لم يعلمني أحد كيف أجرد حزني من ابتسامته المستعارة
أو كيف تقف روحي كأشجار المقبرة..
من السهل أن تكتب: “لقد نجتْ من الموت” ويضمر صوتك “ولم تعد حية”..
***
أبتسم بمرارة كلما عصفت ذكرى ماكرة في قلبي
وبحجة الشعر أكمش موضعه لئلا تطير…
***
لم أتغير كثيراً
ربما..
زاد وزني
بضع كيلوات صغيرة
شعري الطويل
استراح على الكتفين
في خدي الأيمن
اختباء الماضي
وفي الآخر انتباه الحاضر..
في أحداقي ابتسامة مبتذلة
وعلى جوانب شفتي
تجاعيد طفيفة..
تضاعفت ربما استدارتي للخلف بفعل القلق
أجهضت تجاربي دهشة الجزاف
لكنها هنا
هنا في الجانب الأيسر
الكدمة الزرقاء تخفق بالألم
كبحرٍ عاجز عن استرجاع شهيق الغرقى
كلهم.. دفعة واحدة
***
وكزتُ القلب أتحسس مكانه وفي شفتي بسملة..
رتقت الروح وفي زهرتها يقترف الأمل الغياب..
كيف أنسل من بين جروح الوطن
أين أدس وجهي والجنائز مدائن؟
***
لا تؤرقك هالاتك السوداء تحت عينك..
الأرق كله لحظة بكائك
كأغنية متورمة في مأتمٍ للعزاء..
***
كنا نركض نحوهم
نشدّ بضلوعنا على دمنا وقلوبنا
خوف أن يأفل نور عتمتنا الوحيد..
لم يكن ذنبنا
أن لهاثنا أبكَمَ اللهفة
وبدد دفء الأمس
لم يكن ذنبنا ولا ذنبهم
هو ذنب الطريق..
***
أنا حزينة
ولا أعرف كيف عليّ أن أقرّ بهذا
من دون أن يبدو مثيراً
من دون أن يتكشف مبللاً ومضرجاً..
كل حزنٍ نبتلع دمعه..
يتحوّل إلى حشرجة مزمنة
يعذبها الصمت ولا تقوى الكلام
***
كيف يا الله
تخلق القلب بهذه الرقة
والذاكرة بكل هذه القوة؟