المنشور

معرض الكتاب في الميزان

لعل الدعوة التي وجهها وزير الإعلام جهاد بوكمال غداة انتهاء معرض الكتاب الأخير إلى الكتّاب والمثقفين لتقييم المعرض وابداء ملاحظاتهم على نواقص وسلبيات معرض هذا العام، هي خطوة شجاعة في الاتجاه الصحيح تحسب له وذلك باتجاه تكريس منهج الشفافية والمصارحة في العمل الإداري العام. وإذ نشكر الوزير على هذه البادرة، فاننا نود ابداء الملاحظات التالية استجابة لدعوته: أولا: عدم قيام عدد من دور النشر بإجراء خصم على الأسعار باعتراف هذه الدور نفسها وبحجج واهية. ثانيا: لقد بشرت الوزارة مقدما الجمهور بالترخيص لكل عناوين الكتب باستثناء حالات محدودة جدا جلها الكتب التي تمس الأديان والمذاهب أو تتعارض مع الاخلاق العامة، لكن ثبت بعدئذ ان عددا غير قليل من الكتب تم حظر عرضها لأسباب سياسية بحتة، وحتى التي جرى سحبها لأسباب “دينية” على ما يبدو، كسحب نسخ كتاب الزميل عبدالله خليفة “عمر بن الخطاب شهيدا” بعد ثلاثة أيام من عرضه وتمكن عدد كبير من زوار تلك الأيام الثلاثة من شرائه، فاننا نعتقد ان هذا التصرف خانه شيء من اللباقة، إذ كان من الأفضل التنازل ولو اضطرارا عن هذا الاجراء مراعاة ليس لصاحب دار النشر المعنية بل مراعاة ايضا لسمعة المعرض وحرية التعبير أمام جمهور المعرض الذين من بينه زوّار عديدون من البلدان المجاورة. ثالثا: غاب الكثير من العناوين والاصدارات الجديدة عن أغلب دور النشر الكبرى العريقة، ولم يتم إحضار سوى عناوين جديدة محدودة، وبطبيعة الحال فان وزارة الاعلام لا ذنب لها في هذا الموضوع، لكن بإمكانها في المعارض القادمة ان تطلب مقدما من دور النشر المشاركة إحضار ما لا يقل عن 75% مثلا من اصداراتها الجديدة وألا تقل نسبة الخصم عن 25%. رابعا: ان تاريخ فترة المعرض كان محل شكوى الغالبية العظمى من الزوار، ولاسيما من ذوي الدخول المحدودة أو المتوسطة، وذلك لأن الشطر الاعظم من ايام المعرض جاء قبل ميعاد تسلم مرتبات هذه الفئات، ومن ثم فانه يمكن تلافي هذه الاشكالية مستقبلا من خلال اختيار التوقيت المناسب كفترة العشرة الأيام الواقعة بين أواخر الشهر وأوائل الشهر الجديد. خامسا: إذا كانت شكوى معظم الزوار تنصب على غلاء اسعار الكتب ووقوع ايام المعرض في فترة افلاس الزوّار قبل تسلمهم مرتباتهم فان شكوى اصحاب دور النشر في المقابل انما تنصب على ارتفاع اسعار ايجار المحلات (الاجنحة) مما يدفعهم ذلك إلى تبرير تدني نسبة الخصم على اسعار الكتب او عدم اجرائها اصلا. على ان هذه الملاحظات، التي نتمنى كما نتوقع ان تتقبلها وزارة الإعلام برحابة صدر، لا تقلل بأي حال من الاحوال من الجهود الكبيرة التي بذلتها الجهات المعنية في الاعداد الجيد والراقي للمعرض من حيث النظام والتنسيق والتعامل بحس حضاري وذوق عال مع أصحاب دور النشر والزوار على حد سواء حتى لدى قيام ممثلي وزارة الاعلام بأي اجراءات غير محبذة لهم كما شهد بذلك الزوار واصحاب دور النشر انفسهم. كما تقتضي الامانة هنا الاشادة بالاهتمام الكبير والمتواصل الذي بذله وزير الاعلام نفسه ووكيل الوزارة والمساعدون لهما للاطمئنان على حسن سير المعرض وفعالياته طوال أيام المعرض.. وعموما نستطيع القول ان هذا المعرض هو افضل معرض منذ سنوات طويلة قياسا بالمعارض السابقة. *** ضيوف التلفزيون منذ دخول البحرين اجواء الانفراج السياسي في مطلع الالفية الجديدة دخل تلفزيون البحرين بدوره مرحلة نوعية جديدة من الدينامية والحراك في برامجه الثقافية والسياسية، وعلى الاخص خلال العامين الأولين من هذه المرحلة 2001م و2002م، وذلك بالنظر إلى الهامش النسبي المتاح في حرية التعبير والرأي المتوافر لضيوف هذه البرامج. وان كانت الطموحات مازالت اكبر باتجاه ليس ترسيخ هذا الهامش فحسب بل توسيعه، ولا شك أن الآمال معقودة بقوة على وعود سعادة الوزير الجديد جهاد بوكمال الذي وعد بحماية وتطوير حرية التعبير في مختلف وسائل الاعلام المكتوبة (الصحافة) والمرئية والمسموعة. ولما كانت البحرين تتبوأ مكانة رائدة بين بلدان المنطقة في نخبتها الثقافية والسياسية المتميزة، وحيث إن جميع فضائيات المنطقة، بلا استثناء، تمنح ضيوف برامجها السياسية والثقافية وغيرها مكافآت مالية سخية، رغم ان العديد منهم أقل في مستوياتهم الثقافية والسياسية من ضيوف التلفزيون البحريني، وحيث لطالما شكا هؤلاء من بخل فضائيتنا المزمن بإحجامها عن منح ضيوف برامجها ولو مكافآت رمزية، ليست بالضرورة مضاهية لمكافآت الفضائيات الخليجية، على الرغم من سخاء كرم هؤلاء الضيوف بأوقاتهم الثمينة ومعلوماتهم القيمة في التحضير لهذه البرامج.. لكل ذلك فإن ضيوف تلفزيوننا من النخبتين الثقافية والسياسية الذين لطالما وُعدوا بشيء من الانصاف خلال السنوات السبع الماضية دونما ان يقبضوا سوى الريح يعولون على وعود الوزير الجديد ان يأخذهم بعين الاعتبار في برامج التلفزيون المقبلة ضمن خطته التطويرية المنتظرة.

صحيفة اخبار الخليج
6 ابريل 2008