يصادف اليوم الثلاثاء السابع من أبريل يوم الصحة العالمي، وتأتي هذه المناسبة اليوم وسط كارثة عالمية أصابت العالم تتجلى فى جائحة “كورونا” التى تعد أكبر وأخطر تهديد يواجه البشرية، وقد كشفت هذه الجائحة عن الكثير من الحقائق الصادمة وأهمها فى تخلف الأنظمة الصحية التي أفرزت أشكالاً من الضعف والهشاشة واللامساواة فى الكثير من دول العالم، وفى المقدمة منها دول طالما تشدقت بحقوق الإنسان ورعاية المواطنين، وأنفقت فى الوقت ذاته المليارات على التسلح والتدخل العسكري فى الدول الأخرى، ولم تُعطي كما يجب شئون الرعاية الصحية الاهتمام اللازم بل أسندتها إلى شركات القطاع الخاص، وخصخصة الخدمات الصحية التي أثبتت عدم جدواها خاصة في الظرف الراهن.
إن التقدمي إذ يُحي جهود الدولة وخاصة عبر اللجنة الوطنية لاحتواء ومنع انتشار جائحة فيروس “كورونا” برآسة صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس الوزراء، ويُحي كل الجهود الطيبة المبذولة فى هذا المجال من كوادرنا الطبية والصحية والإدارية والمتطوعين، ومن وقفوا وراء المبادرات الشعبية فى العديد من مناطق المملكة، فى وقفة وطنية يشهد لها الجميع، فإننا فى الوقت ذاته نطالب بوقفة شجاعة إزاء كل من يحاول استغلال الفرصة لبث الشائعات المغرضة التى تقف وراءها مآرب شتى والتي لا تتوقف لبث سموم التفرقة المقيتة والمساس بأي صورة من صور التلاحم الوطني كما هو حاصل الآن، ونطالب أيضاً بوقفة حازمة إزاء كل من يستغل الظرف الراهن برفع أسعار السلع الغذائية والتموينية والمواد الطبية والعلاجية .
إن التقدمي يرى أن يوم الصحة العالمي فرصة للتأكيد على ضرورة مراجعة كل الإجراءات والأنظمة الصحية فى العالم وتمكين جميع البشر على الرعاية الصحية، والتمتع بحياة صحية آمنة، إذ من المؤسف أن هناك ملايين من البشر لا زالوا محرومين من أي فرصة للعمل أو الحصول على الرعاية الصحية اللازمة، وكذلك من احتياجاتهم اليومية كالغذاء والكساء وحتى المأوى، وهذه كلها ترتكز على العدالة الاجتماعية والإنصاف وعلى الاعتراف بالحق الأساسي فى التمتع بأعلى مستوى من الرعاية والخدمات الصحية والاجتماعية، كما ورد فى المادة 25 من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، وجاءت جائحة كورونا التى تكتسح العالم اليوم لتكشف عن الكثير من الحقائق والدروس التي يجب التوقف عندها بمنتهى الجدية لبلوغ ما يجب تحقيقه فى مجالات الصحة والعدالة الاجتماعية ووقف الإنفاق على التسلح والهدر المالي والاهتمام بالبيئة التى بلغت حداً مقلقاً مؤثراً على صحة الإنسان والمجتمع، وجاءت جائحة كورونا لتؤكد على الأهمية البالغة للبعد البيئي فى مختلف دول العالم .
أخيراً يشدّ التقدمي على أيدي أخوتنا واخواتنا الأعزاء، والكوادر الطبية والمتطوعين الذين استجابوا لحملة “معاً ضد الكورونا” من أجل مجتمع واعي، والشكر والتقدير لكل من وقف وانخرط ودعم المبادرات والمواقف الشعبية التى تجلت بعدة صور لتساند جهود اللجنة الوطنية فى مواجهة هذا التحدي الاستثنائي الراهن غير المسبوق.
المنبر التقدمي
7 أبريل 2020