بدأت مرة أخرى تظهر عبارة جمعيات “السداسي” في بيانات ومواقف سياسية مختلفة، ولكن هذا السداسي مختلف عن “السداسي” السابق، الذي لم تتفق فيه الجمعيات في أول محطة له عندما كانت جدلية المقاطعة والمشاركة في عنفوانها.
السداسي السابق الذي كان يضم “الوفاق – وعد – أمل – القومي – التقدمي – الوسط”، لم يستطع ان يستمر إلا أشهر معدودات، إلى ان أتت فكرة تنظيم “المؤتمر الدستوري الاول”، فكان بمثابة إعلان لموت هذا التحالف.
الجمعيات الست حينها، أكدت في بيان لها ان التحالف مستمر فيما عدا المؤتمر الدستوري، إلا انه كان واضحاً ان هذا البيان لا يعدو كونه “دجلا سياسيا”.
أحد الأسباب الجوهرية التي أدت الى انهيار التحالف السداسي آنذاك، ان الجمعيات الأربع المقاطعة كانت في اجتماعاتها الخاصة “تقرر”، ثم في اجتماعات السداسي تريد ان “تملي”.
السداسي اليوم يختلف قليلاً عن سابقه، فجمعية الوسط العربي الإسلامي لم تدع بحسب تصريح لأمينها العام د. جاسم المهزع، الذي قال ان “فيتو” اتخذته بعض الجمعيات السياسية على جمعيته، فدخلت مكانها جمعية “الإخاء الوطني”، وطبعاً شتان بين الجمعيتين فكراً وأسلوبا وأداء، فجمعية الوسط لها ثقلها السياسي والاجتماعي وإن كان ليس بذات قاعدة، ولكنه أكبر بكثير من “الإخاء”.
ذات الخطأ الجوهري الذي كانت ترتكبه الجمعيات الأربع في السداسي السابق يتم ارتكابه الآن ولكن من دون الجمعيات الأربع، فاللاعب الوحيد بين الجمعيات السياسية بأكملها هي جمعية الوفاق، بحسب ما تمتلكه من كتلة نيابية كبيرة، واتصال مباشر مع السلطة التنفيذية على الأقل داخل أروقة المجلس.
للحديث صلة
صحفة الايام
16 نوفمبر 2008