المنشور

عن التعاون مع الصحافة

لا‮ ‬ينفك النواب في‮ ‬كل محفل من المحافل بالمناداة بـ‮ »‬الشفافية الغائبة‮« ‬في‮ ‬بعض الأجهزة الحكومية،‮ ‬وهذا ما نطالبه معهم،‮ ‬ونرجو ان‮ ‬يأتي‮ ‬اليوم الذي‮ ‬يقر فيه حق الحصول على المعلومات‮.‬
هذه المطالبات النيابية والسياسية محل اتفاق ومساندة،‮ ‬وليست مستغربة لأنها حق،‮ ‬ولا ننكر على من‮ ‬ينتزعه انتزاعاً‮.‬
لكن الغريب والمستغرب،‮ ‬هو أن الأشخاص ذاتهم الذين‮ ‬ينادون بالشفافية وينتقدون الحكومة في‮ ‬بعض المواقف ويقولون عنها شتى التوصيفات،‮ ‬هم انفسهم‮ ‬يمارسون الشيء ذاته مع الصحافة بعد ان أصبحوا في‮ ‬مواقع نيابية أو سياسية مهمة‮.‬
نقدر للوزراء الذين‮ ‬يتعاونون مع الصحافة،‮ ‬وكذلك بعض النواب والسياسيين،‮ ‬وننكر على من‮ ‬ينادي‮ ‬بالشفافية من جانب،‮ ‬ويتغاضى عنها في‮ ‬جانب آخر‮.‬
مهمة الصحفيين‮ ‬يا سادة هي‮ ‬تبيان ما‮ ‬يدور خلف الكواليس وفي‮ ‬الاجتماعات وما‮ ‬يحدث في‮ ‬لجان التحقيق النيابية او‮ ‬غيرها لأن المواطن شريك في‮ ‬كل ما‮ ‬يحدث ومن حقه ان‮ ‬يكشف أوجه القصور والخلل،‮ ‬ومن حقه على الصحفيين ان‮ ‬يظهروا له كل ما‮ ‬يدور،‮ ‬وإن كنتم‮ ‬يا نوابا لا تعرفون هذه المعلومة،‮ ‬فسألوا أبناء الدوائر الانتخابية التي‮ ‬أوصلتكم الى مواقعكم‮.‬
ولعل الصحفيين‮ ‬يعرفون متى سينشط هؤلاء النواب بالتحديد،‮ ‬ونريد ان نبين للمواطن،‮ ‬ان هؤلاء سينشطون وسيتصلون هم بالصحافيين مع قرب انتهاء الدور الرابع،‮ ‬تمهيداً‮ ‬لانتخابات ‮٠١٠٢‬،‮ ‬وهذه مجربة لدينا،‮ ‬فقد سبقهم نواب ‮٢٠٠٢.‬
لذا أتمنى ان‮ ‬يأتي‮ ‬اليوم الذي‮ ‬نضطر آسفين الى نشر أسماء من لا‮ ‬يتعاونون مع الصحافة ولا‮ ‬يريدون نشر الحقائق للناس‮.‬

صحيفة الايام
10 نوفمبر 2008