حسب الصحافة فان على المتظلمين لعدم استلامهم علاوة الخمسين دينارا العتيدة الحضور إلى مركز مدينة حمد الاجتماعي مصطحبين معهم الوثائق التالية: نسخة من جواز السفر البحريني لرب الأسرة، وثائق تثبت العنوان مكونة من: فاتورة الكهرباء، نسخ من البطاقات السكانية مطابقة للعنوان المذكور، نسخة من وثيقة الزواج، في حالة الترمل نسخة من شهادة الوفاة، في حالة الطلاق نسخة من وثيقة الطلاق، نسخة من السجل التجاري في حال وجوده، نسخة من وثائق العقارات التي يمتلكها إذا كان لديه أكثر من عقار واحد، نسخة من وثيقة تثبت الدخل الشهري (راتب أو معاش تقاعدي)، وثيقة تثبت رقم حساب البنك لصاحب التظلم. وفي إحدى صحفنا المحلية أمس كاريكاتير ساخر يُظهر تدافع المواطنين على المركز المذكور وفي أياديهم الوثائق المذكورة، بصورة تدعو للشفقة. منطقي أن يثار السؤال عن الحاجة إلى كل هذه الوثائق، خاصة إذا ما لاحظنا أن البيانات المطلوبة يمكن الحصول عليها من وثيقة واحدة أو اثنتين فقط من بين تلك الوثائق التي أوردناها. وعودة إلى الوراء قليلاً علينا تذكر التخبط الذي أظهرته القوائم المتناقضة لمستحقي هذه العلاوة، والتي نشرتها الجهات الرسمية في الصحافة المحلية، فبدت كل قائمة مختلفة، في الكثير من تفاصيلها عن الأخرى، بحيث أن أسماء ظهرت في قوائم أولى عادت فاختفت في الثانية، والعكس صحيح، ثم يلي ذلك توضيحات من الجهات المعنية لا تشفي غليل التساؤلات المثارة عن السبب في كل هذا التناقض أو حتى التخبط. ما أكثر ما تباهينا بوجود قاعدة بيانات متطورة لدينا، وهذا هو المفترض في دولة مثل البحرين، لديها سجلات ثابتة لموظفي الحكومة، تصرف لهم، وعلى مدار سنوات، لكي لا نقول عقود، رواتب أومعاشات تقاعدية تذهب إلى حساباتهم في البنوك، وأرقام الحسابات تلك مدونة ومحفوظة لدى ديوان الخدمة المدنية وجهات العمل المباشرة من وزارات وهيئات وإدارات. كما أن رواتب المواطنين ومعاشاتهم التقاعدية هي الأخرى محفوظة في قاعدة البيانات هذه، ومن السهل، بعمليات بسيطة على الحاسوب، معرفة مستحقي هذه العلاوة الزهيدة لمن لا تزيد رواتبهم عن ألف وخمسمائة دينار، كما نصت على ذلك قواعد صرف هذه العلاوة. كيف حدث كل هذا التخبط عند صرف هذه العلاوة الذي أصبح موضوعا للتندر عند المواطنين، خاصة حين نرى طوابير المتضررين كما لو كنا في يوم الحشر، مع أن صرف هذه العلاوة كان يجب أن يتم منذ لحظة اعتماد المبلغ المقرر لها، وتحول بصمت، وبعيداً عن كل هذا الضجيج والمعاناة. ما نشاهده، في الاتصال بهذه المسألة، يدعونا للتساؤل: أين هي قاعدة البيانات التي نتباهى بها، ولماذا اختفت أو اختلّ أداؤها حين اتصل الأمر بدفع هذا المبلغ، الذي لا يعدو أمره في أحسن الحالات تأثير حبة صغيرة من البندول، يزول تأثيرها بسرعة.
صحيفة الايام
7 اغسطس 2008