في هذا اليوم تحتفل المرأة في البحرين وفي ارجاء العالم “بعيد المرأة العالمي” احتفالا يضم العديد من الفعاليات والنشاطات المدافعة عن حقوقهن وعن قضاياهن وقضايا شعوبهن في سبيل التحرر والمساواة والكرامة الانسانية. وفي هذه المناسبة تحية كبيرة لنساء بلادي اللواتي ومنذ عقود من الزمان انخرطن في العمل السياسي والنضال الوطني التقدمي الاممي من اجل دحر الاستعمار البريطاني دفاعا عن الوطن وعن الحرية والديمقراطية.. تحية للمرأة العاملة التي لعبت دورا كبيرا في بناء هذا الوطن لتحقيق العدالة والمساواة في حق العمل والاجر وبقية الحقوق العمالية الاخرى.. تحية لرائدات العمل الاجتماعي اللواتي كافحن الفقر والتخلف والجهل والامية ودافعن عن حقوق الامومة والطفولة. ولان تحرير المرأة من القيود الاجتماعية والظلم الاجتماعي هو جزء من تحرير المجتمع فان الدفاع عن حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ليس من شأن المرأة وحدها وانما من شأن الرجل المستبد ايضا، وبالتالي فالدفاع عن حقوقها هو دفاع عن المجتمع وعن وحدته واتساقه وانتاجيته وتطوره.. دفاعا عن العطاء والحب والحياة. واليوم ها هي المرأة البحرينية التي قدمت التضحيات تحصل على حقوقها السياسية التي تعد انجازا لها وللرجل ايضا.. ها هي المكتسبات الاصلاحية تنصفها في حقها السياسي.. حق الترشح والتصويت وبالتالي لم يكن من الممكن ان تتنازل عن هذا الحق رغم كل محاولات المد الاصولي الديني المتطرف المناوئ لحقها في الترشح، كما فعل في الانتخابات البرلمانية السابقة ويفعل الان بالنسبة لقانون الاحوال الشخصية الذي يحفظ ويصون حقوقها الاسرية.. أليس من حقها وحق الرجل الذي يؤمن بالمساواة التصدي لدعوات التخلف التي تريد لها العودة الى العصور الحجرية التي تطالبها بالبقاء في المنزل لرعاية شؤونه والتفرغ لتربية الاولاد؟! في حين ان حق المرأة في العمل يعني تحررها من تبعية الرجل اقتصاديا ومن استبداده الواقع عليها بفضل ثقافته الذكورية وسلطة المجتمع. ان التحديات التي تواجهها المرأة اليوم كثيرة تتطالب نشر الوعي الحقوقي والتقدمي والثقافة المستنيرة والدعوة الى المساواة بين الرجل والمرأة، وتتطلب ايضا تشريعات تؤكد على محاربة ظاهرة العنف الذي يهددها ويهدد حريتها وانسانيتها. وللذين يسعون الى اقصاء المرأة لمجرد انها امرأة او لمجرد انها “تابع” للرجل من خلال فتاوى اسلامية متطرفة لا تعترف باهليتها نقول لهم: ان التقليل من شأن المرأة والنظر اليها بهذه الدونية اذلالاً لها وان النهوض بمجتمعنا نحو الرقي والتطور يكمن في تحرير المرأة من قيود التخلف وفي حصولها على حقوقها غير منقوصة. فتحية للمرأة البحرينية ونساء العالم في هذا اليوم وفي هذه المناسبة التي قال عنها الشاعر السوري التقدمي سليمان السلمان:
مسار العيد
بين القلب والاجفان
فلا ترحل..
ربيع انت في مستودع الألوان
وانت الموعد الاجمل
وانت تفتح الدنيا وخصب العمر
عيد المرأة الانسان.
صحيفة الايام
8 مارس 2008