بغض النظر عن التحفظ الذي أثاره العديد على تصريحات وتحركات السفير الهندي، يبقى العامل الهندي أقرب لمجتمعنا البحريني من غيره، فقد تولدت علاقة حميمة بين أرباب العمل والعمال الهنود، رغم أنهم مظلومين في سكنهم ورواتبهم، فلهم الفضل في مشاريع التنمية التي قامت على سواعدهم السمراء. فتحمل الهندي مالم يتحمله أي عامل من جنسية أخرى عناء العمل وتعامل “الأرباب”، وللإشارة فإن الأرباب بالعربية جمع لرب العمل، وبالهندي أيضاً تعني رب العمل، وهذا دليل على اللغة المشتركة والقريبة بيننا، بمعنى اننا نستطيع ان نوجد لغة مشتركة لتوصيل أية معلومة للعامل، كلمة بالعربية وأخرى بالاردو والهندي تنتج جملة مفيدة يفهما الطرفان، ولكن كيف سيكون الحال مع الفيتناميين أو الجنسيات الأخرى. لن يكون استبدال هذه العمالة بغيرها حلاً يرضي الأطراف التي لها علاقة “بالهنود”، بما فيها المواطنون الذين يعيشون في الأحياء السكنية التي يشاطرهم فيها العمال فأصبحوا جيراناً، فهم في المجمل وإن كانوا عزابا مسالمين، والكثيرون يعرفون ذلك ولهم تجارب، فالعمال قد حلوا في مناطقنا وقرانا بعد ان ارتحل عنها أهلها الأصليون واضطروا لتأجير بيوت آبائهم القديمة. لا نخاف كثيراً من مرور هؤلاء العمال في الأزقة رغم أننا نأمل ان لا يكون العزاب وسط الأحياء، ولكن في الغالب كبارهم يخافون من أطفالنا، والحال مع الجنسيات الأخرى مجهول.. كيف سيتعاملون معنا وكيف سيتعايشون في قرانا ويسيرون في مدننا وأزقتنا هل سيتحملون لعب أطفالنا بكرة وعشياً، أم ستكون “المطوة” هي المجيب لمن يختلف معهم بما في ذلك اختلاف مسؤوليهم في العمل؟ نحتاج قبل ان نفكر في الاستبدال الى تشديد أمننا تحسباً لطبائع وشمائل لم تكن في الحسبان.
صحيفة الأيام