المنشور

في‮ ‬رحاب رمضان‮..‬

 


” ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا” صدق الله العظيم



– ربنا نوّر قلوبنا بمحبتك وطاعتك، واجعل البحرين غاية وهدف الجميع ونقطة تلاقيهم ومحور توحدهم وقبلة انتمائهم.


– ربنا لا تجعلنا نتخذ من الصيام ذريعة لتعطيل مصالح العباد، لأن إحياء شعائر الشهر الفضيل لا يعني أن لا نعطي العمل حقه المفروض من السرعة والإتقان والدقة، فالدين المعاملة كما قال الرسول الكريم “ص”.


– ربنا متعنا بحسن البصر والبصيرة كي لا نجعل حلول مشاكل البلاد والعباد متروكة لتصاريف الزمن، ولا تجعلنا ندمن لعبة تضييع الوقت وتضييع المسؤوليات، ولا تجعلنا نعجز عن الإمساك بنقطة البداية الصحيحة أو نتفنن في خلط الأوراق كي لا نظل نراوح في مكاننا.


– ربنا لا تجعل حصول الأمور الطبيعية وكأنها معجزة، وحدوث ما هو خطير وكأنه أمر عادي، ولا تجعل استحصال الحقوق وكأنها منّة أو هبة من سواك يارب العالمين.


– ربنا لا تجعل عنوان دولة المؤسسات والقانون مجرد لافتة أو شعــــــــــــــار أو “بروبوجندا إعلامية” تطرح في المؤتمرات والمهرجانات والاحتفالات، واجعله يارب العالمين منهجاً وسلوكاً يومياً يطبقه ويلتزم به الكبير قبل الصغير.


– ربنا قوِّ نظر قصار النظر من المسؤولين الذين لا يرون في المسؤولية أنها تعني القدرة على مواجهة الأزمات والمشكلات ولا يحسنون التشخيص ولا العلاج، ولا يرون أنهم عندما يعجزون عن ذلك أو يتعاملون بسلبية مع مجريات الأمور في واقعنا يكون بقاؤهم متنافياً مع أبسط شروط والتزامات المسؤولية.


– ربنا نجنا من تبعات أعمال أولئك الذين أدمنوا الفشل في تحمل مسؤولياتهم وفي إدارة شؤون الناس والمجتمع وأصبحوا لا يرون في الفشل ما يوجب الانزعاج ولا حتى تعكير المزاج.


– ربنا خلصنا من “العروض المسرحية الرخيصة” التي يؤديها بعض السياسيين والقوى ومكّنا يا رب العالمين من أن نكتشف دوماً حقيقة أفعالهم وأقوالهم حتى وإن تدثرت بكلمات طنانة رنانة عن حب الوطن والوحدة الوطنية التي هي بالنسبة إليهم ما هي إلا واجهة مخادعة تختبىء خلفها مصالح ومقاصد هي أبعد ما تكون عن الوحدة الوطنية.


– ربنا أبعد عنا سياسات الارتجال والعشوائية والقرارات غير المدروسة في إدارة وتسيير شؤوننا العامة واجعل اقتصادنا يقوم على خطط مدروسة لا إلى حقل تجارب على هوى أي مسؤول كان لتكون هناك أساسيات وثوابت شفافة تقوم عليها السياسات الاقتصادية والتنموية، فلا يخرج علينا مسؤول أو وزير بقرار ندفع ثمنه من حاضر ومستقبل البلاد.


– ربنا ساعدنا على بلوغ واقع اجتماعي يتسم بالعدالة والشفافية والمصداقية، واقع يوفر لأبناء البلاد على الأقل الحد الأدنى من تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية.
– يارب احمنا وساعدنا وقوِّ عزيمتنا على أن نواجه بكل جدية وحسم مجموعة من قضايانا ومشاكلنا المزمنة سواء كانت اقتصادية أم اجتماعية أم سياسية أم شفافية وفي كل المجالات وأبعدنا عن كل المسكنات التي نبتلعها كل يوم.


– ربنا احم ما تبقى من ثروة البحرين من الأراضي في البر والبحر من طوفان الاعتداءات واستباحة مقدرات الوطن لحماية حقوق ومتطلبات الأجيال القادمة، بعد أن ارتكبت أكبر جناية في حق هذه الثروة من قبل من تعاملوا مع الوطن كشركة عقارية.


– يارب لا تجعل أحداً يدعي احتكار الوطنية لنفسه وينكرها على الآخرين، واحمنا واحم الوطن من أولئك الذين يرفعون الراية الوطنية ويرتدون اللبوس الوطني وهم في كل يوم يضربون الوطن ويضربون الوحدة الوطنية في الصميم.


– ربنا إهد صراط من يلعبون على أوتار الانقسامات والحساسيات الطائفية والمذهبية والذين يقيسون كل شيء على مقاسات طائفية، وخلصنا يارب العالمين من الذين يغلفون الأحقاد والمآرب الخاصة بأغلفة وطنية ولا هم لهم إلا أن يحتجزوننا في أنانياتهم.


– يارب فرج عنا في هذه الأيام المفترجة، وترفق بنا وخفف عنا يارب العالمين وطأة غلاء الأسعار، ورد كيد من أرادوا إذلال المواطن بذريعة صرف علاوة غلاء الأسعار.


– يارب اعلُ في مجتمعنا قيم الجدية والطهارة والنزاهة والشرف، ولا تجعــــــــل “المظهرية” منهاج عملنا على حساب الجوهر والمضمون وترفق بنا يا أرحم الراحمين مما بات يسكن فينا من هموم ومواجع.


– يا رب اجعل كل مسؤول، وكل وزير، وكل نائب يدرك قيمة وعظم المسؤولية وأنه مؤتمن على كل الوطن بكل طوائفه ومناطقه، ولا تجعل أياّ منهم يفقد الاتجاه الصحيح لا يعرف إلى أين هو ذاهب لتتكرر الأخطاء تلو الأخطاء، واجعل نوابنا نواب شعب لا نواب كتل وجمعيات وتيارات وطوائف.


– يارب العالمين اهدِ الجميع ليجعلوا أي حوار وطني يتقدمه حسن الظن بالنيات والمقاصد، ووفق كل من يرفعون مخلصين رايات الحوار بعيداً عن لغة المصالح والغايات، واجعل أي حوار وطني مقبل مباركاً على كل البحرينيين.


– يارب اجعل مجتمعنا يحارب الفساد بكل مظاهره وأشكاله، وامنحنا الإرادة وشجاعة القرار لنبدأ الخطوة الأولى للدفاع عن قدسية المال العام، ورسّخ يارب العالمين في قلوب وعقول الجميع أن الفساد هو تدمير لمقومات توازن واستقرار أي مجتمع، ووقف الفساد هو السلاح الأنجح في إطلاق التنمية الحقيقية ولا تجعل يا رب العالمين الفاسدين يحملون شعارات محاربة الفساد كما يحمل اللصوص حملة تنوير الشوارع.


– يارب اجعلنا مجتمعاً يحترم العلم والعلماء، ويقدر أصحاب الكفاءات وأهل الإبداع، ولا تجعل شبابنا محبطا وطاقاتهم مهدرة ومواهبهم ضائعة أمام قيم وموازين مختلة.


– يارب العالمين احمنا من أفعال وأقوال “نواب أبو العّريف” الذين يفهمون في كل شيء، ويفتون في كل شيء، ويختزلون الوطن والوطنية في شخوصهم.


– ربنا خلصنا من عمليات الإقصاء التي تتم في بعض الوزارات والمؤسسات الرسمية لكل من لا يدور في فلك بعض الجمعيات والتيارات التي تتلفع بالدين أو الطائفة.


– ربنا مكنا وساعدنا واهدنا لجعل الديمقراطية تؤسس على المواطنة الحقة وعلى الحقوق المتساوية بين المواطنين، وجعل الدولة دولة مواطنين لا رعايا يكون المواطن فيها حجر الزاوية في كل شيء.


– ربنا لا تجعل الإصلاح يتراجع أو يقف في المنتصف، وعلمنا كيف نستفيد من تجارب الآخرين، وإلا نكرر اخطاءنا حتى لا يكون الإصلاح والتغيير والتجديد والتطوير مجرد كلام في كلام.


– يا ربنا اجعل الذين يتحدثون عن مستقبل البحرين، وعن الرؤية الاقتصادية وعن المشروعات التنموية والمشروعات العملاقة هنا وهناك وهنالك، اجعلهم يارب العالمين يدركون أن التنمية الحقيقية التي لا يستفيد منها المواطن لا يمكن أن تكون تنمية.


– يارب ارحمنا ولا تزيد علينا لا طوابير العاطلين والمهمشين والمحبطين، ولا طوابير الفاشلين والفاسدين والموتورين، وارحمنا من أفعال من لا أخلاق لهم ولا دين ومن يريدون أن يوقعونا في حسابات خاطئة ونيات غير مخلصة وأهداف غير أمينة، وسلوكيات غارقة في وحل الطائفية والفساد.


– ربنا ندعوك أن توسع عقولنا وقلوبنا لمزيد من حرية الرأي والفكر دون حَجْر أو وصاية أو مسارعة إلى الاتهام وإساءة الظن لكل من يبدي رأيا أو فكراً.


– ربنا سمعنا وأطعنا واليك المصير إنك سميع الدعاء.
 
الأيام 12 سبتمبر 2008