كثيرون هم من قالوا وتحدثوا وكتبوا عن الفقر، ولكن استوقفتني تلك العبارة التي وصفت الفقر بأنه حزن في الليل وذل في النهار، يا ترى كم حزينٍ عندنا وذليلٍ، وكم هم الذين يشقون ويتعبون لتأمين قوت عيالهم شهراً كاملاً، إلا ان الأيام العشرة الأولى من الشهر كافية لتقول للراتب مع السلامة!
لن احلم بدولة أفلاطون، تلك التي لم تتحقق وبقيت حلما في أذهان الناس فقط، يرنو لها كل فقير للعيش فيها، ويتنعم بخيراتها، ليذهب عنه الذل والحزن، ولكن ما اطلبه هو قليل من التوقف أمام ثروتنا الوطنية التي هي ثروة للإنسان بالدرجة الأولى، فكل الثروات لا تعادل قيمة الإنسان، وما أعظمه الإنسان في بلدنا ذلك المواطن البحريني الصبور المتفاني، الأصيل المتعفف عن فتح فيه والإفصاح عن ما به من حزن.
تجده يشكر من يحس بفقره، ويدعم ويساند من يريد ان يطور وينمي اقتصاده، لذلك اشرأبت أعناق المواطنين جميعاً بما جرى من تبادل رسائل ذات مضامين كبيرة بين القيادة السياسية، لأنها أحست أن هناك من يسمع لها بان ضعفاً في أداء بعض الأجهزة والمؤسسات، يعيق التنمية الاقتصادية، التي يجب ان يحس المواطن البسيط بانعكاساتها عليه، لا ان يتحسر كلما مر بناطحة سحاب وبأبراج المباني، وبيته آيل للسقوط، ينتظر أشهرا طويلة ليبت في أمره المجلس البلدي.
ما ندعو له هو ان تنفتح جميع المؤسسات الدستورية وتتكاتف في رفع العوز عن المواطن، وهنا يستوقني أيضا ما قدمته الحكومة من ٠٤ مليون دينار لمساعدة المواطنين في مواجهة أزمة الغلاء، وتلك خطوة تستحق الشكر وإن كانت ٠٥ دينارا للأسرة الواحدة لا تكفي.
ولكن يقال ان الشكر مرتبط بالزيادة، فلا حرج ان طالبنا الدولة بتضمين ميزانية ٨٠٠٢/٩٠٠٢ التي سيناقشها مجلس النواب، اعتمادا ماليا لمساعدة المواطنين في تيسير حياتهم المعيشية الصعبة، في ظل ميزانية مريحة جداً وفائض مالي كبير، وشعبنا يستحق الكثير..
صحيفة الايام
10 فبراير 2008