فيما تشهد الدول الخليجية ومنها البحرين نمواً اقتصادياً كبيراً وفوائض مالية نتيجة ارتفاع أسعار النفط عالمياً يحذر الخبراء الاقتصاديين والاجتماعيين من تآكل الطبقة الوسطى في عدد من الدول الخليجية واتساع رقعة الفقر في هذه المجتمعات.
وتكمن أهمية الطبقة الوسطى في أيّ مجتمع من المجتمعات؛ لكونها تشكل صمام أمان سواء على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي أو حتى الأمني فهذه الطبقة يعتمد عليها تماسك الهرم الاجتماعي، وهي التي تربط بين قمة الهرم وقاعدته فكلما اتسعت هذه الطبقة كانت أوضاع المجتمع مستقرة وغير مهددة وكلما تقلصت ازدادت الفوارق الطبقية بين أفراد المجتمع وأوجدت مجتمعا أقليته أغنياء وأكثريته فقراء مما قد يفرز ذلك من اضطرابات بين أفراد المجتمع الواحد.
وفي حين يرى المختصون أنّ خروج أفراد من الطبقة الوسطى ودخول أفراد آخرين لهذه الطبقة أمر طبيعي تفرضه عمليات التحوّل الاقتصادية، إذ إنّ أيّ مجتمع من المجتمعات يخضع لقدر من التحوّلات السريعة تدفع بخروج أفراد من الطبقة ودخول أفراد جدد، يؤكّدون أنّ ما يجري في البحرين هو حدوث هوة واسعة بين الطبقات الاجتماعية فالأغنياء يزدادون غنا والفقراء تسيىء أحوالهم يوماً بعد يوم.
ولقد حذر عدد من المختصين في الفترة الأخيرة من تقلص أعداد الطبقة المتوسطة في البحرين نتيجة التضخم وارتفاع الأسعار وعدم قدرة الاقتصاد المحلي على إيجاد فرص عمل مناسبة بالإضافة إلى جمود حجم الرواتب وتدني مستوياتها مما يشكّل تحدّيا كبيراً لسياسات وخطط التنمية.
الأرصدة الفائضة في هذه الفترة وفي جميع الدول الخليجية توجهت إلى قطاع الإنشاء والتعمير وأحدثت دفعة قوية وذلك ما أدّى إلى صعود قيمة الإيجارات والأراضي ما أدّى إلى ارتفاع أسعار جميع السلع والمواد، ولذلك وجد لدينا مصدر للتضخم من الداخل، إنّ ما تم بناؤه خلال ثلاثين سنة بشكل تراكمي وبحسب كانجاز يتبخر الآنَ بدليل أنّ المواطنين المحسوبين على الطبقة الوسطى لا يستطيعون شراء أرض لبناء منزل لهم فكثير من البحرينيين يقومون الآنَ ببناء شقق لهم في منازل آبائهم وبذلك بعد أن توجه المجتمع البحريني إلى العائلة النواة رجع مرة أخرى إلى العائلة الممتدة التي تضم الجد والأبناء والأحفاد والأعمام في منزل واحد.
صحيفة الوسط
26 ابريل 2008