المشهد الأول:
مجموعة من الشباب يرتدون البرتقالي والأحمر صبية وفتيات تجمعوا معا وهم يصفقون و ينادون بصوت واحد “وحدة وحدة وطنية.. نحن ضد الطائفية”، وتعلى أصواتهم أكثر فأكثر حتى إذا خرجت من دائرتهم تلك تتكسر حول حلقة أكبر ذكورية بحته تهلل وتنادي “شيليلاه” أي شيء إلى الله، وتتزاحم الأصوات والتهاليل والمناشدة لتنتهي أذنك لإلتقاط صوت يخرج من مجموعة ذكورية أخرى تلبس “الثوب الشعبي” ويعلوا صوتها بالتكبير والتهليل تارة وبألحان “الليوة” الجميلة تارة أخرى…
المشهد الثاني:
المجموعة التي نادت “شيليلاه” هي نفسها تجمعت مرة أخرى بعشرات الآلاف في مسيرة سلمية بحتة ونادت بالوحدة الوطنية الإسلامية، ولكننا لم نر فيها أياً من لَبسة القمصان الحمراء أو البرتقالية أو حتى لبسة الثوب الشعبي، وظل التساؤل حائراً،أين الخلل ؟!!
إنه لشيء ملفت جداً ويفتح ألف سؤال وسؤال على أمل التوصل إلى الإجابة المقعنة والحقيقية وغير الزائفة.
إذا كانت المسيرة “الألفية” تنادي بالوطنية وبنبذ الطائفية، وتقابلها أصوات أخرى من جماعة “الثوب الشعبي” بنبذ الطائفية والتأكيد على الوطنية، وفي مكان آخر من البحرين هناك كما هو معتاد منهم جماعة القميص الأحمر والقميص البرتقالي، يدعون في كل مناسبة ومن دون مناسبة بوأد الطائفية وقتلها في مهدها، ولكنها للأسف تكبر وتكبر وتكبر في الوقت الذي يطالب الجميع بقتلها، فهل الطائفية تكبر وتستعر في عقولنا فقط وما هي إلا تهيئات وهلوسات نعيشها ؟
إن لم تكن ” شيليلاه” طائفية وإن لم تكن “الثوب الشعبي” طائفية، فذلك يعني حتماً أن جماعة القميص الأحمر وجماعة البرتقالي هم الطائفيون والبقية هم الوطنيون، وبذلك تنتهي ملاحقة الاجابات ويكون أصل الطائفية حمراء وبرتقالية على حد سواء وانهم من يغذونها، صحيح؟!! بالطبع لا.
فلتسمعوها من النهاية، القناع الذي لبستموه وتنادون به عن الوطنية ونبذ الطائفية “صار بايخ” والنكتة “بصقت” فلم يعد أحد يضحك عليها، فأنتم يا جماعة “شيليلاه” وجماعة “الثوب الشعبي” جماعتان طائفيتان بالتساوي لا تعلى إحداكما على الأخرى.
ليس هناك ما يسمى بالوطنية الإسلامية إنها خدعة جديدة يراد لها التسويق بين الشارع فالوطنية خلقت على التعددية وبمعنى أصدق الوطنية من أم علمانية، وأنتم دائما ما تسبون العلمانية وكأنها “مسخ”، فإن كنتم تريدون أن تتبنوا “الوطنية” يجب عليكم أن تقرونها ب ” العلمانية”.
وما لنا سوى أن نضحك ،مجدداً وبتصنع، على مهرجان “النكت الصاروخية” التي تطلقونها بين الفينة والأخرى حول الوطنية والطائفية، وحتى لا يمل الجمهور من كثر “النكت البايخة”.
أنصح بتواجد فرقة موسيقى لإزاحة الملل تبدأ بالعزف بين كل نكتة وأخرى.
خاص بالتقدمي