يضع إقرار «الكنيست» في الدولة الصهيونية لما أطلق عليه قانون «الدولة القومية»، المجتمع الدولي، وكل من يطلقون على أنفسهم وصف «العالم المتحضر»، أمام مسؤولية أخلاقية كبرى، وإلا فما مغزى اعتبار يوم عيد ميلاد قاهر العنصرية في جنوب إفريقيا، نيلسون مانديلا، يوماً عالمياً باسمه، يكون تخليداً لنضاله، هو وشعبه، ضد نظام الفصل العنصري «الأبارتهيد»، إذا كان المجتمع الدولي صامتاً أمام قرار عنصري بامتياز، رغم أنه يُكرّس أمراً واقعاً بالفعل، لكن كانت «إسرائيل» تسعى لخداع العالم بالتمويه عليه، ولكن الصلف بلغ بها مستوى لم تعد، فيه، تأبه بقاعدة مستقرة في العلاقات الدولية بنبذ العنصرية، حين دفعت بقرارها هذا عبر «الكنيست».
تباهى نتنياهو بالقرار المتخذ، واصفاً إياه ب «اللحظة الفارقة»، في تاريخ كيانه، معتبراً هذا الاحتلال «الدولة الأم للشعب اليهودي»، مع أن الحديث عن شعب يهودي مخالف للحقيقة التاريخية، ولديناميات تشكل الأمم في العالم كله، فمثلما لا يصح الحديث عن «الشعب المسيحي» أو «الشعب المسلم»، هكذا في الإطلاق، فإنه لا يصح الحديث عن «الشعب اليهودي»، فاليهود، كما المسيحيين والمسلمين، موجودون في مختلف بلدان العالم، لا في «إسرائيل» وحدها، وهم جزء من شعوب من البلدان التي يعيشون فيها، والتي تضم أعراقاً وديانات متنوعة.
ورغم مجازر الإبادة الجماعية التي نفذتها عصابات الاحتلال ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني، سواء قبل أو بعد قيام الدولة الصهيونية، فضلاً عن حملات التهجير الواسعة للفلسطينيين سواء في عام 1948 أو عام 1967، وما بينهما أو بعدهما، فإن العرب ما زالوا يمثلون ما يقارب 20% من سكان «إسرائيل» وما يقارب 36% من سكان القدس، فكيف يصح الحديث، إذن، عن دولة يهودية، كأن لا وجود لغير اليهود فيها؟
ينص القانون المشؤوم الذي جرى تمريره، في اليوم التالي مباشرة لاحتفال العالم بقهر العنصرية بإحياء ذكرى رمز مقاومتها، نيلسون مانديلا، على أن («إسرائيل» هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي مع القدس موحدة كعاصمة لها)، وأن حق تقرير المصير فيها (يخص الشعب اليهودي فقط)، ويقلل القرار من أهمية ومكانة اللغة العربية في الكيان الذي لم يجد قادته حرجاً في التباهي بعنصريته كمنجز تاريخي.
هذا القانون ليس وليد اللحظة، فتحالف اليمين واليمين المتطرف بقيادة نتنياهو، يعمل منذ سنوات على تكوين إجماع داخل الكيان الصهيوني على أساس ما وصفوه ب «القومية اليهودية»، خلافاً للمنطق الثابت تاريخياً في أن اليهودية، كما كل الديانات الأخرى، دين وليست قومية خاصة بأتباعها.
واستغل نتنياهو وحلفه الحاكم تواطؤ الإدارة الأمريكية معه، واطمئنانهم لصمت المجتمع الدولي وهيئاته الأممية وعجزها عن لجم السياسة التوسعية والعدوانية ل «إسرائيل»، وكذلك هشاشة الموقف العربي وانعدام فعاليته في نصرة الحق الفلسطيني، للمضي في تنفيذ كامل سياساتها، وفرض نموذجها الاستعماري والعنصري على أرض وشعب فلسطين.
اليهودية دين لا قومية
التجمع القومي والمنبر التقدمي في البحرين يدينان قانون القومية اليهودية العنصري، ويدعوان لموقف عربي حازم ضده
أصدرت جمعيتا المنبر التقدمي والتجمع القومى بياناً دعتا فيه إلى موقف عربي قوي رافض لقرار الكنيست الإسرائيلي بإقرار ما أطلق عليه قانون القومية اليهودية الذى يكرس مبدأ الاحتلال المتنكر لكل قرارات الشرعية الدولية تجاه القضية الفلسطينية، ويعتبر جميع الأراضي التى تقع وستقع مستقبلاً تحت حيازة الكيان الصهيوني ملكية تاريخية لليهود، علاوة على شرعنة الاستيطان الصهيوني ومصادرة الحقوق القومية للشعب الفلسطيني، ويعد استكمالا لمخطط إبتلاع القدس الشريف، بل وكامل الراضي الفلسطينية بدعم كامل من الإدارة الأمريكية .
وأكدت الجمعيتان بان إقرار مثل هذا القانون العنصري لن يغير من الوضع التاريخي لمدينة القدس المحتلة باعتبارها عاصمة دولة فلسطين، كما أكدتا على أن حق الشعب الفلسطيني فى العودة إلى كامل أراضيه المحتلة حق مقدس كفلته الشرعية الدولية وفى مقدمتها القرار 194 الذى نص على حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم وممتلكاتهم التى هُجّروا منها وتعويضهم.
وترى الجمعيتان أن القانون الذي أقره الكنيست الصهيوني هو قانون عنصري جديد بكل تجليات العنصرية،وهو يجسد بجلاء طبيعة هذا الكيان العنصري القائم من اساسه على مصادرة حقوق الشعب الفلسطيني وحقوقه القومية ، ويفضح جرائمه المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني من قتل وتهجير، ويكذب اية إدعاءات بالديمقراطية الزائفة التي يحاول هذا الكيان التباهي بها بالمقارنة مع أنظمة الاستبداد في المنطقة، ويكشف الحقيقة الاستعمارية لهذا الكيان، كما انه يتناقض مع ما تدعوله كل المواثيق الدولية.
ويعبر التجمع القومي والمنبر التقدمي عن أسفهما العميق لغياب أوهشاشة ردود الفعل العربية الرسمية على هذا القرار العنصري الجائر، حيث قوبل إما بصمت مطبق او بلغة الشجب والتنديد المعهودة، فى الوقت الذى نجد هناك خطوات سافرة ومبطنة للتطبيع مع الكيان الصهيونى وهى الخطوات التى قوبلت برفض واسع النطاق من شعب البحرين وكل الشعوب العربية. كما أنه يتزامن في مواصلة الاعتداءات العسكرية الواسعة على غزة وسقوط الضحايا المدنيين الأبرياء.
اننا في جمعيتي التقدمي والقومي اذ ندين هذا القانون باشد عبارت الادانة ندعو الى موقف حازم لمواجهة هذا المخطط الاجرامي، ونحيي صمود الشعب الفلسطيني في جميع أراضي فلسطين المحتلة وقواه التقدمية وقياداته التي عبرت عن موقف شجاع من هذا القانون، ونجدد دعوتنا للقيادات الفلسطينية بأهمية توحيد الجهود، وإنهاء حالة الانقسام التي تساهم في خدمة هذه المخططات، وأن تستجيب لإرادة الشعب الفلسطيني في تشكيل برنامج وطني لتحرير كامل التراب الفلسطيني، والتأسيس لأرضية موقف تتوحد حوله جميع جهود القوى الديمقراطية والقومية التقدمية في الدول العربية، ولكسب دعم وتضامن كل الدول والقوى المحبة للحرية والسلام في العالم.
المنبر التقدمي
التجمع القومي
البحرين في 21 يوليو 2018
اللقاء اليساري العربي يدعو لمواجهة مؤامرة “الدولة القومية للشعب اليهودي”
يعتبر اللقاء اليساري العربي ان ما سمي القانون الجديد الصادر يوم أمس الأربعاء عن الكنيست الصهيوني ليس سوى مؤامرة جديدة وعدوان صارخ على حقوق الشعب الفلسطيني، بل وحقوق الإنسان بشكل عام.
فهذا المسمى قانوناً لا يناقض، فقط، كل قرارات الشرعية الدولية منذ أربعينيات القرن العشرين، بل إنه يسعى أيضا إلى استكمال “مؤامرة العصر” التي وضعتها الامبريالية الأميركية ومعها اللوبي الصهيوني في ما سمي “مشروع الشرق الأوسط الجديد”.
فبالإضافة إلى اعتباره ان الكيان الصهيوني فوق أرض فلسطين يشكل “الدولة القومية للشعب اليهودي، وفيها يقوم بممارسة حقه الطبيعي والثقافي والديني والتاريخي لتقرير المصير”، فهو يؤكد على أن “ممارسة حق تقرير المصير في دولة إسرائيل حصرية للشعب اليهودي”، وان القدس الكاملة والموحدة هي عاصمة الكيان المغتصب.
إن اللقاء اليساري العربي يدعو قوى اليسار والتقدم وكل الشعوب العربية إلى التحرك الفوري، وبكل الأشكال، من أجل التصدي لهذه المؤامرة الجديدة ومنع المخطط الامبريالي الصهيوني من النجاح.
على هذا الأساس، يطالب السلطة الفلسطينية بوقف كل أشكال التعامل مع العدو وداعميه، ويدعو قوى التقدم والديمقراطية في العالم إلى إعلان دعمها لدولة فلسطين وحق عودة الشعب الفلسطيني إلى الديار التي هجر منها.
التصدي للمؤامرة واجب .
سنقاوم بكل الوسائل وستنتصر ارادتنا الحرة.
اللقاء اليساري العربي
١٩ يوليو / تموز 2018
حزب الشعب يدين “قانون – أساس القومية” ويؤكد على حق شعبنا في النضال دفاعاَ عن وجوده وهويته
فلسطين: دان حزب الشعب الفلسطيني بشدة مصادقة “الكنيست” الاسرائيلي على ما يسمى بقانون (أساس القومية)، معتبراَ إقرار هذا “القانون” العنصري، جريمة جديدة لدولة الاحتلال بحق الوجود والهوية الوطنية لشعبنا الفلسطيني، وتكريس لنظام الفصل العنصري (الأبارتهايد) الذي يمارسه الاحتلال فعلياَ.
وأضاف حزب الشعب في بيان صحفي صدر عنه، اليوم الخميس، يقول: إن إقرار ما يسمى بـ”قانون – أساس القومية” في دولة الاحتلال الاسرائيلي، هو تجسيد للطبيعة الاستعمارية والفصل العنصري لنظامها القائم على الإرهاب والتطهير العرقي ضد شعبنا الفلسطيني وإستئصال وجوده فوق أرضه وطرده وتصفية حقوقه الوطنية والإنسانية المشروعة، وفي المقدمة منها حقه في تقرير المصير.
وأكد حزب الشعب أن صمت المجتمع الدولي وهيئاته الأممية وعجزها عن لجم دولة الاحتلال الاسرائيلي، شكل ولا زال عامل تشجيع لمجمل لسياساتها ولنموذجها الاستعماري والعنصري، مطالباَ دول العالم وهيئات الأمم المتحدة، بتحمل مسؤولياتها في لجم دولة الاحتلال وإلزامها بتطبيق قرارات الشرعية الدولية ومحاسبتها على انتهاكاتها الممنهجة.
وفي ختام بيانه، شدد حزب الشعب على حق شعبنا في مواصلة نضاله للدفاع عن وجوده وأرضه وتراثه وهويته وحقوق الوطنية والإنسانية في كل مكان.
19/7/2018
أسئلة لا يستهان بها..!
نعود إلى ملف التقاعد والمتقاعدين المحشور في عدة زوايا..
نعود إلى هذا الملف مرة ومرات، فهو الملف الذي يظل الأكثر زخماً للهواجس التي تقدم نفسها بصيغ مختلفة، والأكثر حاجة للخروج به الى دائرة الوضوح والشفافية كونه الأكثر ارتباطاً بمصالح الناس، والأكثر مدعاة للقلق لما يطبخ له اليوم، او في الآتي من الأيام والأسابيع والشهور، بالرغم من كل التطمينات وكل النوايا الطيبة المعلنة، والأهم النوايا المبيّتة التي يمكن ان تخرج لنا بمفاجآت صادمة..!!
هو أيضاً الملف الأكثر احتمالية لقائمة طويلة من الأسئلة الحساسة التي يصعب الهروب منها وهي أكثر من أن تُحصى، منها ما نشر، ومنها ما تم طرحه في اكثر من مناسبة، ومنها ما تردد وبجرأة لافتة على بعض مواقع «الانترنت»، ومنها ما أفرزته لجنتا التحقيق البرلمانيتان وايضاً تقارير ديوان الرقابة، ومنها ما طرح في ندوات بمجالس أهلية وفي حلقات حوارية منها تلك التي نظمها اتحاد عمال البحرين، وآخرها التي نظمها المنبر التقدمي قبل ايّام وكلها جاءت ضمن جهد يستهدف تأكيد الإرادة الشعبية ضد أي محاولة للمساس بحقوق ومزايا المتقاعدين والمشتركين واعتبار ذلك تهديد للسلم الاجتماعي، ومن جهة أخرى العمل على بلورة رؤية مجتمعية لإصلاح منظومة التأمين الاجتماعي في البحرين، كثير من الأسئلة التي طرحت في تلك الفعاليات تنكأ جروحاً من نوع ما أسوأها تلك التي تنبش في بعض أوجه الخلل والوجع، او تلك التي تُشعرنا أننا نقترب من دائرة العبث في كثير من الجوانب المتصلة بهذا الملف..!!
لندخل في صلب الموضوع، الأسئلة المحيرة والمربكة وتلك المثيرة لكثير من علامات التعجب والاستفهام، وإن كانت مملة جردة هذه الأسئلة التي لها معنى ومغزى وتضع اليد على علل معقدة ومتشابكة وكثيرة الأوجه، والمعنيون بالأجوبة يبدو انهم اكتفوا بالتفرج، والتفرج فقط، إلا انها تبقى أسئلة مشروعة تبحث عن أجوبة تشفي الغليل والتي تضع النقاط على الحروف، هذه مسؤولية ممن يفترض انهم معنيون بالأجوبة، وهذا في حد ذاته مثار استغراب وشكوك، هذا أمر محسوم..!
نبدأ بالسؤال لماذا الزج بموضوع على قدر كبير من الحساسية والأهمية، ويمس الناس في الصميم، ويصيب حياتهم الاجتماعية، وحاضرهم ومستقبلهم، وأمانهم الاجتماعي الى السلطة التشريعية بصفة الاستعجال، وفي توقيت يكاد ان يكون عمر هذه السلطة منتهياً..؟! ثم هل من المنطقي والمقبول التفكير، مجرد التفكير في سحب سلطة المشرِّعين وإعطائها الى التنفيذيين في الوقت الذي يجري فيه الحديث المكثف عن دولة القانون والمؤسسات، وفصل السلطات، ونجد أطرافاً عدة تحمل لواء التأكيد على ذلك في مجالس ومؤتمرات ومناسبات دولية.
نواصل الأسئلة، لماذا لا يتم التركيز بأي صورة من الصور على الأسباب الرئيسة التي أوصلت وضع واقع التأمين الاجتماعي الى ما هو عليه الآن..؟ ثم هل يتوجب تحميل المواطن تبعات سياسات إدارية واستثمارية خاطئة او ضعيفة او غير مؤهلة، ظلت طيلة سنوات طويلة عاجزة عن مواجهة العجوزات الإكتوارية، وهذه قضية مطروحة من 15 عاماً دون معالجات جادة تذكر، وهل هناك عجز أم «تعاجز» في اكتشاف مكامن الخلل والقصور في عملية إدارة الصناديق التقاعدية، وماذا يعني هذا الغياب التام للشفافية سواء من جانب الإدارة التنفيذية للهيئة او مجلس إدارتها..؟! ما هي حقيقة الديون المستحقة للهيئة التي اعدمت بقدرة قادر، والى أي مدى هو تدخل القرار السياسي في شؤون الهيئة وتوجيه استثماراتها، وما هي حقيقة وحجم ومآلات القروض لبعض البنوك والمشاريع المتعثرة التي مررت دون دراسة جدوى حقيقية لها..؟!!
سيل الأسئلة لا ينتهي، هي تحاصرنا من كل اتجاه، لماذا لا يفتح تحقيق شامل وشفاف في حقيقة وضع الصناديق الاستثمارية التابعة للهيئة، ومعرفة ما اذا كانت هذه الأموال تدار بشكل فعّال ام لا، وأين الحقيقة في ما يثار من عجز وانحراف وفشل في إدارة هذه الاستثمارات والصناديق، ثم لماذا هذا التلكؤ او التباطؤ في حسم موضوع تعيين رئيس تنفيذي مؤهل للهيئة يتمتع بأقصى درجات الكفاءة والفعالية بعيداً عن أي تدخلات، او أي نوع من المجاملات الى آخره؟ ويضاف الى القائمة أسئلة، لماذا هذا التجاهل لأهمية وضرورة التمثيل العمالي في مجلس إدارة الهيئة، ولماذا غلبة الصفة الوظيفية على معظم ممثلي أعضاء الحكومة في هذا المجلس، او لنقل مفاضلة أهل الثقة على أهل الخبرة، دون الاهتمام بقواعد الكفاءة العالية المطلوبة في هؤلاء، ثم متى يحين تشكيل مجلس جديد للهيئة بالمواصفات الواردة في توجيه جلالة الملك وتطعيمه بكفاءات ووجوه حديدة، مجلس لابد ان يكون قادراً على القيام بعمليات إصلاح الهيئة من الداخل، ومحاربة الترهل، ومكامن القصور والخلل أينما كان وفى اي موقع كان من مواقع ومسؤليات الهيئة وشركاتها وصناديقها الاستثمارية، وهل يمكن ان تكون هناك جهة او جهات مستقلة لها صلاحية الرقابة المالية والإدارية وكل ما يرتبط بأعمال واستثماره الهيئة، والتأكد من السير الذاتية وكفاءة من هم مكلفين بإدارة الهيئة وكل ما يتبع لها من شركات واستثمارات وصناديق..؟!
الأسئلة تتواصل، هل اللجنة الثلاثية الحكومية والتشريعية المعنية بالنظر في التعديلات ستتوصل الى التوافقات التي ينتظرها ويتوقعها الناس دون أدنى مساس بحقوقهم وامتيازاتهم، وهل كان النواب بالمستوى المطلوب في القيام بدورهم الرقابي المفترض، وماذا فشل هؤلاء النواب فشلاً ذريعاً فى الاستفادة من لجنة التحقيق التى شكلوها، ومن تقارير ديوان الرقابة المالية والإدارية، وهل مجلس النواب المقبل قادر على ان يعبر عن الإرادة الشعبية ويفعِّل دوره فيما يخص هذا الملف..؟!
ثمة اسئلة اخرى تقفز الى الأذهان على وقع ما نشر أمس للرؤية الحكومية للتعديلات الجديدة على نظام التقاعد والتي حذر البعض من اقراراها كون بعضها يتضمن التفافاً على التعديلات التي اسقطها مجلس النواب وقبلت برفض شعبي غير مسبوق، كما يخشى ايضا في اقرارها التفافاً على التوجيهات الملكية.
اسئلة من نوع، هل هناك توافقات واجواء ايجابية حقيقية كتلك التي تعبر عنها البيانات والتصريحات الرسمية خاصاً تلك التي تصدر على هامش كل اجتماع للجنة المشتركة الحكومية التشريعية، حيث وجدنا ما نشر في احدى الصحف الزميلة بان اجتماع يوم أمس الاول لم يشهد توافقاً ولا يجب التسرع في اطلاق الاوصاف.
اسئلة كثيرة لا حصر لها والسؤال الجوهري هل محض التعديلات ستضفي حقاً الطمأنينة على المدخرات وإبعاد العجز الاكتواري واستدامة الصناديق التقاعدية والتأمينية؟
تلك عينة من الأسئلة، مجرد عينة ليس إلا، نكتفي بها، ولكن يبقى سؤال مهم: أين الحلول..؟ والسؤال الأهم: متى يحين أوان الحسم والجدية بما يجعل كل أمور الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي تمضي في المسار الصحيح؟! أرجوكم لا تستهينوا بتلك الأسئلة، ودوافعها، وما يعنيه إثارتها، ومعها أسئلة أخرى كثيرة مما يجري تداوله. اسئلة يرجى عدم الاستهانة بها.
استمراراً لجهوده لبلورة رؤية مجتمعية حول ملف التقاعد – المنبر التقدمي ينظم حلقة حوارية بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني السبت القادم
ينظم المنبر التقدمي صباح يوم السبت القادم 14 يوليو حلقة حوارية بعنوان “رؤية مجتمعية لإصلاح هيكلي لمنظومة التأمين الاجتماعي في البحرين “وذلك بمشاركة مجموعة من مؤسسات المجتمع المدني ونخبة من الشخصيات المعنية من اصحاب الرأي والاختصاص في القضايا الاجتماعية والاقتصادية.
وأكد المنبر في بيان له بان هذه الحلقة الحوارية تأتى تتويجاً للحملة التي أطلقها المنبر مع تقديم مشروعي تعديل قانون هيئة التأمين الاجتماعي، وهي الحملة التي تمثلت في عدة فعاليات وندوات عامة وبيانات وإصدار عدد خاص من نشرة التقدمي حول هذا الملف المهم والخطير الذي يلقى بظلاله على واقع العمال والكادحين وسائر المواطنين في البحرين.
وأكد البيان بان الحلقة الحوارية التي ستبدأ بمقر المنبر في الساعة التاسعة من صباح يوم السبت المقبل والتي تم إنجاز كافة الترتيبات لها بمتابعة المكتب السياسي للمنبر تهدف الى الإسهام في بلورة رؤية مجتمعية مدروسة تتصل بكل الجوانب والأبعاد الخاصة بهذا الملف، ومن ثم إيصال مخرجات وتوصيات هذه الحلقة الحوارية كرؤية معبرة عن كل الأطراف المشاركة ورفعها الى المعنيين عن هذا الملف الى جانب نشرها للرأي العام للإسهام في التوصل الى ما يخدم مسيرة التقاعد والمتقاعدين وعدم المساس بالمكتسبات والحقوق الخاصة بهم.
مشروع قانون التقاعد الجديد… هل هو الحل؟ #ارفعوا_أيديكم_عن_التأمينات
محمد كمال
منذ أن أطلق جلالة الملك المشروع الإصلاحي، والذي يهدف إلى رسم خارطة طريق إلى مستقبل مشرق تتحقق فيه كرامة المواطن ويكون له فيه مشاركة فعلية في رسم السياسات العامة وصياغة جميع أنواع التشريعات التي تمس أمن الوطن وحقوق المواطن، وإلى اليوم لم يحظ أي موضوع او مشروع قانون او اقتراح بهذه الأهمية والإهتمام الذي حظي به “مشروع قانون التقاعد الجديد”، الذي زلزل المجتمع بكامل كيانه ومكوناته.
النواب المنتخبون من قبل الشعب كانوا في وضع حرج، لأن التعديلات تمس أرزاق الناس، وهم أعلم بِمَثِلِ الكرامة (مَثَلٌ شعبي عميق حكيم) الذي جوهره “قطع الرقاب ولا قطع الأرزاق”، فما كان أمام هؤلاء التعساء من خيارسوى النطق بِلاءٍ خجولة ، حفظاً لماء الوجه وأملاً في دورة نيابية جديدة، وهي في أفق الزمان القريب، أما أعضاء الشورى الذين لم يوفوا قط لروح الشورى معانيها ومغزاها، فإن الناس قد إعتادوا على مواقفهم البعيدة عن أصول المشورة الصادقة والأمينة والمستقلة، فهم يعيشون هاجساً يفك عضد المشورة ولا يعلم كنهه إلاّ الغيب، وهم كمن يتقلب على صفيح ساخن رغم وجاهة موضعهم على كراسي فارهة في بنيان معماري مشيد بمعايير القصور.
إلاّ أن الذي قد خلع عن نفسه الثقة اللازمة الملزمة فإنه مسكين وإن دَثَّرُوهُ بعباءة الوجاهة، نقول هذا، والقول موجه لما جادت به جهودهم وآراءهم الشورية، ولا يمس هذا القول مكانتهم كأشخاص لها كل الإحترام الذي يستحقه أي إنسان، فالنقد لأفعال الأشخاص وليس لذات الأشخاص… أما عامة الناس وهم ذوات الشأن المباشر، من المتقاعدين وأولئك الذين ينتظرون كأس التقاعد، فالمتقاعدون هم السابقون والعاملون هم اللاحقون، كأسٌ كُلٌّ واردها، فإنهم جميعاً قد شعروا وكأن كارثة معيشية تتهددهم وأنهم أولى بالتصدي لها، وكان هذا التوقع الحتمي لورود الكأس، كأس التقاعد، هو الجامع للسابق واللاحق، فكان أول مهرجان ديمقراطي ضم الرجال والنساء، ضم العاملين والمتقاعدين، ضم الكبار والصغار، للتصدي للكارثة المتوقعة.
ولا غرابة في ذلك لأن الإنسان قد يتغاضى عن كل الأوضاع والقوانين المجحفة إلاّ أنه من المستحيل أن يسمح لأي سيف وإن كان سيف القانون أن يُقَطِّعَ رزقه ورزق أبنائه … فعندما يرى الشعب أن رزقه في مهب الريح فإنه كشمشون الجبار يهب هبة المنتصر لحقه، وأنه في لحظة اليأس قد يهدم المعبد عليه وعلى من تطاول على رزقه وعلى حقوقه، والتاريخ خير شاهد على ذلك.
لقد أجمع الشعب البحريني على كلمة الفصل في أمر رزقه، فقال بصوت واحد وبنبرة مشتركة واضحة أن لا … لا لأي تعديل لقانون التقاعد يمس الحقوق المكتسبة، فهي حقوق يحميها دستور الوطن ويؤكد عليها الدستور الطبيعي الذي أكْرَمَ الإنسانَ، فتوجه بكل إحترام وأريحية وبروح من الوطنية الصادقة إلى القيادة الرشيدة للنظر في أمر حساس، حساسية المصير، للنظر إلى ما تفعله إدارات أوكلت إليها أمانة الشعب، ولسان حال الشعب في رسالته إلى القيادة الرشيدة هو أن الأمانة في خطر، فتدارك يا جلالة الملك أمر الأمانة من هذا الخطر، وقد شاركت الصحافة هموم الناس، وفي الواقع كانت هي السباقة لكشف المستور المؤلم وراء الخطر المحدق بأرزاق المتقاعدين.
لقد عقد الشعب جلسته الديمقراطية الأولى، وخرج بتوصية واحدة، وهي لا ثم لا للتعديلات على قانون التقاعد، وحمل التوصية بنفسه مباشرة إلى القيادة الرشيدة، مختزلاً الطريق ومتخطياً بذلك ردهات المجلسين، وهما مجلسان أثبتا عجزهما عن حفظ أمانة الناس، ومن لا يقدر على حفظ أمانة الناس كيف سبيله إلى حفظ أمانة الوطن. إختزل الشعب الطريق وتوجه مباشرة إلى جلالة الملك … وجاء الرد الملكي مستجيباً لإرادة ذوي الحق، ولا عجب فإن الذات الملكية حريصة على إحقاق الحق لصاحب الحق، وهي الأقرب إلى نفوس الناس من كل الوسطاء، وسطاء المجلسين إدارات مصالح الناس.
ما الذي جرى ويجري حتى نصل إلى هذا المنعطف الحاد والحساس والمؤلم والمليئ بالهواجس والإحساس بالغبن والإستنفار والتوجه مباشرة إلى جلالة الملك؟ لا بد أن في القضية أمر جلل … نعم… إنه ذاك السيف الذي تلوح به إدارات التقاعد على رقاب الناس … إنه سيف الإكتواري، وما أدراك ما الإكتواري، ومِنْ هذا الإكتواري إلى ضرورة تعديل قانون التقاعد!!! عجباً والله عجب!!!… فما هو هذا الإكتواري الذي تستغيث به إدارات التقاعد وتواري سوءتها خلفه، والذي لا يعرف المتقاعد عنه شيئاً ولا يهمه أن يعرف عنه أي شيئ، فهذا ليس شأنه، بل هو شأن الإدارة التي أوكلت إليها أمانة الناس؟
الحساب الإكتواري يرتكز على علوم الرياضيات والإحصاء والمحاسبة ومهارات الإتصال عند الخبير الإكتواري، ويعتمد على البيانات والأرقام السابقة والحالية من الأموال الواردة المستحقة من المساهمين والأموال المدفوعة لمستحقيها من المتقاعدين، إضافة إلى الوارد من الناتج الإستثماري من صناديق الإستثمار التي تديرها اللجنة المختصة بالإستثمار، وإدراج بيانات إحتمالية حول الوفيات والوافدين الجدد من المتقاعدين، وهذه كلها عناصر تدخل في معادلة الإكتواري، وهي في محصلتها أقرب إلى الإحتمالات والإفتراضات وليست حقائق دامغة، ولكنها مفيدة كمؤشر .
وهذا المؤشر عملة ذات وجهين، وجه يضع تصوراً إحتمالياً عن المستقبل، إيجاباً أو سلباً، مما يستدعي إتخاذ إجراءات وحلول في الحالات السلبية و العمل على التطوير في الحالات الإيجابية، الوجه الآخر هو مؤشر أداء الإدارة، وهذا المؤشر هو بمثابة الحكم على مهنية ومصداقية الإدارة في الأداء… إذاً، فالحساب الإكتواري يشير بالبنان الى أداء الإدارة وفاعليتها ومهنيتها ومصداقيتها، بمعنى أن القرار الأجدى في حالة الناتج الإكتواري السلبي هو محاسبة الإدارة وليس معاقبة المتقاعدين، محاسبة الإدارة ومعاقبتها، إن ثبت الأمر ضدها، لا رفع شأنها فوق القانون بإعطائها تخويلاً لصلاحيات حساسة تزيد الطين بَلْةً.
وهذا الأمر يقتضي فتح ملفات، كقرار للنظر في موضع الخلل في أداء الإدارة، وكيفية تحسين أدائها أو تطهيرها، حتى يمكن تحويل بوصلة الإكتواري من السالب إلى الموجب، وبذلك نجنب الناس قطع الأرزاق ونجنب الوطن مخاطر لا يمكن التكهن بنتائجها.
هناك ثلاث ملفات ذات علاقة وهي ذات فاعلية في نتاج الحساب الإكتواري، أولاً؛ ملف إدارة الإستثمار ويتخلل هذا الملف نشاط غريب وشاذ هو الإقراض، ثانياً؛ ملف المتقاعدين ذوي الرواتب العالية التي تتخطى سقف الأربعة آلاف دينار، و ثالثاً؛ ملف المكافآت لكبار الموظفين وأعضاء مجلس الإدارة… ولا نرى ضرورة الخوض أكثر في أمر هذه الملفات، ولكن أمرها متروك لقرارات من القيادة الرشيدة، التي إستجابت بحكمة للتوصية الديمقراطية المرفوعة إليها من أبناء الوطن الغيارى.
وإذا عرف السبب بطل العجب، ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أخرى…
نشرة التقدمي لشهر يوليو 2018.
قانون التقاعد الجديد الجائر … يُوَّحد شعبنا #ارفعوا_أيديكم_عن_التأمينات
القوانين تتطور للأفضل وليس إلى الأسوأ، بالأخص عندما تبرز فيها بعض النواقص أو الثغرات التي لا تواكب التطورات الجارية في البلاد، وتحتاج إلى تعديل أو حذف أو إضافة بعض من موادها، بعد سنوات من تطبيقها، واكتشاف ما فيها من ثغرات.
لهذا عندما بدأت فكرة دمج صندوق التقاعد والتأمنيات الاجتماعية قبل حوالي عشر سنوات، كان من المؤمل بأن يكون القانون الجديد متطوراً، يأخذ بعين الاعتبار مزايا الصندوق والتأمنيات، وهذا ما كان متوقعاً بأن يُطرح مشروع قانون التقاعد الجديد بشكل مغاير عمّا هو موجود في القانون الصادر في عام 1975، الخاص بالمعاشات والتقاعد، الذي تمَّ تعديله مرات عديدة حتى عام 2016، ولكن ليس بالصورة السيئة التي ظهرت في العديد من مواد القانون الجديد وهي تشكل سابقة خطيرة في قوانين التقاعد سواء في البحرين أو الدول الخليجية والعربية، وتحديداً إعطاء صلاحيات واسعة لمجلس إدارة الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي لتتحكم في مصائر المواطنين المتقاعدين.
لا يكفي رفع الدعم عن اللحوم منذ شهر أكتوبر 2016، وتلاه رفع الدعم عن البنزين، والكهرباء والماء وغيرها وفرض ضرائب جديدة، بالإضافة إلى رفع أسعار بعض السلع والضرائب، والرواتب لم تتغير للآلاف من المواطنين وإن تغيّر للبعض مثل (موظفي الحكومة) فإن النسبة السنوية 1% أو 3% زيادة ضيئلة لا تغير الوضع المادي للموظف المطحون سواء كان في الحكومة أو القطاع الخاص.
ويتم الإعلان في الصحافة المحلية من جهة رسمية بأن الدين العام فاق 10 مليارات دينار، وهذا يعود للسياسات الحكومية الفاشلة على الصعيدين المالي والاقتصادي، في غياب التخطيط الاستراتيجي على مدار السنوات الماضية، والأكثر من هذا وذاك تفشي ظاهرة الفساد الإداري والمالي في الوزارات والمؤسسات الحكومية، وفقاً للتقارير الـ 14 الصادرة بشكل سنوي من ديوان الرقابة المالية والإدارية وهي جهة حكومية، لم نقرأ أو نسمع بأن مسؤولاً أو مسؤولين تم تقديمهم إلى النيابة العامة ليطبق عليهم القانون ويكونوا عبرة للآخرين لمعاقبة الفاسدين وسارقي المال العام، ليكون الجميع أمام القانون سواسية، ولكن العائق هو أن السارق يغطي على السارق وربما يحميه ويدافع عنه (تبادل مصالح)، والضحية هو المواطن.
ففي هذه الظروف الصعبة التي يعيشها المواطنون، مرّر مجلس الشورى قانون التقاعد الجديد بعد أن تمّ رفضه من قبل مجلس النواب، وهي بادرةٌ تحسب له وإن كانت (لحفظ ماء الوجه) بعد أداء ضعيف وسيّئ طوال الفصل التشريعي الرابع المنقضي من 2014 إلى 2018، فالبعض من أعضائه أعلنوا عن ترشيح أنفسهم لانتخابات مجلس النواب القادمة.
أدخل مجلس الشورى “تعديلاً على مشروع قانون التقاعد الجديد نحو الأسوا، لا الأحسن، بأن التغيرات التي تدخل من قبل مجلس الإدارة تعرض على مجلس الوزراء لكي يوافق عليها، وهو جهة حكومية وتنفيذية، فيما الصحيح أن الجهة الوحيدة التي يجب أن تتحمل المسؤولية هي مجلس النواب باعتباره سلطة منتخبة من الشعب بغض النظر عن أدائه الضعيف، حيث يمكن محاسبة النواب من قبل ناخبيهم في مناطقهم عندما يقفون ضد مطالب أو حقوق الشعب وعدم انتخابهم مرة ثانية لمجلس النواب، كما يتطلب أن يكون في قوام مجلس الإدارة للهيئة العامة للتأمين الاجتماعي ممثلو الاتحادات النقابية العمالية بصفتهم أصحاب الشأن بعد تغيب لسنوات وهم ممثلون عن قطاعات واسعة من العمال والموظفين، وأن يجري إيقاف جميع مكآفات أعضاء مجلس الإدارة الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي، الهيئة ليست بنك تجارياً أو بنك أوفشور لكي تعطي (بونس/ bonus) مكافأة مالية، فالأموال التي تمنح لهم هي أموال المتقاعدين، ومن جيوبهم، وحصيلة شقاء سنوات من العمل والكدح من عمر المواطنين.
هذه الأموال يأتي من يبددها ويسرقها، ويعطي قروضاً لهذه الجهة الحكومية أو الخاصة ولا يوجد ضمان لإعادتها للتأمين الاجتماعي، ويمكن، في هذا الصدد العودة إلى تقرير لجنة التحقيق البرلمانية في التأمينات الاجتماعية لعام 2004، لمعرفة حجم الفساد والإخفاقات، ولحسابات خاصة، وفشل الاستجواب لسحب الثقة من الوزراء المسؤولين عن ذلك الإخفاق.
وعندما بادر المنبر التقدمي إصدار عريضة شعبية تؤكد على وقوفه ودعمه للجهود التي بذلها أعضاء لجنة التحقيق في التأمينات الاجتماعية ومحاسبة الفاسدين وتقديمهم للعدالة المشكلة من مجلس النواب 2002، وجمع أعضاء وأصدقاء المنبر التقدمي حوالي سبعة الآف توقيع آنذاك، وكان بالإمكان أن تكون التواقيع أكثر من ذلك العدد، لولا الموقف السيّئ من قبل بعض المقاطعين لمجلس النواب في عام 2002، الذين كانوا يدعون المواطنين في المناطق المقاطعة لعدم التوقيع على العريضة الشعبية الموجهة لمجلس النواب، نذكر هذا للتاريخ ليعرف المواطنون بعض الحقائق، وكيف كان البعض يقف ضد حقوقهم لمصالح حزبية ضيقة .
الرفض الشعبي اليوم والوقفة من فئات وأطياف متعددة بشكل موحد ضد قانون التقاعد الجديد الجائر، خطوة إيجابية ووطنية مشجعة تؤكد على شيء واحد بأن هناك قواسم مشتركة ممكن الاتفاق عليها بين الشعب، وبالرغم من كل الصعاب والعراقيل سيبقى خيار شعبنا هو الوحدة الوطنية لتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية.
نشرة التقدمي لشهر يوليو 2018.
اللجنتان الشقيقتان #ارفعوا_أيديكم_عن_التأمينات
في 15 يناير الماضي، يمضي على انطلاق الاجتماعات المشتركة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية لبحث هيكلة الدعم الحكومي وإعادة توجيهه إلى مستحقيه ما يقارب 6 شهور. والنتيجة حتى الآن لا شيء سوى أخبار ومعلومات متضاربة في فحواها، مختلفة في معناها.
هناك قاعدة تقول، لا أعرف ما هو مصدرها الحقيقة، ولكني سمعتها أول مرة في أحد مؤتمرات المنبر التقدمي، حيث قال احد الاعضاء حينها وهو ينقل هذه العبارة ” إذا أردت لموضوع ما أن يموت شكّل له لجنة”. وهو التكتيك السياسي السمج المتبع منذ اعادة انطلاقة الحياة النيابية في 2002، كمّ اللجان البرلمانية المشكلة منذ ذلك الوقت وحتى الآن، ونتائجها متواضعة إلا من رحم ربي، هروباً من حرج التعميم.
عودة إلى موضوع لجنة إعادة توجيه الدعم المشتركة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، كلما صدر خبر من هذه اللجنة ، يرن في اذني ذلك القول المأثور، أكثر من 5 شهور مرت على انطلاق هذه الاجتماعات وليست هناك حتى الآن رؤية واضحة لآليات إعادة توجيه الدعم، تلك العبارة التي ارتبطت في اذهان المواطنين بحذف شريحة اخرى من تسلم مبالغ الدعم الحكومية. فكلما تصدرت الصحف عناوين اعادة توجيه الدعم للمواطنين، يترجمها المواطن في عقله الباطن بأن هناك ما هو قادم لإقصاء شريحة من الشرائح المستحقة لمبالغ الدعم.
الأمر ذاته يتكرر مؤخراً، حيث تطالعنا الصحف هذه الأيام بمعلومات عن الرغبة بتشكيل لجنة جديدة تبحث مميزات قانون التقاعد الجديد وتحفظ حقوق واموال المتقاعدين والكثير من التأكيدات على حقوق المواطنين جنباً إلى جنب مع ترميم وتحصين الصناديق التقاعدية وحمايتها مما لا يحمد عقباه. وبالطبع وكما حال شقيقتها لجنة إعادة توجيه الدعم، لن يتلمس المواطن قريباً نتائج هذه اللجان ويمكن أن تأتي الأوضاع الاقتصادية الشرسة على هذا المواطن وتأكله حياً، وهذه اللجان لازالت منعقدة وتباشر اعمالها.
أهم مبدأ للإنجاز في مثل هذه اللجان التي تلامس حياة المواطن بشكل مباشر هو تحديد موعد نهائي للانتهاء من أعمالها، أما ولادة اللجان وانطلاق العمل فيها بدون تحديد آلية وموعد لاتخاذ القرارات فهي الإشارة غير المباشرة للرغبة في “موت” الموضوع.
نشرة التقدمي لشهر يوليو 2018.
اقتصاد وسياسة (Don’t Mix) #ارفعوا_أيديكم_عن_التأمينات
نستوحي هذا العنوان من خطاب الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي الذي ألقاه لدى لقاءه الجالية المصرية في جمهورية ألمانيا، حينها قال “جاز آند آلكهول دونت ميكس” بلغة انجليزية عامية أثارت حوله جولة من السخرية.
هذا الحادثة تستوحى من الواقع المزري الذي نعيشه في البحرين منذ فبراير 2011، هذا الواقع الذي أجهز على مكتسبات 10 سنوات من الانفتاح السياسي النسبي الذي طهرت على أثره السجون، وفتح المجال لكافة المنفيين السياسيين للعودة إلى أوطانهم، كما صيغ على أثر ذلك العهد البرلمان، وانتعش المجتمع المدني والسياسي، وأطلقت الحرية للصحف. لكن ردة الفعل على أحداث فبراير – مارس 2011 تشي بأن هذا العهد كان على علاته غصة للدولة العميقة التي تلقفت الفرصة للانتقام من “مرحلة” قصيرة من الانفتاح النسبي، فكان ما كان من تقييد لحريات المجتمع المدني، وحل الجمعيات السياسية والصحف، وتقييد حق حرية التعبير والتظاهر بحجج واهية على شاكلة لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.
كل هذه المظاهر كانت “مبلوعة” من الشعب البحريني الذي خبر الأزمات السياسية التي تتبع فترة وجيزة من الانفتاح السياسي كما حصل بعد استقلال البحرين عام 1971ثم تأسيس البرلمان في العام 1973 الذي سرعان ما حل في العام 1975. تلك الفترة وان شهدت إطلاق قانون أمن الدولة سيء الصيت إلا انها تزامنت مع طفرة الأسعار النفطية التي تلت حرب أكتوبر 1973، مما ساهم في تليين الأزمة السياسية عبر مشاريع ضخمة لتطوير البنية التحتية وبناء المدن الجديدة وتحسين متوسط الرواتب، وخلق فرص عمل جديدة، وكل تلك المبادرات التي امتصت من خلالها الدولة تداعيات الأزمة السياسية وحصرتها في النخب.
أما ما نعيشه اليوم فهو حرفياً “سياسة واقتصاد دونت ميكس” فالمواطن الذي صبر على الأزمة السياسية يجابه بتغول الرأسمالية المتوحشة دون هوادة على كل حقوقه ومكتسباته المعيشية بدءً من رفع الدعم عن السلع والمحروقات، ثم تمرير قانون الضمان الصحي الذي يثير هواجساً حول مستقبل الرعاية الصحية، ووصولاً إلى الكارثة الكبرى والتي تسعى للنيل من حقوق المواطنين في مستحقاتهم التقاعدية، هذه الحقوق التي يجمعها المواطن لسنوات من لحمه ودمه مهددة بالتبدد على يد سياسات متهورة تسعى لمعالجة أخطاء سنوات من الفسادين المالي والإداري من جيوب المواطن.
البحرينيون الثكالى صابرون على كل ما نالهم من أزمات سياسية، لكنهم اليوم جاهزون لمعركة حياة أو موت من أجل حقهم في العيش، فابعدو أيديكم عما تبقى من حقوقنا.
نشرة التقدمي لشهر يوليو 2018.
- 1
- 2