إصلاح وإصلاح ..!!
———————
يخطئ خطأ فادحاً من يظن أن الإصلاح المنشود يقتصر على الحكومة وأجهزتها ، هذا مطلوب وملح وجوهري، ولكن بنفس القدر من الإلحاح والأهمية لابد من إصلاح حال الكثير من مؤسسات مجتمعنا المدني ، من جمعيات
ونقابات، واتحادات، ومراكز، وهيئات، إلى آخر ما تشمله القائمة .
هل يمكن ان تدرك وتعى وتستوعب معظم مؤسسات مجتمعنا المدني انها بحاجة الى إصلاح هى الأخرى، وهل يدرك من يقبض على زمام أمور هذه المؤسسات وخاصة الذين دأبوا على المطالبة بالتغيير والإصلاح وضخ دماء جديدة فى شرايين العمل العام أنهم أول الناس ممن يجب ان يقتلعهم اي إصلاح حقيقيى فى مسار هذه المؤسسات، تماماً كما هو الحال فى الجهاز الحكومى..
انها حقاً معضلة لم ننشغل فيها كما يجب، لذلك ليس غريباً أن تستمر محاولات تصفية الخلايا الحية فى واقع مؤسسات مجتمعنا المدنى حتى بات بعضها كسيحاً أو مفككاً، أو مجرد واجهة لأشخاص أفرغوها من أى مضمون، وبعضها صارت مستباحة، لا مضمون، لا هدف، مجرد حالة فريدة تجعلك تتساءل: هل نحن أمام مشكلة ، وبعضها يصعد القائمون عليها بلا حساب، يثبتون حضورهم فى المشهد ويقولوا لنا نحن هنا ونسوا أن الكبار لا يحتاجون إلى جمعيات يصعدون عليها لكي يكون لهم حضورا هنا أو هناك، وبعضها لازال صامداً ضد كل كل ما يزخر به المشهد من عبث ..!!
تهم الفساد لا تسقط بالتقادم
————————
اليوم العالمى لمكافحة الفساد الذى يصادف التاسع من ديسمبر من كل عام ، مرّ كالعادة مرور الكرام ، بيان من هذه الجهة او تلك يذكرنا بالمناسة والجهود المبذولة على الصعيد الدولى فى مجال محاربة الفساد، دون إشارة، او إشارة تنبئ عن مراوحة على كل الصعد الرسمية والرقابية والتشريعية ًوالبرلمانية ، وكلها تجعلنا عند نقطة الصفر، ونبدأ من أول السطر وربما لا نجد حتى السطر ..
يكفى – كمثال ليس إلا – التمعن فى الأصداء الخجولة على التقرير الحادى عشر لديوان الرقابة المالية والإدارية، سنجد نفس الأصداء، نفس الكلام، نفس لجان التحقيق التى تتشكل، ونفس الجان وزارية التى “تتدارس” الملاحظات
معزوفة كل عام، والنتيجة لا شئ سوى هذا الاكتشاف المذهل، ان لدينا فساداً من دون فاسدين ..!!
لذلك يظل اليوم العالمى لمكافحة الفساد مناسبة تذكرنا بأن هناك فساداً فى العالم، وكأن المطلوب منا هو تذّكر
المناسبة، وأن ننسى أن تهم الفساد لا تسقط بالتقادم ..
المسؤول السوبر
—————
بقاء المسؤول، أي مسؤول، فى أي بلد، فى أي موقع من مواقع المسؤولية لفترة صلاحية لا تنتهى، ألا يكون على حساب منظومة القيم، على حساب ضخ دماء جديدة فى شرايين المسؤولية العامة، على حساب نزاهة العمل العام وبالذات حين تتداخل لغة المصالح الخاصة مع المسؤولية العامة، والأسوأ والأخطر حين تكون لغة المصالح هى الحاضرة ، الأعلى صوتاً، والأكثر تأثيراً، والأقوى نفوذاً، وتتحول المسؤولية إلى شئ آخر كلنا نعرفه ..!!
خطير جداً ..
———
خطير جداً ان تتقزم مؤسسات الى أفراد، وان تنتفي لصالح حضورهم ..
وخطير أن تتقلص هذه المؤسسات فى غاياتها ومنطلقاتها وآمادها لصالح هؤلاء ..
والأخطر، والأسوأ ان المؤسسات التى لا تسلم أمرها لهؤلاء ولا تجيرّ كيانها لهم تعرض نفسها لكارثة ،
ولانحلال وكأنها تمضي من منكر إلى منكر اكبر منه ..!!
الفاعل الأصلي ..!!
—————-
حيال كثير من الملفات والقضايا والوقائع ، من المهم أن نلاحظ بأن هناك من هم أخطر من الفاعلين الأصليين،
شركاء بالفعل، أو التواطؤ، أو حتى بالصمت، الفاعل يؤدى دوره المطلوب إلى أجل ثم ينتهى دوره، ولكن ما يستوقفنا ويثير دهشتنا هم الشركاء، هؤلاء يستمرون فى التأجيج، ويقومون بأفعال تجعل جروحنا دائماً عميقة وغائرة فى عملية يطحن فيها الوعي بالجهل ..!!
ماذا يعني ..!
—————
– هل قرأتم فحوى هذا الاقتراح البرلمانى اللافت فى معناه وتوقيته ..
الصحف نشرت مايفيد عن تقديم مجموعة من النواب مقترحاً بتحديد أوقات عمل المحلات التجارية، وإذا كان علينا أن نلاحظ رد أمانة العاصمة على المقترح ومفاده ان المقترح يتعارض مع الحرية التجارية، فضلاً عن عدم الحاجة إليه ..
ذلك مجرد مثال على على نوعية ومستوى اهتمامات النواب، وهو أمر يدفع الى السؤال: ما وراء ذلك ؟
ما معناه ؟ ما غايته ؟
– هل قرأتم ما نشر فى شأن مطالبة بلدي الجنوبية بإرجاع ملكية ساحل بلاج الجزائر إلى وزارة الاشغال والبلديات، ووقف الاستثمار فيه لكونه من السواحل المخصصة للمنفعة العامة ..
هذه ليست أول مطالبة من نوعها إلى درجة تشعرنا أن موج هذه النوعية من المطالبات لا يتوقف، ألا يعنى ذلك شيئاً يستحق التوقف والمراجعة والتصويب .
– أخيراً، هل قرأتم وتمعنتم فى معنى تصريح مسؤولة ببلدية المحرق حين قالت “البلدية استعادت هيبتها الآن، بعد أن قطعت شوطاً كبيراً لأن تكون قوية وهى ماضية فى طريق مستقيم وعلى خطى ثابتة ..!!
انه كلام له معنى، ولأن له معنى فهو يثير علامات استفهام وتعجب
حكمة ..
—–
الخاملون البلداء لايرضيهم أي شئ حتى وإن كان خارقاً ..
مشكلة ..
——
مشكلة حين نريد أن نعالج الشطط بشطط آخر، والمنكر بما هو أنكر، والسئ بما هو أسوأ، ومشكلة حين يخرج علينا الانتهازي والكاذب والمنافق والفاسد بمواعظ فى الوطنية ويدعو إلى مواجهة الفساد ، إنها مأساتنا ..!!
المتنبي والنفخ فى الرماد
———————
يقول المتنبي: “لقد أسمعت لو ناديت حياً، لكن لا حياة لمن تنادي/ ونارك لو نفخت بها أنارت، لكنك تنفخ فى رماد” ..
كأن المتنبي يعيش بيننا الآن، كأنه يشعر بمعاناتنا، هل يكفى ياترى أن نتمعن فى كم القضايا والملفات والوقائع
ومفاصل مجريات واقعنا، وفى كل هذا الكم الهائل من الكلام الطيب والوعود والالتزامات التى تنصب فى أبسط استنتاج على إقناع كل مواطن بأن هناك من يفكر حقاً فى راحته، وفى تسهيل شئون حياته وعمله، ولكم أن تتخيلوا العجائب لو كان السيل من الكلام والوعود مردرد ، فماذا كانت النتيجة لتكون ..؟!!
الديمقراطية
———-
يصر البعض على أن يفهم الديمقراطية بطريقة خاصة، خاصة جداً، لا علاقة لها بالمفاهيم والأصول والأسس التى يجب ان تقوم عليها الديمقراطية، اكتفوا بجعل الديمقراطية شعاراً يرفعونه بوجه خصومهم، ويتلاعبون
بالشعار حسب مشيئتهم وأهوائهم ومصالحهم، ومنهم من فهمها أو أرادها ديمقراطية من نوع لا يرسي نظاماً
ديمقراطياً، ديمقراطية طائفية أو مذهبية تارة، تنتمي إلى الطائفة والمشاعر المذهبية قبل أن تنتمي الى الوطن، ومن أجل الوطن.