احتفل العالم الحقوقي أمس، العاشر من ديسمبر بمناسبة مرور ٠٦ عاماً على الاعلان العالمي لحقوق الانسان.
وفضلاً عن الجمعيات الحقوقية، أصدرت الجمعيات السياسية والأهلية والشبابية بيانات بالمناسبة، طالبوا، واستنكروا، وتحفظوا، وناشدو الى آخرها من العبارات المعتادة التي تتصدر فقرات البيانات.
ليس المهم عند الكثير إصدار هذه البيانات من كل هذه المؤسسات، ما يهم هو الاقتناع بتلك المبادئ الحقوقية.
أية أهمية تلك حين تصدر جمعية ما بيانات، وهي تمارس على المجتمع القمع والاستبداد الفكري، تضع خطوط حمراء أمام عقل الانسان، ليس كل ما في الفضاء مفتوح أمام عقلك ايها الانسان.
جمعيات تدعو لحرية الكلمة وهي التي تريد ان تضيق على الصحافة، وتجرجر الصحافيين للمحاكم، لا تقبل ان تدخل الثقافة من أبوابها المختلفة، فالفن والرسم والنحت والغناء الهادف منه بالنسبة لهم حرام وبدعة وكل أصحاب بدعة في النار.
جمعيات تنادي بالحقوق وهي التي ترفض ان يجرم التمييز بكافة أشكاله وأنواعه، يمارسون الظلم على المرأة.
وبالمناسبة كنت استمع الى رجل دين في احدى الفضائيات يخطب في عدد من الحجيج »حجهم مقبول ان شاء الله«، كان حديثه يدور حول الحقوق الأسرية، حق الزوج والزوجة وحق الابناء، فكان يشير الى حق كل فرد من هذه الاسرة، ودعا الرجل ان لا يستغل ما أباحة الشرع في ضرب الزوج لزوجته فيكثر من ضربها، واستشهد بحديث نبوي غير معروف المصدر ولا اعرف ان كان متفق عليه ام لا، بأن الضرب يكون في حدود التأديب.
أي ثقافة حقوقية نقدمها للناس حتى في موسم الحج، ثم نتفاخر بأننا سبقنا الغرب في نشر ثقافة الحقوق.
وعوداً على بدء، فإن الاحتفال بالذكرى الستين ليس مجرد بيانات وفي الباطن ممارسات لا تمس الى الحقوق بصلة.
المؤتمرات والندوات والاحتفالات لا تمثل للمنتهكة حقوقهم اية قيمة، المهم لديهم هو إعطاء كل ذي حق حقه.
صحيفة الايام
11 ديسمبر 2008