في الصحافة أمس أكثر من تصريح لمسؤولين بحرينيين وسعوديين تنفي ما جرى تداوله عن تهمٍ وجهت للموقوفين الثمانية في المملكة العربية السعودية. وزير الدولة د. نزار البحارنة نفى ما تردد عن توجيه اتهامات للموقوفين ، ومثله فعل سفير البحرين في الرياض محمد صالح الشيخ الذي أكد انه لا صحة لما نشر من أن تهماً وجهت للثمانية، وأمراً مشابهاً قاله السكرتير الأول في سفارتنا بالسعودية موسى النعيمي، والقائم بأعمال السفير السعودي بالبحرين عبد الرحمن الخلف.
هذه التصريحات تعيد طرح موضوع هؤلاء المواطنين، الذي قيل فيه وكتب عنه الكثير، وسط قلق متزايد عند أهاليهم بعد أن طالت فترة توقيفهم. والواضح من التصريحات الرسمية، خاصة البحرينية منها، أنه لا صحة لما يشاع عن تهمٍ وجهت لهؤلاء الشباب، مما يرجح صحة الرواية المعروفة من أنهم ضلوا طريقهم وهم يقودون سياراتهم في أراضي المملكة العربية السعودية الشقيقة، بحيث وجدوا أنفسهم على مقربة من مواقع عسكرية يُحظر الاقتراب منها لدواعٍ أمنية. وتقتضي الاعتبارات الإنسانية، وخاصة مع حالة القلق التي يعيشها أهاليهم أن يُصار إلى تسوية قضيتهم بأسرع وقت، وعودتهم إلى وطنهم وأهلهم، وحتى ذلك الحين فمن المؤمل أن تنظم مواعد مقابلتهم لأهاليهم للاطمئنان على أحوالهم.
إن الأمد الطويل الذي قضاه هؤلاء المواطنون قيد التوقيف، والذي بلغ نحو ثلاثة شهور، دون أن توجه لهم تهمة ترك الباب مفتوحاً لبعض الإشاعات التي نالت من سمعتهم، مما يقتضي تحركاً رسمياً من الجهات المعنية في البحرين لدى أشقائنا في السعودية لتسوية الموضوع بأسرع وقت ممكن، وإغلاق هذا الملف الذي يؤدي استمراره مفتوحاً إلى المزيد من القيل والقال.
ونحن على ثقة من أن الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية الشقيقة على ذات الدرجة من الحرص على هؤلاء الموقوفين، فكل بحريني لا يرضى إلا الخير والأمن للسعودية باعتبارها عمقاً تاريخياً وجغرافياً لنا، ولأن أمن هذه المنطقة واحد، ومصالحها الوطنية العليا هي مصالح واحدة، بحيث يبدو الحرص على أمن السعودية هو حرص على أمن البحرين وسلامتها. ووفق هذه الروحية نتمنى معالجة مسألة استمرار توقيف الشباب الثمانية، ليعودوا إلى بيوتهم ووطنهم وتقر أعين أمهاتهم وأهاليهم برؤيتهم في القريب العاجل.
صحيفة الايام
17 يونيو 2008