دعونا نسلم بصحة البيانات الحكومية الرسمية القائلة بأن اجمالي الطاقة الانتاجية لمحطات انتاج الكهرباء بقطاعيها العام والخاص يبلغ حالياً 2737 ميجاوات، وإن الحمل الاقصى المتوقع لعام 2008 الجاري قد تم تحديده من جانب هيئة الكهرباء والماء بـ2370، ما يعني أن الهيئة لديها فائض في عرض الطاقة يبلغ 367.
وإذا كانت هيئة الكهرباء والماء قد قامت في الاعوام الثلاثة الماضية باصلاح شبكة التوزيع واستبدال الكابلات المستهلكة وتركيب كابلات اخرى ذات قدرة أكبر على تحمل الاحمال الزائدة على الشبكة كما تدعي، فكيف تفسر الحكومة كل هذه الانقطاعات المتوالية للكهرباء عن كثير من مناطق البحرين والتي أحالت حياة آلاف البحرينيين-خصوصا مع بدء العام الدراسي ودخول شهر رمضان المبارك – جحيما.
لماذا كلما تخفق الحكومة وتصر على تأكيد فشلها الواحد تلو الآخر، تستعيض عن ذلك باللجوء إلى اسلوب التلميع والتصقيل الرديء الذي تخصصت فيه ولا تريد مغادرته مهما تغير الزمن وتغيرت ظروفه ومعطياته وأدوات حراكه اليومي.
الحكومة تصر على تفخيم وتضخيم وظائفها الاعتيادية ورفعها إلى مرتبة الانجازات العظيمة لكي تباهي وتفاخر بها. إلا أنها، على سبيل المثال فقط، لم تنبس بكلمة واحدة فيما يتعلق بفضيحة الملياري دولار التي طارت من خزينة ألبا والتي وصلت ذيولها وروائحها إلى الولايات المتحدة.
يتحدثون عن تغيير في التشكيلة الحكومية، وهو تغيير اذا ما تم لن يخرج عن اطار سياسة التلميع والتصقيل إياها. فهو لن يطال “السيستم” أي “حزب” العلاقات العامة وتفريخ وترسيخ عضوية مأسسة الفساد.