المنشور

أبعاد خطاب جلالة الملك

كلمة جلالة الملك في‮ ‬افتتاح دور الانعقاد الثالث للمجلس الوطني‮ ‬تضمنت مرتكزات اساسية جميعها‮ ‬يدعم مسيرة المشروع الاصلاحي‮ ‬ويحافظ على العمل الوطني‮ ‬عبر الالتزام بالثوابت الوطنية‮.‬
حقيقة ما أشار اليه جلالته‮ ‬يحمل في‮ ‬طياته حقائق هامة محورها الاساسي‮ ‬التصدي‮ ‬لجميع المعوقات التي‮ ‬تعترض المسيرة الاصلاحية‮.‬
ومن هنا نعتقد ان المسؤولية الوطنية مسؤولية ملقاة على عاتق الجميع هذا اولاً‮ ‬وثانياً‮ ‬ان مجلسنا الوطني‮ ‬الذي‮ ‬يعد كما قال جلالته المظلة الجامعة لمختلف الوان الطيف الوطني‮ ‬والعاكسة لوحدتها والتقائها في‮ ‬سبيل البناء المشترك هو في‮ ‬مقدمة من‮ ‬يحمل هذه المهمة التاريخية لان المجلس الوطني‮ ‬بجناحيه‮ ‬يمثل‮ – ‬كسلطة تشريعية وحدة الوطن والشعب وهذه مسؤوليته الكبرى‮.‬
وبالتالي‮ ‬واذا ما تأملنا دوره في‮ ‬خطاب جلالته فان هذا الدور هو أبعد ما‮ ‬يكون عن الانشغال بالامور الطائفية التي‮ ‬تحتاج الى المزيد من الجهود وتوحيد الطاقات من اجل التصدي‮ ‬لها لان البحرين كانت ولا تزال النموذج التاريخي‮ ‬للتعايش والتسامح الاهلي‮ ‬والانساني‮ ‬السمح ومن هنا فان مهمته التاريخية التي‮ ‬يطمح اليها المواطن هي‮ ‬ليست مهمة سياسية فقط بل اقتصادية واجتماعية ايضاً‮ ‬وبايجاز‮ ‬ينبغي‮ ‬منه ان‮ ‬يكون مجلساً‮ ‬فعالاً‮ ‬على صعيد الرقابة والتشريع في‮ ‬ظل التعاون الايجابي‮ ‬مع السلطة التنفيذية‮.‬
وفي‮ ‬مواجهة الصعوبات المعيشية تطرق جلالته الى الاولويات وخاصة في‮ ‬ظل ارتفاع الاسعار والتضمم ونتيجة لما‮ ‬يعانيه المواطن من هذه الصعوبات قال الملك‮: ‬لقد تابعنا ولانزال نتابع باهتمام ارتفاع الاسعار العالمية ومدى تأثيرها على الوضع المعيشي‮ ‬للمواطنين البحرينيين مؤكد انه اصبح في‮ ‬مقدمة الاولويات التي‮ ‬حظيت باهتمام كبير من الدولة في‮ ‬الآوانة الاخيرة التصدي‮ ‬للآثار السلبية الناجمة عن هذه الزيادة الملحوظة في‮ ‬معدلات التضخم نتيجة ارتفاع اسعار مختلف انواع السلع والخدمات‮.‬
ونفهم من هذه الرؤية ان الاوضاع المعيشية في‮ ‬مقدمة الاولويات جنباً‮ ‬الى جنب تحسين الاجور والعلاوات وخفض معدلات البطالة في‮ ‬ظل المساواة وفي‮ ‬ظل العدالة الاجتماعية وتوفير حقوق المواطنة من دون تمييز هذا ما اشار اليه جلالته باهتمام متزايد‮.‬
ومن المحطات والاشارات المهمة التي‮ ‬وقف عندها جلالته في‮ ‬خطابه الواضح الاهتمام بالتنمية المستدامة والشاملة ودعم سياسة الاستثمار في‮ ‬ظل الانظمة والقوانين الشفافة التي‮ ‬تتميز بها البحرين وعلى هذا الاساس لابد من رؤية اقتصادية تحقق شروط التنمية البشرية وتحقق ايضاً‮ ‬الاحتياجات المادية والاقتصادية للمواطن البحريني‮ ‬الذي‮ ‬يعد في‮ ‬رؤية جلالته الخيار الاوحد والمستفيد الاول من ازدهار التنمية الاقتصادية والاجتماعية في‮ ‬البلاد‮.‬
وفي‮ ‬ضوء هذه الرؤية التي‮ ‬ينتهجها جلالته لا شك اننا بحاجة الى برامج اصلاحية اقتصادية تساهم في‮ ‬رفع معدل النمو الاقتصادي‮ ‬وتوفر تلك الاحتياجات وتعمل على حماية نظامنا المالي‮ ‬وترسيخ مكانته وخاصة في‮ ‬ظل ازمة النظام المالي‮ ‬العالمي‮ ‬التي‮ ‬يمر بها الآن‮.‬
هذا هو جوهر كلمة جلالة الملك وهذه هي‮ ‬ابعادها وبالتالي‮ ‬ما الذي‮ ‬سيفعله مجلسنا الوطني‮ ‬يغرفتيه لترجمة كل هذه المنطلقات التي‮ ‬تطرق اليها جلالته هذا ما‮ ‬يجب ان‮ ‬يحتل اجندة مجلسي‮ ‬الشورى والنواب في‮ ‬دور الاتعقاد الثالث‮.‬
 
صحيفة الايام
25 اكتوبر 2008