفسه عندما استقبل حذائه وتحسست الأحزاب العربية أحذيتها بمجرد خروجها من بوابة (المؤتمر) الصحافي!!
صحيفة الوطن
20 ديسمبر 2008