في مساء السابع من ديسمبر من عام 1973، عمَّ الفرح منطقتنا بفوز الدكتور عبدالهادي خلف، مرشح كتلة الشعب، والشخصية الوطنية الأستاذ الراحل حسن الجشي بعضوية المجلس الوطني في أول انتخابات تجرى في البحرين عام 1971، ولكن كان الفرح الأبرز والأشمل عندما علمنا بأن مرشحي كتلة الشعب في المنامة والمحرق فازوا جميعاً في تلك الانتخابات، وهي الكتلة المدعومة من جبهة التحرير الوطني البحرانية، فأصبح ذلك اليوم إنتصاراً تاريخياً لليسار في البحرين.
في تلك المرحلة المفصلية في حياة الشعب البحرينى كنا أطفالاً شاركنا في تلصيق صور مرشحي كتلة الشعب، حيث قامت شبيبة “جتوب” بدور محوري ورئيسي في إيصال مرشحي كتلة الشعب لقبة البرلمان من خلال العمل المتواصل طوال فترة الحملة الانتخابية ، كنا سعداء بذلك الفوز الكبير واحتفلنا مع الرفاق والأصدقاء مع تلك المجاميع المحتشدة في الساحة في فريق الحمام.
كنا نرى الوجوه المبتسمة والفرحة بنشوة النصر التاريخي، لمناضلي وأنصار جتوب ومعهم أبناء المنطقة، حيث تحولت ساحة ( البر ) الأرض التابعة لعائلة خنجي بالقرب من شارع نمرة خمسة ( 5) كما كانت تعرف في الماضي، وفيها قهوة شعبية لولد نصر ومخبز درويش اللبناني وبعض الدكاكين وفي نهاية الستينات تم إزالتها، وأصبحت أرضاً واسعة، فأقمنا عليها نحن أبناء المنطقة أكثر من ملعب لكرة القدم، كما كانت تنظم عليها الدورات الرياضية وبالأخص في شهر رمضان، وتحديداً الدورة الشعبية الأشهر لكرة القدم في (فريق الحمام ) التي بدأت في عام 1976، واستمرت حتى لسنوات مضت وان تغيرت الملاعب، بعد أن شيد عليها من جديد مبنى تجاري من قبل أصحاب الأرض.
شهدت تلك الأرض الاحتفال الكبير بيوم النصر التاريخي، على أنغام الطبول، فكانت رقصة الخيول الرائعة ورقصة الليوة لشباب فريق الذوادة القادمة من هناك للاحتفال بفوز مرشح كتلة الشعب المحامي الراحل خالد إبراهيم الذوادي، وتنظم إلى الخيول الراقصة، كانت ليلة جميلة، ستظل راسخةً في الذاكرة، في تمثل الأيام الجميلة لليسار البحرينى وجماهيره المحتشدة وهي تحتفل بالانتصار الرائع، حيث لا روائح طائفية ولا منغصات أو أحقاد تثير الكراهية والفرقة بين الناس.
الكثيرون من أبناء الجيل لا يعرفون بأن السابع من ديسمبر أصبح بعد حل المجلس الوطني في 26 أغسطس من عام 1975، يوماً عالمياً للتضامن مع الشعب البحرينى من أجل عودة الحياة النيابية وإشاعة الديمقراطية والحريات العامة، حيث تم إقرار ذلك في اجتماع لمنظمة التضامن الأفرو- آسيوية في عام 1975المنعقد في مدينة موسكو، بعد حوالى أقل من شهر على حل المجلس الوطني، وطوال حقبة قانون أمن الدولة السيء الصيت على مدار حوالي ربع قرن كان يُحتفل بيوم السابع من ديسمبر في البحرين والخارج وبالأخص في بعض فروع الاتحاد الوطني لطلبة البحرين .