كما تعاملت الحكومة مع تحركات المدرسين لتعديل أوضاعهم، تتعامل ألان مع الممرضين. إن ما تتعرض له جمعية التمريض البحرينية من مضايقات وحرب حكومية بهدف إجهاض تحركها لإقرار كادر التمريض، يهدف بشكل أساسي إلى عدم حصول الجمعية على مطالبها بزيادة الرواتب وإلحاق الممرضين بالدرجات التخصصية بدلا من الدرجات العمومية ما يؤدي إلى انتشار عدوى التحركات لتحسين أوضاع الموظفين الحكوميين لتشمل وزارات ومؤسسات حكومية أخرى.
تحرك الحكومة جاء هذه المرة من خلال ثلاثة محاور هي أولا، ديوان الخدمة المدنية الذي تجاهل جميع المرئيات التي تقدمت بها الجمعية واصدر كادرا لم تتم مناقشته مع ممثلي الجمعية. ووزارة الصحة التي هددت عبر عدد من مسئولي ومشرفي التمريض كل من يلبس الشارة التي اعتمدتها الجمعية كأسلوب حضاري للمطالبة بإطلاق الكادر، وأخيرا وزارة التنمية الاجتماعية التي قامت بحل مجلس إدارة الجمعية وتعيين مدير للجمعية.
وعلى الرغم من أن الممرضين في البحرين يقومون بثلاثة أضعاف العمل الذي يقوم به أمثالهم في الدول التي تعتمد المعيار القياسي الذي يحدد 90 ممرضا لكل ألف نسمة حيث عدد الممرضين والممرضات العاملين في وزارة الصحة في حدود 3100 ممرض وممرضة في حين يجب أن يكون عددهم 9000 ممرض وممرضة لخدمة المليون و46 ألف نسمة الساكنين في البحرين إلا أن ما يحصلون عليه من رواتب تقل بشكل كبير عما يحصل عليه زملاؤهم في المهنة في الدول الخليجية المجاورة.
ومع أن متوسط الرواتب في القطاع الحكومي يزيد عن متوسط الرواتب في القطاع الخاص بما يساوي 400 دينار شهريا إذ تبلغ متوسط الرواتب في القطاع الحكومي ما يقارب من 757 دينارا في حين أن متوسط الرواتب في القطاع الخاص لا يزيد عن 358 دينار، إلا أن الحكومة مطالبة بأكثر من ذلك وخصوصا مع ارتفاع عوائد النفط وتسجيل فوائض مالية يجب أن يستفيد منها المواطنون بشكل أساسي ما يدفع القطاع الخاص لمسايرة مستوى الرواتب في المملكة.
الدول الخليجية الأخرى قامت بزيادة رواتب مواطنيها بشكل كبير وصل في بعض البلدان لأكثر من 50 في المئة وذلك من اجل الحد من مشكلة التضخم وارتفاع الأسعار، وان أرادت البحرين أن توقف من عملية تآكل الطبقة الوسطى التي بدأت بالانقراض في الوقت الراهن فليس هناك من حل آخر سوى رفع أجور المواطنين للحد الذي يسمح للكوادر المتخصصة كالأطباء والمدرسين والمهندسين وحتى الممرضين من العيش في مستوى مادي مريح من دون الحاجة للخمسين دينارا التي تصرف لهم كعلاوة للغلاء.
الوسط 16 أغسطس 2008