المنشور

أطفـال لا‮ ‬يلعبــون‮!!‬


اتقوا الله في أنفسكم، فما عاد لذوي الدخل المحدود والمعدم مكان يلجئون إليه لتسلية أبنائهم إذا حرموا من قضاء بعض الوقت مع لعبة أو لعبتين من الألعاب الكثيرة التي تكتظ بها بعض ساحات المجمعات التجارية، والسبب طبعًا ارتفاع أسعار تذاكر الألعاب، وللأسف الشديد، في المناسبات، وخاصة في الأعياد الدينية والوطنية، ففي الوقت الذي ينبغي فيه أن تكون أسعار التذاكر مناسبة ومعقولة حتى يتسنى للأطفال اللعب فيها أو بها، نلحظ الوضع لدينا للأسف الشديد (معكوسًا) ويبدو وكما لو أنه انتقامي، إذ إنه حتى مع أسعار التذاكر الباهضة ملزم ولي الأمر بدفع الضرائب الأخرى الموازية لها، مثلاً، مائة أو مائتي فلس مع كل تذكرة للعبة واحدة.

 
لماذا هذا الغلاء والجشع والابتزاز؟ هل هذا السلوك اللاإنساني هو (عيدية) الأطفال ومكافأتهم في العيد؟ هل فكرتم في قلق وحيرة وألم بعض أولياء الأمور النفسي حين يطلب منهم أبناؤهم الاستمرار في اللعب في أكثر من لعبة وهم لا يتوفرون على المبالغ الكافية لتلبية طلب أبنائهم الشرعي في الحق في اللعب والتسلية؟ هل فكرتم أن بعض الأطفال لا يتمكنون من الحظوة بلعبة في أحد المجمعات إلا بين مناسبة وأخرى قد تحصل أو ربما تفشل؟


لماذا لا يكون وضع الأطفال استثنائيًا؟ أقول استثنائيًا لأنه من الصعب أو المستحيل أن تكون مدن الألعاب أو قراها أو مجمعاتها فارغة من الأطفال؟ ومن المستحيل ألا يكون تواجد الأطفال في هذه المدن والقرى والمجمعات كثيفًا وخاصة في الإجازات؟ وهذه الكثافة بلا شك أرباحها المالية طائلة، وعليه ينبغي أن تتاح فرص أكبر للأطفال كي يلعبوا وبأسعار معقولة ومناسبة، هكذا يحدث في أغلب دول العالم، إذ يتم التعامل مع الأطفال دائمًا بشكل استثنائي، ويتم توفير حدائق وملاهي الأطفال في كل مكان وبالمجان أيضًا، كما تعطى للمواطن أسعار خاصة ومختلفة عن السائح كما يحدث مثلاً في تايلند حسب رواية أحد الأصدقاء، وذلك من منطلق أن هذا المواطن يعتبر بشكل أو بآخر (معنويًا) مساهمًا في ابتكار وتدشين هذه الألعاب، لأنه يدفع من جيبه باستمرار ولو بالقطارة إلى مالك اللعبة، وبالتالي نجاح واستمرار هذه الألعاب يأتي بفضل من يساهم في الدفع من جيبه من أجل التسلي بهذه اللعبة أو تلك، ولو شذ هذا المالك، سواء كان شخصًا أو دولة، شذ عن القاعدة، فإنه حتمًا سيخسر، بل سيعاقب من قبل مؤسسات المجتمع المدني خاصة القانونية والحقوقية، لأن ذلك في رأيهم يعد نوعًا من أنواع التلاعب والابتزاز.


فهل يعي تجار الألعاب قيمة ومعنى اللعبة بالنسبة للأطفال؟ وهل يعون مقدار ما يصرفه أولياء الأمور من جيوبهم على الألعاب من أجل تسلية وإسعاد أبنائهم؟ وهل يعون مقدار الحزن الذي ينتابهم جراء عدم اقتدارهم على تلبية مبلغ إضافي للعبة أخرى يزاول فيها أبناؤهم فرحهم؟


في مثل هذه الأمور ينبغي أن يكون للجهة المعنية بالسياحة يد، لأنه يتعلق بالأطفال وبأجيال منهم سوف تحرم من اللعب إذا استمر ارتفاع غلاء أسعار تذاكر الألعاب؟ فهل يدرك هؤلاء معنى ألا يلعب الأطفال؟ إنها الكارثة!!!.
 
من صحيفة الوطن