المنشور

نقابة ألبا من العمال إلى العمال‮!!‬


تميزت انتخابات نقابة عمال ألبا بحدث فريد ليس فقط من حيث المشاركة الكبيرة للعمال، بل أيضا للدور البارز والفعال للعمال من حيث اختيار ممثليهم ووعيهم على أن العمل النقابي يجب أن يبقى ضمن إطار وقواعد ومبادئ المصلحة والحقوق العمالية، وان من يراهن على غير ذلك سيكون مصيره الفشل والعزلة في الوسط العمالي.


التجربة الانتخابية الأخيرة لنقابة عمال ألبا أثبتت وبوضوح أن الوعي العمالي والنقابي هي البوصلة الحقيقة لعمال ألبا في اختيار ممثليهم وان الإرادة العمالية هي القرار والمقياس الفاصل لصناديق الاقتراع، وان من راهن في تشويه هذا الوعي والإرادة العمالية بمحاولات يائسة بدفعها باتجاه مسالك طائفية تحت شعارات شكلية كان يسبح ضد التيار العمالي والمصلحة الحقيقية للعمال.


حقا ان الدور التي لعبته النقابة المنتخبة السابقة طوال فترة الثلاث سنوات السابقة والمعارك العمالية التي خاضتها بمشاركة العمال والتي تمخضت بتحقيق انجازات ومكاسب عمالية على الأرض من رفع الأجور وتحسين ظروف العمل والسلامة والصحة وغيرها من المكاسب العمالية، بل الأكثر من ذلك ولأول مرة في تاريخ الحركة العمالية البحرينية عبر تاريخ نضالها الطويل ان نقابة ألبا بقدرة قيادتها الشابة والمشاركة الفعلية للعمال أصبحت لها هيبتها الفعلية وقوتها المؤثرة والمستقلة، وان الأطراف الأخرى كإدارة الشركة لا يمكنها اتخاذ أي قرار يتعلق بمصالح العمال قبل الرجوع واستشارة النقابة في ذلك، وبات للنقابة كيانها المستقل وشخصيتها الاعتبارية وسمعتها الجيدة التي كسبتها من خلال المعارك المطلبية بأنها نقابة مدافعة عن العمال ليس فقط على مستوى شركة ألبا، بل على مستوى المجتمع البحريني.


ان الكثيرين ومنهم الطارئين على العمل العمالي والنقابي لم يدركوا هذه الحقيقة، “مع إننا نؤمن بان الساحة العمالية والعمل النقابي يتسع لجهود المخلصين من الذين يسعون من اجل تحقيق مكاسب مطلبيه للعمال ونقاباتهم مهما تعددت ألوان الطيف في رؤاهم وأفكارهم في ظل سقف الحريات التي وفرها المشروع الإصلاحي لجلالة الملك”، حقيقة ان القضايا العمالية والنضال النقابي وتصاعد الحركة المطلبية وتحقيق انجازات ومكاسب للعمال لا يمكن ان يتم ويسير في مساره الصحيح ما لم يتأسس ويرتكز على أساس  وجود نقابة فاعلة على الأرض تتشكل من العمال أنفسهم ولديها قناعة تامة بمبدأ الدفاع عن العمال أيضا، ضمن رؤية ووعي واضح بمصالح العمال مهما تغيرت الأوضاع والظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسة.


 نقابة ألبا استوعبت هذا الشرط ومارست دورها بمسؤولية وحرفية عالية بالرغم من التجربة النقابية القصيرة ومحدودية الإمكانيات والأدوات المتوفرة، إلا أن ذلك لم يمنعها من إتقان هذا الدور والمضي في مواجهة الصعاب والمهام من اجل جعل السفينة النقابية تبحر بسلام ونجاح.
المسألة الحيوية هنا بان النقابة وعمال ألبا لم يستجيبوا لكل المحاولات التشويهية والإضرار بسمعتهم وكذلك للسهام الطائفية والضغوطات الأخرى كل ذلك من اجل ثنيهم وتكسير شوكتهم الحماسية والتي لم نتلمسها بين شقيقاتها الأخرى من النقابات، بل استمروا في مواصلة وخوض المعارك المطلبية تلو الأخرى، مما اكسبها هيبة عمالية واسعة، والنتائج الانتخابية الأخيرة دليل ساطع على ذلك.


 
الأيام 7 نوفمبر 2008