المنشور

قمم التعاون الخليجية‮… ‬السهل الممتنع‮!! (١-٢)‬

دأب وزراء المالية والاقتصاد والخارجية في‮ ‬دول مجلس اللتعاون الخليج في‮ ‬مثل هذه الفترة من كل عام ومنذ قيام المجلس في‮ ‬مطلع الثمانينات من القرن الماضي،‮ ‬على تكثيف جلساتهم التحضيرية التي‮ ‬عادة ما تسبق انعقاد القممم الخليجية،‮ ‬وصولا الى قمة مسقط التي‮ ‬ستنعقد هذا العام في‮ ‬الفترة بين ‮٩٢ ‬ـ ‮٠٣ ‬ديسمبر الجاري،‮ ‬والتي‮ ‬تسعقد وسط حديث لا‮ ‬يتوقف باستمرار وفي‮ ‬مثل هذه الفترات من كل عام حول اهمية القمة التي‮ ‬يجري‮ ‬التحضير لها،‮ ‬والتي‮ ‬كثيرا ما تلازمها مقوللة مكرورة لا‮ ‬يبدو‮  ‬ان هناك رغبة من قبل اللمعنيين بالتوقف ولو قليلا لتأملل مغزى تكرارها،‮ ‬ومفادها‮ »‬ان القمة الخليجية تنعقد هذا العام وسط تحولات اقليمية ودولية‮ ‬غاية في‮ ‬الخطورة‮..« ٠٠١‬وكأن تلك المقولة اصبحت لازمة لابد منها‮.‬
فها هي‮ ‬اجتماعات الدورة التحضيرية الوزارية لقمة مسقط القاددمة تجرى على قدم وساق،‮ ‬ومن المعروف انه لا تصدر عاددة عن تلك الاجتماعات التحضيرية اية بيانات،‮ ‬انما توصيات ترفع في‮ ‬نهاية المطاف الى القمة التي‮ ‬تدرجها على جدول اعمالها ليتم تداولها من قبل القادة خلال فترة انعقاد القمة‮. ‬على ان الملاحظ باستمرار على تلك الاجتماعات التحضيرية وكذلك على جدولل اعمال القمم باختلاف ظروف وفترات انعقاددها،‮ ‬انها كثيرا ما تتحدث عن ذات القضايا والمواضيع التي‮ ‬تشبعت اذان شارعنا الخليجي‮ ‬بها حتى ملت وسئمت تكرارها من دون توقف،‮ ‬خاصة ان الجميع‮ ‬يعلم ان الكثير من تلك القرارات الصادرة عن قممنا الخلجية وعلى مددى ما‮ ‬يربو من ثلاثة عقودد تظل بعد استصدارها محل حوارات لا تنتهي‮ ‬هي‮ ‬الاخرى بين المختصين والمعنيين بشـأنها،‮ ‬وتعقد لها النددوات والمؤتمرات دون ان‮ ‬يلمس الشارع الخليجي‮ ‬ياة انعكاسات ملموسة لها،‮ ‬مما‮ ‬يشيع معه حالات من الاحباط العام والياس لدى الناس في‮ ‬امكانية حصول تغيير حقيقي‮ ‬بالنسبة لاوضاعهم الاقتصادية او السياسية او الاجتماعية،‮ ‬حيث تبقى تلك القرارات الخليجية المشتركة محل‮ ‬غبطة وفرح واحتفاء بها لفترة زمنية محدودة جدا تلي‮ ‬انتهاء جلسات تلك القمم،‮ ‬الا انها سرعان ما تبدو وكأنها شيئا من السهل الممتنع‮. ‬فهي‮ ‬قرارات جرى اتخاذها وباجماع في‮ ‬الغاللب بين الدول الست،‮ ‬الا انها كثيرا ما تتوه بين زحمة البيروقراطيات الحكومية واهمال دوائرها الرسمية وبين عدم جديدة البعض في‮ ‬تنفيذها،‮ ‬ليتجه كل طرف خليجي‮ ‬بعدد ان‮ ‬ينفض السامر كما‮ ‬يقال لللتركيز‮  ‬على الشأن الفردي‮ ‬المحي‮ ‬الصرف،‮ ‬بدلا من مسائل التعاون المشترك،‮ ‬والذي‮ ‬هو عنوان مجلس التعاون الاهم فها هي‮ ‬قمة مسقط على وشك الانعقاد ويجري‮ ‬التحضير لاجتماعاتها،‮ ‬والعالم بالفعل‮ ‬يمر هذه المرة باسوأ ازمة مالية واقتصادية شهدها منذ الشعرينات من القرن الماضي،‮ ‬ومع ذلك لا زال حديبث دولنا حولل قضايا،‮ ‬بالرغم من كونها اساسية،‮ ‬الا اننا‮ ‬يفترض بحكم عمر التجربة التي‮ ‬هي‮ ‬على مشارف انتهاء عقدها الثالث،‮ ‬وبالنظر الى ما اسلناه من حبر وعرق ووقت وجهود واموال واجتماعات لجان وخبر اء ووزراء وقمم،‮ ‬ان نكون قد حققنا الكثير في‮ ‬العديد من الملفات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية،‮ ‬وحتى نطمئنن نحن الشعوب الخليجية الى انتفاءء المقوللة الشهيرة المعروفة عن اجتماعات قممنا الخليجية اسوة بالعربية ايضا،‮ ‬والتي‮ ‬مفادها ان افضل ما تم تحقيقه على الارض هو التنسيق في‮ ‬الملفات الامنية دون سواها‮! ‬وبنظرة سريعة لطبيعة الملفات التي‮ ‬يجري‮ ‬التحضير لرفعها للدورة التاسعة والعشرين لمجلس التعاون الخليجي‮ ‬هذا العام،‮ ‬وكما جاءت على لسان امين عام المجلس عبدالرحمن العطية هي‮ ‬ملفات مثل ازالة العقبات التي‮ ‬تعترض مسيرة التعاون ومشروع الربط المائي‮ ‬بين دول المجلس‮ ‬،‮ ‬وبالمناسبة لا ندري‮ ‬حتى الللحظة اين وصل ملف الربط الكهربائي؟‮!‬،‮ ‬كذلك‮ ‬يجري‮ ‬الحديث حولل ملف مشروع السكة الحديد بين دول اللمجلس والذي‮ ‬اشبع بحثا،‮ ‬حتى انه‮ ‬يتراءى للنا كالسراب الذي‮ ‬لا نستطيع بلوغة،‮ ‬وملف حول مرئيات الهيئة الاستشارية الخليجية حول لالتضخم وارتفاع الاسعار‮ – ‬يجدر القول ان كل التقارير الاقتصادية الخليجية والعاللمية بدأت منذ فترة بحالحديث حولل تراجع مستويات الاسعار عاللميا ومحليا بالنسبة للسلع الاستهلاكية الاساسية،‮ ‬ونحن لا نزل نستعد لمناقشة تلك القضية‮!! ‬فأين الديناميكية المفترضة في‮ ‬آليات عمل المجلس اذا؟ وملف آخر حول مسار التعاون مع الجمهورية اليمنية،‮ ‬وملف حولل المفاوضات مع الدول والمجموعات الاقتصادية،‮ ‬واعتقد ان المعني‮ ‬هنا بالتحديد هو ملف اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الاوروبي،‮ ‬يجدر القول هنا ان العاللم بدأ بالتفكير في‮ ‬اشكال مختفة من التعاون التجاري‮ ‬بين دولله،‮ ‬حيث‮ ‬يجري‮ ‬التفكير ببدائل انجع كبديل التكامل الاقتصادي‮ ‬بين المجموعات والدول‮.. ‬الذي‮ ‬رصيدنا منه ضئيل على اية حال فقد استغرقنا في‮ ‬ملف اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الاوروبي‮ ‬قرابة الخمسة عشرة عاما،‮ ‬دون ان تفكر دولنا في‮ ‬فتح مسارات تعاون اخرى بديل مع دول مجموعة اسيان على سبيل اللمثالل او‮ ‬غيرها من التكتلات الاقتصادية الاخرى،‮ ‬على الاقل من زاوية ممارسة مزيد من الضغط على الاتحاد الاوروبي‮ ‬واستثمارا للوقت الذي‮ ‬ضاع منا حتى اللان معهم دون ان نخرج بنتيجة نكحل بها عيون دولنا واقتصاداتنا الخليجية‮…. «‬يتبع‮»‬

صحيفة الايام
7 ديسمبر 2008