تحتفل كل القوى التقدمية واليسارية في الثامن من مارس باليوم العالمي للمرأة هذا على مستوى العالم من أجل الوقوف معها، ودعم نضالاتها من أجل في الحرية وضد صنوف الاستغلال التي تتعرض لها، حيث ما زالت النساء يتعرضن لأنواع عديدة من صنوف الاستغلال حيث يعانين من قوانين وتشريعات لا تخدم مصالح المرأة والاسرة بل تسلب حقوقهن وحرياتهن الشخصية وتكرس عدم مساواتهن مع الرجال.
وفي بلداننا العربية تعاني النساء من اضطهاد القبيلة والأسرة والمجتمع والأنظمة التي لا تراعي حقوق النساء في مسألة العدالة الاجتماعية، إلا أن القوى التقدمية والديمقراطية واليسارية مستمرة في النضال في صفوف المرأة والدفاع عنها بشتى الطرق المتاحة وبكل الطاقات للنهوض بجماهير النساء من خلال التثقيف والتوعية، لأن الوعي هو الذي يؤهل النساء للعمل ضد ضد من يستغلهن ويضطهدهن من الأنظمة الدكتاتورية والقوى الرجعية.
في الوطن العربي نرى حجم تخلف النساء في جوانب عديدة ومنها أن نصيب المرأة في وسط العاطلين عن العمل يسجل أكثر من ستين في المئة وما فوق وأيضاً يجري إبعاد النساء عن الوظائف والمناصب العليا في العديد من الميادين، بحيث أن القوى المعادية لقضايا المرأة تعمل على تحجيم مشاركة النساء في الحياة العامة، ويزداد ذلك في البلدان التي تعاني من عدم الاستقرار السياسي، ما يضاعف من مسؤولية القوى التقدمية للعمل في صفوف النساء في مختلف المواقع: العمل والأسرة ومناطق السكن ومؤسسات المجتمع المدني من خلال الأنشطة الجماهيرية، وعدم الاكتفاء بالأنشطة الإعلامية في الأماكن المغلقة.
ولا يمكن أن تتحقق العدالة الاجتماعية والحرية والديمقراطية للرجال في ظل تغييب دور المرأة الفعال في ساحة النضال التحرري من صنوف القهر والاستبداد، لأن جماهير النساء يمثلن في الكثير من المجتمعات الأغلبية، وبالتالي لا يمكن تصور أن يتحرر أي مجتمع أو يتقدم، بدون مشاركة النساء، وبدون نيلهن لحقوقهن في المجالات المختلفة.
في يومهن العالمي، نتوجه للنساء، وخاصة للرفيقات المناضلات، في مختلف بقاع العالم بتحايا النضال والتضامن.