المنشور

ناقصات حظ ‮!‬

من ضمن ما قيل في‮ ‬انتقاص المرأة،‮ ‬وانتشر في‮ ‬عالمنا العربي،‮ ‬المقولة الرائجة انهن ناقصات عقل وحظ،‮ ‬وقد روجها جهال الأمة ليقزموا دور المرأة وليقصوها عن مكانتها‮.‬ فإبعاد المرأة‮ ‬يعني‮ ‬تعطيل نصف المجتمع،‮ ‬وبالتالي‮ ‬يمكننا القول ان مجتمعاتنا تعمل بنصف قدرتها،‮ ‬ونتيجة لذلك فإن مستوى التنمية سيكون منقوصاً‮ ‬بدرجة النصف،‮ ‬في‮ ‬جميع المجالات التي‮ ‬لا‮ ‬يسمح بدخولهن فيها‮.‬ وفي‮ ‬المقولة التي‮ ‬ابتدأنا المقال بها بأنها ناقصة للعقل والحظ،‮ ‬فإني‮ ‬لن اتوقف عند العقل،‮ ‬لأن الحديث عن ما قدمته المرأة في‮ ‬المجال الطبي‮ ‬والهندسي‮ ‬وبقية المواقع أبلغ‮ ‬مني‮ ‬في‮ ‬الرد على من‮ ‬ينتقص عقلها‮.‬ ولكن هل هي‮ ‬ناقصة حظ؟ الجواب بالنسبة لي‮ ‬إذا ما نظرنا الى واقعنا العربي‮ ‬فسأقول نعم،‮ ‬هي‮ ‬ناقصة حظ،‮ ‬والسبب في‮ ‬ذلك سيطرة من لا‮ ‬يعرف مكانة المرأة في‮ ‬المجتمعات،‮ ‬فهو‮ ‬ينظر لها بانها كالنعل‮ ‬يلبسه حين ما‮ ‬يشاء وينزعه وقت ما‮ ‬يشاء،‮ ‬أو كما قال احد رجال الدين المتعجرفين بان المرأة خلقت للمطبخ والفراش،‮ ‬في‮ ‬تغافل تام عن ما نسب الى فضليات التاريخ الإسلامي‮ ‬كفاطمة وعائشة‮ (‬رض‮) ‬ودورهن في‮ ‬المجتمع وتحركاتهن‮.‬ لا‮ ‬يحتاج الأمر الى استنباط فقهي‮ ‬واستدلالي‮ ‬لمعرفة قدر المرأة في‮ ‬جميع الأديان،‮ ‬وبدلاً‮ ‬من تعقيد الأمور وفلسفتها،‮ ‬لنبحث قليلاً‮ ‬لنجد الكثير من الومضات في‮ ‬حق المرأة فهي‮ (‬ريحانة وليست بقهرمانة‮).‬ ولكن ما عساني‮ ‬ان أقول في‮ ‬من‮ ‬غلبه هواه عن قول ما‮ ‬يجب ان‮ ‬يقال في‮ ‬المرأة‮.. ‬رغم أنهم لا‮ ‬يستطيعون مفارقة النساء،‮ ‬فالعجب العجاب ان تسمع مروية‮ ‬يرددها رجال الظلام ان‮ (‬أعدى عدوك زوجتك التي‮ ‬تضاجعك‮)‬،‮ ‬فهل‮ ‬يقبل عقل أي‮ ‬مستنير كان وأي‮ ‬ذي‮ ‬لب وبصيرة ان‮ ‬يقال عن زوجته مثل هذا الحديث،‮ ‬وهي‮ ‬التي‮ ‬تسهر ليلها خوفاً‮ ‬من سعلة تخرج من زوجها او ابنها،‮ ‬وتأتي‮ ‬لي‮ ‬يا من حفظت حديثين وآيتين دون ان تعرف تفسيرها ومعناها لتروي‮ ‬عن فلان بن فلان ان فلاناً‮ ‬قال‮ (‬لا‮ ‬يفعلن أحدكم أمراً‮ ‬حتى‮ ‬يستشير،‮ ‬فإن لم‮ ‬يجد من‮ ‬يشيره فليستشر امرأة ثم ليخالفها،‮ ‬فإن في‮ ‬خلافها البركـــــــة‮)‬،‮ ‬فهل تريدوننا ان نسلمكم رقابنا لتتولوا عليها‮..‬ 

صحيفة الايام
12 مارس 2008