تشكل الثقافة ركيزة من ركائز التطور الفكري لدى الأفراد نساء ورجالا في أي مجتمع، فهي بمثابة نضال طريقه صعب وطويل ويحتاج إلى إدارة قوية ونفس طويل وصبر من أجل العمل التطوعي.
فالنضال يحتاج إلى حماس مستمر ومثابرة والثقافة تحتاج للتثقيــف الذاتي وتثقيف الجماهير بالأفكار التي تنشد الرقي والتقدم في المجتمع.
لذا ترتبط الثقافة بالنضال اليومي الذي يحتاج إلى روح كفاحية من أجل الدفاع عن مصالح النساء كافة وتحديداً الكادحات والبسيطات من العاملات وربات البيوت سواء في المدينة أو الريف.
فعملية التغيير في أوضاع المرأة من سيئ إلى وضع أفضل تحتاج إلى أجندة خاصة في العمل النسائي في ظل العادات والتقاليد المحافظة التي ترفض التغيير والتجديد يساعدها في ذلك فئة اجتماعية محافظة ومؤثرة في المجتمع، فهذا الطريق ليس مفروشاً بالورود.
إذا المشاركة في العمل التطوعي النسائي من قبل المرأة المثقفة والواعية تدفع بالعمل للأمام وتعطي حافزاً لتطوير العمل النسائي.
فالمهام المتشعبة التي تقع على الجمعيات النسائية تتطلب منها التنسيق فيما بينها من خلال المشاريع والبرامج المشتركة وتقوية العلاقات بالمنظمات والاتحادات النسائية العربية والدولية للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم في هذا المجال.
ومن أهمية دور الجمعيات النسائية، نشر الوعي في صفوف النساء والتعريف بالقضايا والهموم التي تهم المرأة، وإيجـــاد التفكـــير العقلاني وإعطاء الحوار أبعاده الاجتماعية والثقافية لكي تترسخ القناعة القوية والصلبة لدى المرأة في الوطن وتتعود على احترام الرأي والرأي الآخر، ونستمر في مضاعفة جهودنا التوعويـــة والتثقيفـــية على كل الأصعـــدة؛ لتحقيق طموحــات وتطلعات النساء وخاصة البسيطات منهن ومن أجل تحسين أوضاعهن المعيشية والأسرية.
ومن هنا تأتي المطالبة بقيام الجمعيات النسائية بالدور الريادي في عملية التغيير في حياة المرأة التي تعاني في ظل هيمنة الفكر الذكوري في المجتمع، ويتوجب على النساء الانخراط في الأنشطة والفعاليات التي تقيمها الجمعيات النسائية وحثهن على المشاركة والتواصل من دون توقف حتى تتقلص ظاهرة العزوف عن العمل التطوعي، وتشجيع النساء على الانضمام للجمعيات النسائية بصفتها المؤسسات المعبرة عن طموحاتهن وآمالهن وتطور أنشطتها النسائية من خلال التنسيق فيما بينها، فالمهام عديدة والتحــدي أمامنا كبــير، فعلى سبيل المثال لا الحصر قانون الأحوال الشخصية، والذي ناضلــت المــرأة البحرينــية من أجله لعقود طويلة ومازالت مستمرة في ذلك، وكذلك ممارسة العنف ضد المرأة ومن اجل ذلك لابد أن تعطي المرأة البحرينية أهمية خاصة للتثقيف سواء على مستوى الحقوق أو الواجبات والوقوف في صف الجمعيات النسائية المنادية والداعمة لتلك المطالب المشروعة لبناء مستقبل مشرق للمرأة والأسرة.
الوقت 9 ابريل 2008