المنشور

يالطـا

 

 

 

 


(1)


شِـبْهُ عَرايا
يُغَازِلنَ المَوجَ
على البَحْرِ الأسْودِ
يُوزّعْنَ مَفاتِنَهُنَّ على الرملِ
يَتَراجعُ الموجُ خَجَلاً
وما يَلبَثُ أن يَعودَ 
ليلثُمَ أقدامَهُنَّ 
في شَبَقٍِ خََفِيٍ
فيما الرِجَالُ يَهرَعُونَ إلى البَحْرِ
وكأنَّما يَبْحَثُونَ
عن وُجُوهِهِم الضائعةِ
تَحْتَ طَبقاتِ الماءِِ المالِحِ
 
(2)


على كُرسِيّينِ طَويلَينِ
على الشاطئِ الغَارِقِِ في الفِتنةْ
وهي تَرتَدي بتردُّدٍ
“بِكّيني” باللونِ الأزْرَقْ 
تُحاولُ جَاهِدةً 
إخفَاءَ ما لا يُخْفَى
بِفُوطتِها الطَويلةِ
يَتَمَددَانِ جَنباً إلى جَنبْ
يَتَواجَهَانِ تَارَةً
ليرشِفا لحْظةً نَادرةً من الولَهِ
وتارةً يَرنُوان بأبصَارِهِما بَعيداً
كأنهما يغسلانِ أحزانَهما
بزبَدِ البحرِ
على صَفْحَةِ الأُفُقِ
ويَتَوسَلانِ للحْظةِ ألاَّ تَسْـتَفِيق
 للِمَوجِ ألاَّ يَغَيب
وأقدامُهُما تنغرِسَانِِ
 مُتوحدَتينِِ معَ الرِمَالْ
 


أوكرانيا، سبتمبر 2005