مؤتمر الحوار الوطني الثاني الذي ينعقد تحت شعار ” الثوابت الوطنية فوق الانتماءات الطائفية ” هو ثمرة جهد وفعل وطني نوعي مشترك يستوعب أهمية رفض استغلال القضايا والأحداث في إثارة النعرات الطائفية وتخريب نسيجنا الوطني، ويدرك أن المخزون والمشترك من نقاط التلاقي بين أبناء الوطن لا حصر له ، وأن استدعاء هذا المشترك هو المطلب الملح الذي ينبغي الا يتقدمه مطلب آخر فضلاً عن أنه أمر في نطاق ارادتنا. ولذلك فإننا نرى بأن هذا المؤتمر هو مؤتمر تاريخي بكل المقاييس، سوف يضاف إلى سلسلة المنعطفات التي تسجل في تاريخ الحركة الوطنية والشعب البحريني، لذا لابد أن تكون مخرجات مؤتمرنا قوية وسليمة لتكون على مستوى التحديات التي تواجهنا جميعاً لتكون البحرين أولاً وأخيراً هي الرابح الأكبر من حوارنا الوطني، وهذا يستدعي الترفع عن جراحنا، وأن لا تأخذ أي منا نشوة الغلبة أو الانتصار مهما كان ما بيننا من تنوع في الرؤى والأفكار لنلتقي جميعاً تحت راية واحدة تؤكد بأن همنا الأول البحرين، وهمنا الثاني مستقبلها ومستقبل ابناؤها. أن الجمعيات الثلاث عشر المنظمة لهذا الحوار التقت ارادتها حول ذلك الهدف ، وشكلت لجنة تنسيقية فيما بينها للمضي قدماً في مشروع الحوار الوطني، الذي أردنا من خلاله أن ندشن مرحلة جديدة من العمل الوطني المؤمن بأهمية تكريس قواعد وثقافة مواتية تناقش قضايا الوطن لا بعقليه الغالب والمغلوب لأي من أطياف وطوائف وتيارات المجتمع، وإنما بعقلية تنم عن تحمل الكل مسؤوليته في الظرف الراهن أمام مواجهة كل محاولة تستهدف إثارة الفتن والتجيش الطائفي البغيض وتصفية الحسابات على حساب الوطن والمواطن ، وأن نجعل الطائفية خطأً أحمر. أردنا من هذا الحوار أيضاً أن نستذكر تلك الجوانب المضيئة في تاريخ الحركة الوطنية في البحرين والتي لم تصطبغ بأي لون طائفي مما أعطى لحركتنا الوطنية زخماً قوياً كان مشرفاً ولازال وسيبقى كذلك، حيث التف حولها الشعب بكل طوائفه ونستلهم منها ما يعزز من وحدتنا الوطنية. أن الجمعيات المنظمة، وجميع أطياف وقوى المجتمع المدني المشاركة في هذا الحوار همها من هذا الحوار تجنيب البلاد أي شرخ في وحدتنا الوطنية، لذا فإننا لا نريد أن الا يكون هذا المؤتمر مجرد مؤتمر خطابي، أو حوار طرشان كما يريده البعض أن يكون، وإنما سيكون بمشيئة الله وبإرادة المشاركين فيه حواراً يؤكد ولاء الجميع للأرض والوطن قبل أي ولاء آخر. بقى أمر مهم نؤكد عليه، وهو أننا لا نريد أن يكون هذا المؤتمر مجرد مؤتمر انعقد ومضى برؤاه واطروحاته ومخرجاته من توصيات وخلافه، وإنما نسعى أن يكون حصاد هذا المؤتمر برنامجاًً وطنياً حقيقياً من خلاله نتابع توصياته ونعمل على تنفيذ ما يتبناه من رؤى وبرامج تهدف إلى إرساء كل ما يعزز ويرسخ وحدتنا وثوابتنا الوطنية ويجعلها تعلو فوق أي انتماءات طائفية.
وهذه مسؤوليتنا جميعاً ،
خاص بالتقدمي