من ضمن ما قيل في انتقاص المرأة، وانتشر في عالمنا العربي، المقولة الرائجة انهن ناقصات عقل وحظ، وقد روجها جهال الأمة ليقزموا دور المرأة وليقصوها عن مكانتها. فإبعاد المرأة يعني تعطيل نصف المجتمع، وبالتالي يمكننا القول ان مجتمعاتنا تعمل بنصف قدرتها، ونتيجة لذلك فإن مستوى التنمية سيكون منقوصاً بدرجة النصف، في جميع المجالات التي لا يسمح بدخولهن فيها. وفي المقولة التي ابتدأنا المقال بها بأنها ناقصة للعقل والحظ، فإني لن اتوقف عند العقل، لأن الحديث عن ما قدمته المرأة في المجال الطبي والهندسي وبقية المواقع أبلغ مني في الرد على من ينتقص عقلها. ولكن هل هي ناقصة حظ؟ الجواب بالنسبة لي إذا ما نظرنا الى واقعنا العربي فسأقول نعم، هي ناقصة حظ، والسبب في ذلك سيطرة من لا يعرف مكانة المرأة في المجتمعات، فهو ينظر لها بانها كالنعل يلبسه حين ما يشاء وينزعه وقت ما يشاء، أو كما قال احد رجال الدين المتعجرفين بان المرأة خلقت للمطبخ والفراش، في تغافل تام عن ما نسب الى فضليات التاريخ الإسلامي كفاطمة وعائشة (رض) ودورهن في المجتمع وتحركاتهن. لا يحتاج الأمر الى استنباط فقهي واستدلالي لمعرفة قدر المرأة في جميع الأديان، وبدلاً من تعقيد الأمور وفلسفتها، لنبحث قليلاً لنجد الكثير من الومضات في حق المرأة فهي (ريحانة وليست بقهرمانة). ولكن ما عساني ان أقول في من غلبه هواه عن قول ما يجب ان يقال في المرأة.. رغم أنهم لا يستطيعون مفارقة النساء، فالعجب العجاب ان تسمع مروية يرددها رجال الظلام ان (أعدى عدوك زوجتك التي تضاجعك)، فهل يقبل عقل أي مستنير كان وأي ذي لب وبصيرة ان يقال عن زوجته مثل هذا الحديث، وهي التي تسهر ليلها خوفاً من سعلة تخرج من زوجها او ابنها، وتأتي لي يا من حفظت حديثين وآيتين دون ان تعرف تفسيرها ومعناها لتروي عن فلان بن فلان ان فلاناً قال (لا يفعلن أحدكم أمراً حتى يستشير، فإن لم يجد من يشيره فليستشر امرأة ثم ليخالفها، فإن في خلافها البركـــــــة)، فهل تريدوننا ان نسلمكم رقابنا لتتولوا عليها..
صحيفة الايام
12 مارس 2008