ليس مقبولاً أبداً تصرف إدارة خفر السواحل أمس الأول مع وفاة الشاب البحريني في عرض البحر نتيجة لأزمة قلبية، فما أوردته الصحف اليومية، ان هناك إهمالا واضحاً في تلبية نداء النجدة الذي أطلقه أخ المتوفى، بعد ان اخبره أخوه انه يشعر بألم في صدره.
ربما لأن خفر السواحل أو من تلقى النداء لم يكن يتوقع ان المريض سيفارق الحياة، وربما اعتقد أنها ضربة شمس ليس إلا، أو لان من تلقى البلاغ لم يشأ ان يزعج زملاءه بان ينطلقوا بسرعة الى موقع الحادث الذي يبعد عن موقعهم نصف ساعة بقارب اعتيادي غير مجهز، من أجل تفحص مريض يشعر بألم في صدره أو لأنه يتقيأ، لو كان الأمر غير ذلك، بلاغ عن صيد روبيان في غير الموسم مثلاً فإن الانطلاقة ستكون بسرعة فائقة جداً جداً، وكأن الروبيان أغلى من البشر.
لا يا أعزاءنا في خفر السواحل، ما جرى في عرض البحر أمس الأول يحتاج الى لجنة تحقيق، ليس في التقاعس والإهمال عن نصرة من كان يحتاجكم، بل – إن صح ما ورد في الخبر- الى تغيير واقع الوفاة عبر تقرير يشير فيه الى ان الشاب توفي غرقاً، في حال انه أصيب بأزمة قلبية، فهل كتابة التقارير يخطها قلم المزاج؟ ألا يعتبر هذا تزوير؟ من يتحمل مسؤولية ذلك؟ تغيير الحقائق لا يأتي منكم بالذات؟ لأنكم من يحقق ويتعب ويسهر من أجل ان تظهروا لكل ذي حق حقه، لا العكس.
هذا الأمر لا أتوقع ان يمر دون ان يلفت انتباه وزير الداخلية الشيخ راشد آل خليفة الذي لن يقبل بمثل هذا الإهمال والتقاعس في مد يد العون لأي مواطن بل لأي إنسان يتعرض لأي حادث صعب كان أو بسيطا.
نأمل ان يلهم الله الصبر والسلوان لعائلة الفقيد وان يتغمده برحمته.
صحيفة الايام
15 يونيو 2008