الحضور الكرام
باسم المنبر التقدمي أتقدم لكم بالشكر الجزيل على دعوتكم لنا بالمشاركة في هذا الحفل لإحياء الذكرى السادسة لرحيل المناضل الكبير عبدالرحمن النعيمي ( أبو أمل ) والذكرى السادسة عشر لتأسيس جمعية العمل الوطني الديمقراطي وعد.
إن في إحياء الذكرى السادسة لرحيل المناضل عبدالرحمن النعيمي، تقدير وعرفان لتضحيات هذا القائد الوطني، وسواه من القادة والمناضلين الوطنيين الذين رحلوا عنا، و تركوا بصماتهم الوطنية الواضحة في مسيرة النضال الوطني ضد الهيمنة الاستعمارية والقوى الرجعية من أجل أن تسود في البحرين الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية.
إنهم مناضلو وقادة الحركة الوطنية والديمقراطية البحرينية التي صنعت لشعبنا تاريخاً سياسياً وطنياً عابراً للطوائف والأعراق، نشرت من خلاله أفكار التقدم والإنسانية في وسط أجيال عديدة، و بفضل أفكارهم و مواقفهم الوطنية ترسخت مفاهيم الوحدة الوطنية والتسامح والتعايش في وجدان شعبنا، واستطاعوا التصدي لمشروع المستعمر البريطاني ومبدأه المعروف ( فرق تسد) ومعه القوى الرجعية في الظروف الصعبة، ومن أجل انجاز مهاهم الوطنية دفعوا الثمن باهظاً بالتضحيات التي قدموها بالاستشهاد و الاعتقال، والمطاردة والفصل من العمل و النفي، حيث قضى العديد من مناضلي وقادة الحركة الوطنية البحرينية عقوداً من السنيين في المنافي، ومن ضمنهم الرفيق الراحل أبو أمل الذي قضى أكثر من ثلاثين عاما في المنفى.
الرفيقات و الرفاق
الحضور الكرام
عندما نحيي ذكرى اؤلئك القادة والمناضلين الوطنيين الذين رحلوا عنا نستذكر تاريخا وطنياً ناصع البياض كانت عناوينه الوطنية واضحة المعالم، لهذا على هذا الجيل والأجيال اللاحقة أن تتعلم من هذا التاريخ الجامع، وتستلهم منه الدروس والعبر لتواصل المسيرة النضالية لتحقيق ما يصبو إليه شعبنا: وطنٍ حرٍ وشعبٍ سعيد.
نحيي الذكرى السادسة لرحيل المناضل أبو أمل والذكرى السادسة عشر لتأسيس جمعية العمل الوطني الديمقراطي وعد، وتداعيات أحداث 2011م مستمرة، يضاف إليها الوضع الاقتصادي المتأزم، والذي أصبح على المواطن أن يدفع تكاليف وأعباء مالية بسبب السياسات الاقتصادية الخاطئة لم يكن شريكاً في صنعها، فما زال الوضع السياسي يراوح مكانه بعد أن توقف الحوار بين السلطة والمعارضة في عام 2014 ، وتعمقت الإجراءات الأمنية على حساب المكاسب الإصلاحية التي تحققت بعد التصويت على ميثاق العمل الوطني في فبراير من عام 2001، التي نتطلع جميعاً لاستعادة زخمها، نحو بناء اسس الدولة المدنية الحديثة والتي من مقوماتها الأساسية التعددية السياسية والفكرية وإطلاق حرية الرأي والتعبير والتنظيم والإعلام، والشراكة مع منظمات المجتمع المدني وتقوية السلطة التشريعية بمزيد من الصلاحيات لتمارس دورها الرقابي والتشريعي، وإصدار القوانين التي تجرم التمييز والكراهية في المجتمع وتعزز من الوحدة الوطنية والتسامح والتعايش.
في هذا الحفل الوطني ومن هذا المنبر نعبر، أيها الأخوة والأخوات، عن سرورنا لاستمرار التنسيق بين جمعيات التيار الوطني الديمقراطي الثلاث: المنبر التقدمي والتجمع القومي ووعد، ونتطلع إلى سرعة الإعلان عن تشكيل التيار الوطني الديمقراطي ، فالوطن في حاجة لوجود ودور تيار وطني مدني يعمل على ترسيخ الثقافة الديمقراطية و الوحدة الوطنية في المجتمع ، بعد ان سادت لسنوات النوازع والأحقاد الطائفية البغيضة في المجتمع عندما فسح المجال لأصحاب المشاريع الطائفية لنشر خطابهم المفتت للوحدة الوطنية.
وتزداد هذه المهمة الحاحاً أمام التطورات الخطيرة على الصعيد الإقليمي، فما زالت طبول الحروب تسمع والصراعات المذهبية والعرقية تتفاقم في العديد من البلدان العربية، حيث نتمنى أن يتغلب صوت الحكمة والعقل ويعم السلام في ربوع بلداننا العربية وتفشل المخططات الامبريالية و الصهيونية، وأن يتم الظفر لنضال الشعب الفلسطيني العادل لدحر الاحتلال الصهيوني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وختاماً إذ نعبر عن تحياتنا الكفاحية لرفاقنا في جمعية “وعد”، نتطلع إلى أن يكسبوا الدعوى القضائية والمطالبة بحل الجمعية، وان يصدر الحكم القضائي في 13 أكتوبر 2017 القادم برفض الطلب، وأن تواصل “وعد” مسيرتها النضالية والوطنية جنباً إلى جنب مع أطراف التيار الوطني الديمقراطي من أجل وطن لا يرجف فيه الأمل.