حتى المواطن الخليجي البسيط يراقب باهتمام أسعار النفط، في الطالع والنازل، إن ارتفعت أسعاره ظن الظن الحسن أن حكومته سترفع من دخله وتطور من مشاريع بلاده وتحسن معيشته، وإن تراجعت أسعاره عرف انه ليس بإمكانه ان يصر على مطلب يثقل من ميزانية بلاده، فإن تراجعت اسعار النفط لن تجد زيادة في رواتب القطاع العام ولا ميزانيات كبيرة للمشاريع الإسكانية التي لابد ان يحتم عليك القدر ان تنتظر ما يربو على ٥١ سنة للحصول على وحدة سكنية.
لم يشعر الكثير من المواطنين في البحرين تحديداً بأثر ارتفاع سعر برميل النفط إلا بعد ان تم صرف علاوة الغلاء رغم أنها أتت بعد شد وجذب وحتى بشيء من الاهانة والمذلة التي تفنن فيها بعض النواب وشاركت في ذلك وزارة التنمية لا أقول تعمداّ ولكن سأحملهم على محمل الخير وأقول سهواً.
وبدأ القلق وربما لأول مرة يساور المواطن البسيط، وأخذ يبدي اهتمامه بتراجع وصعود سعر برميل النفط خوفاً من ان ينحرم من ٠٥ ديناراً تعينه على شراء ما تستلزمه المعيشة.
البعض يسأل باستمرار وبشكل يومي، كم وصل سعر النفط؟
وبالأمس فقط طالعتنا الأخبار المحلية والدولية بخبرين مهمين تصدرا الأخبار الرئيسية في الصحف اليومية، الأول يفيد بتراجع أسعار النفط بشكل كبير وصل الى ما دون ٨٧ دولاراً بعد ان كان قد وصل الى ما هو أكثر من ٠٠١ دولار.
أما الخبر الثاني فهو كلمة الى سمو ولي العهد ألقاها في جامعة واسيدا بطوكيوا قال فيها »إننا نتعلم من أخطاء الماضي ولن نبقى معتمدين على الطفرة النفطية وتقلبات سوق النفط«.
الكلمات التي أطلقها سموه في الجامعة تدل بشكل كبير على اننا وصلنا الى مرحلة اقتصادية مهمة يجب التدقيق فيها، لأنها تمس بشكل كبير مستقبل أجيالنا، وبالتالي يحتم على جميع الأطياف السياسية والمؤسسات توقع ما يمكن ان يحدث في المستقبل.
هناك مساع ودراسات لإيجاد طاقة بديلة عن النفط، وقد تنجح هذه المساعي، عندها ماذا ستكون ميزانيتنا؟ فهل سنتراجع بعد هذا التقدم بسبب ان ميزانيتنا خلت من عوائد النفط؟
من هذا المنطلق جاء خطاب ولي العهد الذي يحتاج الى ترجمة عملية حتى نستطيع ان نقول إننا اطمأنينا على مستقبلنا الاقتصادي.
صحيفة الايام
12 اكتوبر 2008