الصناديق الخيرية التي عمت أرجاء مناطقنا، التي لا نعلم عن ظاهرها إلا خيراً، بل ونتعاطف في كل أمر تتعرض له، ولا تتقبله، ونقف ونصفق لها إذا ما عرضت لنا تقاريرها ومصروفاتها على المحتاجين. في كل هذا الظاهر هو عمل جميل، نشد على يد من يقوم به، فأهل البحرين بكافة أطيافهم وصورهم مقدامين في العمل التطوعي ويشددون على التكافل الاجتماعي، ولكن هذا العمل بدأ يأخذ شكلا آخر، مخططا له وممنهجا من قبل بعض الفئات. فبعض الصناديق الخيرية قبل ان تجتمع جمعياتها العمومية لانتخاب إدارة جديدة لها يتم التحشيد بطريقة فجة لإسقاط هذا المرشح وإنجاح غيره ليس لمعيار الكفاءة ولكن لحجج واهية كأن يقال ان لحيته لا تمثل الحد الشرعي، او ان مرجعيته الدينية ليس متوافق عليها، او انه لم يصوت للمرشح الفلاني الذي تم تزكيته من قبل تلك المؤسسة الدينية وكأن الصندوق الخيري ملكاً لطرف دون طرف. المهم عندهم ان يكون أعضاء الصندوق الخيري من لون واحد وفكر واحد، فهل نلوم من يشكك في طريقة توزيع المساعدات الإنسانية، والخوف ان تعمم تجربة بعض الصناديق الخيرية في الانتخابات الماضية على الجميع ويكون عرفاً مقبولاً بدلاً من ان يكون مستنكراً، فالتوزيع يشمل الأسر التي تقف وتساند المرشح المزكى من قبلهم. لا نريد أبدا ان يكون هناك تشديد من قبل الوزارات المعنية على العمل الخيري، ولكن ما نريده هو ان تكون الصناديق الخيرية شاملة للجميع، لا تقصي أحداً ولا تستهدف أحداً، ان يكون همها سد رمق الفقراء اياً كانوا، بغض النظر عن توجهاتهم الاديولوجية او الطائفية، لماذا يأخذ العمل الاجتماعي والخيري منحاً “مطأفن”، فيكون في منطقة واحدة صندوقان خيريان وربما أكثر. هل الدين يقول لا تشبع هذا الجائع لأن ثوبه قصير، ولا تكسو ذلك العريان لأن ثوبه طويل.. سئمنا من طرح مثل هذا النوع من المواضيع ولكن لا نستطيع ان نصمت على من يريد ان يجر النار الى مؤسسات المجتمع الخيرية.
صحيفة الايام
2 ابريل 2008