ينتشر الفقر في ربوع العالم بما فيها الدول الغنية بالثروات والدول الصناعية الكبرى خصوصاً في ظل السياسات النيوليبرالية ، حيث تكون الأولوية للاستحواذ على الأسواق العالمية والمزيد من تعزيز قبضة الاقتصاد الرأسمالي على الاقتصاديات القومية العالمية مع إيجاد طرق وسبل للاستغلال الأمثل لثروات الشعوب وترسيخ هيمنة البرجوازية الرأسمالية العالمية وتفشي لمبدأ استغلال الانسان لأخيه الانسان بطرق وقوانين من خلال فرض قيود على دول العالم في سياسة الانفتاح الاقتصادي العالمي والذي من خلاله تزداد الأرباح الطائلة في كف الأغنياء الذين يمثلون الأقلية على مستوى دول العالم بما ان هناك تزداد المحن للغالبية العظمى من الشعوب بما فيهم الفقراء والمشردين والعاطلين في كل القارات وهذا حتماً يؤثر على حيات الطبقة العاملة في الجوانب المعيشية.
هناك تحليلان لظاهرة الفق، الأول يستند على المبدأ العلمي للنظرية الماركسية، والثاني ينطلق من المنظور الميتافيزيقي.
الأول يرى أن ظاهرة الفقر ناتجة عن هيمنة الاقتصاد الرأسمالي على العالم القائم على الاستغلال البشع للطبقات الكادحة من قبل الطبقة الرأسمالية التي تشرع لنفسها أحقية استغلال الإنسان لأخيه الانسان بدون قيود من خلال الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج مع تملك الأراضي والبحار والمزارع والمصانع، والاستحواذ على الثروات مع استغلال قوة العمل لجموع الكادحين الذين يعملون بالأجر، وعليه فإن الفقر سوف يوجد طالما أن النظام الرأسمالي مهيمن، والخلاص هو في بناء النظام الاشتراكي الذي يحقق الملكية العامة لوسائل الإنتاج.
وتعمل الرأسمالية وحلفائها في العالم بكل ما يملكون من وسائل إعلامية متطورة في سبيل الهيمنة على القرار الاقتصادي والسياسي في سبيل استدامة الاستغلال، موهمين الشعوب بأن النظام الرأسمالي لا يد له في إفقار الناس، بل أن الفقر هو ظاهرة طبيعية أبدية ولا يمكن للبشر ان تعيش بدون فقراء وأغنياء، وتجد مثل هذه الأفكار رواجاً في صفوف القوى التي تؤمن بذلك بسبب سطوة الأفكار الميتافزيقية والتي بدورها تعمل على تغييب الوعي الحقيقي في صفوف الطبقة العاملة وسائر الشعوب المضطهدة.
إن مسالة الاستغلال الاجتماعي والطبقي قد ظهرت في البنية الاقتصادية والسياسية ابتداء من مرحلة الرق وقد تطور هذا الاستغلال في مرحلة الأقطاع وتوسع مع ظهور الطبقة البرجوازية مع الثورة الاقتصادية، حيث توسع نفوذها وخرجت من النطاق القومي إلى العالمي في مرحلة الإمبريالية التي وصفها لينين بأنها أعلى مراحل الرأسمالية.
اذاً فظاهرة الفكر والعوز والبطالة ما هي إلا سمة من سمات جذور النظام الرأسمالي العالمي وليست ظاهرة طبيعية لا مفر منها كما يزعم مريدو الفكر الميتافيزيقي.