بعد إعلان المنبر التقدمي في 30 ديسمبر 2017 عزمه المشاركة في الانتخابات النيابية والبلدية للعام 2018 رغم كل ما يواجه العمل البرلماني من قيود معيقة لعمل السلطة التشريعية، ومؤكدا نيته خوضها في إطار كتلة انتخابية تجسد الوحدة الوطنية ببرنامج يحمل هموم الشعب ومصالحه الحقيقية في الديمقراطية والتقدم الاجتماعي والسلام، شكل التقدمي لجنة عليا لتفعيل هذا الإعلان. وكان من بين أول ما باشره التقدمي بعد تشكيل اللجنة هو برنامج سلسلة من اللقاءات بقوى وشخصيات وطنية مختلفة للتشاور معها من أجل بلورة فكرة القائمة الانتخابية. وعلى هذا الطريق جرت سلسلة من اللقاءات، أهمها اللقاء الذي عُقد في مقر التقدمي صباح السبت، 30 ديسمبر 2017 وحضره ممثلون عن بعض القوى السياسية ومجموعة من الشخصيات الوطنية، إضافة إلى المنبر التقدمي. وجرى في اللقاء نقاش جدي طرحت فيه آراء متنوعة حول فكرة القائمة الانتخابية المنشودة وملامح برنامجها وبنيتها. ويعتزم المنبر التقدمي مواصلة لقاءاته التشاورية مع قوى وشخصيات أخرى في المجتمع قبل الوصول إلى تصور نهائي.
غير أننا، للأسف، فوجئنا بعد لقاء السبت الماضي بتداول مادة في وسائل التواصل الاجتماعي خانت كاتبها الجرأة في تذييلها باسمه الشخصي، مستعيضا بعبارة “كما وصلني”، بينما لم تنقصه هذه الجرأة في نشرها ما استطاع سبيلا. وهي تشوه مضمون ومجريات اللقاء وأجوائه ومشككة في مساعي التقدمي الحقيقية. وبنفس الاتجاه جاء مقال صحفي آخر، محاولا أيضا دق إسفين في صفوف التيار الوطني الديمقراطي.
ما يهم التقدمي تأكيده لحلفائه وأنصاره ومؤيدي نهجه، هو أن علينا جميعا أن لا ندخل في متاهات ومهاترات تضيع الوقت الثمين، بينما قوى الرجعية والتخلف تحشد كل إمكانياتها البشرية والمادية والمالية الهائلة ومصادر النفوذ لديها من أجل إعادة إنتاج نسخة جديدة عن المجلس النيابي الحالي، الذي يحول بنفسه دون استخدام صلاحياته المقيدة أصلا، بل ويضيقها، أو إعادة إنتاج المحاصصة الطائفية التي ستدخله مجددا في أتون افتعال الصراعات الطائفية ونقلها من ساحة البرلمان إلى المجتمع. إنها ذاتها القوى التي تبعث في نفوس الكثيرين اليأس الكلي من العمل البرلماني كإحدى ساحات النضال السياسي.
إننا في التقدمي نثمن عالياً نشاطات اللجنة المختصة بتفعيل ما جاء في مبادرة التقدمي كما نثمن جميع الآراء والمقترحات التي عبر عنها الأخوة ممن شارك في اللقاء المذكور والذي سيتبعه عدة لقاءات مع مجموعات من مختلف الاتجاهات والأطياف المجتمعية، لما لذلك من دور كبير في بلورة رؤية المنبر ويعطيها بعداً مجتمعياً ويساهم في جعلها رؤية وطنية واسعة وباسم كل القوى التي تساهم في بلورتها وصياغتها وتعمل على تفعيلها على أرض الواقع
واشار نائب أمين عام التقدمي للشؤون السياسية إلى أن المنبر التقدمي إذ يطرح هذه المبادرة يستلهم الدروس والعبر من تاريخه النضالي ومشاركة كوادره في الحراك المجتمعي، يشرفنا ما سطره لنا رفاقنا الأولين من تجربة غنية ومشرفة في تقدم الصفوف ومواجهة العقبات في المعارك الانتخابية بدءاً بمشاركة رفاقنا في جبهة التحرير في انتخابات 1973 ومروراً بمشاركة التقدمي في انتخابات 2002 ومتابعته من انتخابات ورؤاه المقدمة من أجل تشكيل قائمة وطنية اقترحناها عندما شاركت قوى المعارضة الأخرى التي قاطعت في 2002 وشاركت في 2006 وخاصة في انتخابات 2010 .
إن ما أثير عن هذا اللقاء وخاصة عن دور ومشاركة قوى التيار الديمقراطي غير دقيق بل هو محاولة دق إسفين بين قوى هذا التيار الذي خبرته السنين في النضال المشترك ونحن على ثقة في خبرة ووعي جميع من ينتمي إليه.
ونؤكد ان التقدمي وهو يقوم بواجبه الذي يرى أن عليه تحمله رغم العديد من السهام والضربات وما سيواجه من عقبات ممن لا تروق له وحدة التيار الديمقراطي وخير مجتمعنا.
الأربعاء 3 يناير 2018