المنشور

حوار القوى‮ ‬السياسية مكانك سر‮!‬

راوح الحوار السياسي‮ ‬بين القوى السياسية‮  ‬مكانه،‮ ‬فبعد ان تم اقناع جمعية الوفاق الى العودة الى طاولة الحوار بعد‮ (‬زعلها‮) ‬لمحاولات بعض القوى فك الارتباط السياسي‮ ‬بين السياسة والمرجعية الدينية،‮ ‬عاد مجدداً‮ ‬مشهد الاختلاف في‮ ‬الحوار بين القوى السياسية‮.‬
المشهد الان مختلف تماماً‮ ‬عن زعل الوفاق،‮ ‬فالزعلان حالياً‮ ‬حركة حق‮ ‬غير المرخصة قانونياً،‮ ‬بسبب اللائحة الداخلية للحوار‮.‬
ومع كل التقدير والاحترام الى دعوة الحوار ووحدة صف القوى السياسية،‮ ‬إلا اننا لا نتوقع ان‮ ‬يثمر هذا الحوار لا رطبا ولا عنبا،‮ ‬نتيجة للتباين الواسع بين التحليل والعمل السياسي‮ ‬بين القوى السياسية‮.‬
لا الوفاق‮ ‬يمكن ان تساير بقية القوى السياسية وعلى وجه الخصوص حركة حق التي‮ ‬لم ترتضِ‮ ‬البند المتعلق بالمرجعية الدينية،‮ ‬التي‮ ‬تريدها الوفاق ان تكون حكماً‮ ‬على أي‮ ‬مشروع سياسي‮ ‬تقدمه القوى المتحدة،‮ ‬ولا حركة حق تريد ان تكون المرجعية الدينية والسياسية للوفاق تحبط أعمالها ومشاريعها التي‮ ‬لا تقبلها مرجعية الوفاق باعتبار ان سلوك جماهير الحركة‮ ‬يحتاج الى‮ ‬غطاء شرعي‮.  ‬
في‮ ‬ظل هذا الخضم،‮ ‬يسعى بعض قادة الديمقراطيين ان‮ ‬يوفقوا بين الخصمين‮ (‬الوفاق‮ – ‬حق‮)‬،‮ ‬فهل المطلوب ان‮ ‬ينشغل الديمقراطيون عن انفسهم ويوفقوا للآخرين وهم مصابون بنفس الداء؟‮!‬
لا نعول على هذا الحوار،‮ ‬بل منذ الاجتماع الأول لهذا الحوار الذي‮ ‬انعقد في‮ ‬مأتم وهذا أمر نختلف فيه أيضاً‮ ‬لأنه‮ ‬يعطي‮ ‬الحوار طابعا دينيا،‮  ‬شعرنا انه سيراوح مكانه ولن‮ ‬يتغلب وستكون المحصلة مجرد تعب رؤساء الجمعيات،‮ ‬ولهذا قررت العديد من الجمعيات السياسية ان تقلل من مستوى التمثيل في‮ ‬هذا الحوار من بينها جمعية الوفاق الإسلامية،‮ ‬واعتمدت على ان‮ ‬يتابع الملف نائب برلماني‮ ‬واحد فقط‮.‬

صحيفة الايام
3 اغسطس 2008