من وحي الاكتشافات الأضخم..؟!
الآن، وبعد أن أكرمنا الله بأضخم اكتشاف من النفط والغاز في تاريخ البحرين، وفي هذا التوقيت الحرج اقتصاديًا وماليًا، وبعد كل التحليلات والتصريحات والتوقعات والكلام الجميل الذي قيل في شأن مردودات وعوائد هذا الاكتشاف الاستثنائي على التنمية والرخاء والتعمير والازدهار وتطوير البنى التحتية في هذا البلد، وكيف أنه يشكِّل عنوانًا لمرحلة قادمة، وهو الكلام الذي توّج بما أكد عليه جلالة الملك بأن عهدًا جديدًا لمواصلة التطوير والتنمية في البحرين قد بدأ، وبدأت معه قصة نجاح جديدة بقدرتنا على تطويع التحديات..!
بعد كل ذلك، وبعد 86 عامًا تفصل بين الاكتشاف الأول للنفط فى البحرين «1932» وبين إعلان الاكتشاف الأكبر «3 أبريل 2018»، وبعد كل جرعات الأمل التي تحملها هذه الاكتشافات التي قيل إنها ستغير خارطة احتياطات الطاقة في البحرين، لا نريد، بل لا مجال لاستعادة ما قيل، وهو كثير ومهم ويستحق القراءة المتأنية، فذلك يعني في مجمله أنه لم تعدْ بعد اليوم منطقية للشكوى من أن ليس لدينا نفط ولا موارد ولا ثروات طبيعية كجيراننا، صحيح أننا نحتاج الى وقت، لكي تكون عوائد هذه الاستكشافات ضمن إيرادات الدولة، فالمدى الزمني غير واضح، وإن قدره البعض بنحو عامين او أكثر قليلًا ولكن لابد من المسارعة في دراسة آفاق بناء المستقبل بناءً على الواقع الجديد الذي ستفرضه هذه الاستكشافات على المدى المتوسط، وحتى البعيد، ولا نقول القريب، وفي هذا السياق لابد من إجراء معاينات فورية شفافة ومدروسة للضغوطات وفهم واعٍ للتحديات التي تعترضنا وبالشكل الذي يؤدي بنا الى بيئة مؤاتية أفضل لا تجعل تمنياتنا وتطلعاتنا تتعثر، او تخضع لتنظيرات سئمناها لوجود فائض كبير منها بتنا على يقين بأن محصلتها النهائية لا شيء ملموس..!
نعلم بأن هناك تراكمًا وتشابكًا لجملة من التحديات، وأنه علينا أن نعلم الى أين نتجه لمواجهة هذه التحديات، من ناحية المالية العامة، وتطوير أساليب إدارة الدَّين العام كهدف استراتيجي للخروج من الحلقة المفرغة ومحورها الرئيسي المتجسد في هذا المستوى المرتفع من الفوائد، الى جانب تحديات تتصل بالإصلاح الاداري وبالحوكمة التي تعني ضمن ما تعنيه الشفافية، والإدارة النزيهة والفاعلة والسياسات المتسقة، في كل ما يحفظ الأصول والممتلكات والاستثمارات مع تفعيل آليات المحاسبة ومكافحة الفساد وكل ما يشجع الجو الاستثماري والتوظيفي بالشكل الصحيح والمفيد للاقتصاد بكل قطاعاته..
ولا ننسى أنه في خضم التحديات تأتي تحديات أخرى تتصل بتوفير فرص عمل للبحرينيين وإعادة الاعتبار للبحرنة، وتحسين معيشة المواطن، وبوجه عام كيف نحسن من استغلال الموارد الجديدة وإيراداتها، أم أننا سنستمر في نفس المعالجات التي اتبعت في السابق، نفس المراوحات، نفس المعالجات القاصرة، نفس العقلية، نفس النتائج، نفس التدخلات في الشأن الاقتصادي، وكأن ذلك إقرارًا بأنه ليس هناك تخطيط ولا إدراك للمشاكل المطلوب حلها، لذلك لم يكن غريبًا ان نستشعر أن بعض القرارات كانت تتخذ لشراء بعض الوقت، والمشكلة أحيانًا ليست في القرار بل في الإدارة والتخطيط للمستقبل، ومع الاحترام للجميع أودّ أن أتساءل وبمنتهى الصراحة، هل يعقل أن نعيش وسط معركة اقتصادية تراجعت فيها الموارد المالية الأساسية للدولة بشكل غير مسبوق وأدت الى عجز فادح في الميزانية العامة للدولة، والى دَيْن عام استثنائي، وفوائد مرهقة على هذا الدَّين، دون أن يظهر من يفترض انه معنى يشرح لنا بكل شفافية حقيقة وضعنا المالي والاقتصادي، دون أن ننسى أن هناك حالات كثيرة وجدنا فيها فجوة بين ما يعلن وبين ما يحدث على أرض الواقع، او أن الأولويات الحقيقية ليست الأولويات نفسها المعلنة..!
من حق المواطن والتاجر والمستثمر، حاليًا او لاحقًا، قريبًا او بعيدًا، أن يكون مطمئنًا الى صوابية الأولويات، ومعرفة كيف يتحقق أفضل عائد ممكن من عوائد هذه الاستكشافات الاستثنائية من النفط والغاز، كيف نجعل هذا المستجد الإيجابي في واقعنا دافعًا للعمل والإنجاز والأمل، من حق الجميع معرفة السياسة المالية والاقتصادية المستقبلية للدولة، السياسة التي تصمم على ضوئها الأولويات والمراحل التي تتضمنها للوصول الى الأهداف المنشودة، والتي من أهم نجاح عناصرها أن تقتنع الفعاليات السياسية والاقتصادية والمجتمعية، والرأي العام بصوابية وشفافية هذه الأولويات والمراحل، وأحسب هنا أننا لسنا في حاجة الى التذكير بأهمية تجاوز حالة البقاء في دائرة الشعارات، مع ملاحظة لا ينبغي أن تغيب عن البال، إنه ليست هناك شعارات صالحة لكل الأوقات والظروف والأوضاع..
ندرك أنه ليس من الصواب توقع نتائج فورية وسريعة لعوائد هذه الاستكشافات، والمواطن إن توقع ذلك لا يلام والأسباب معلومة، وأن العملية تتطلب وقتًا، سنة او اثنتين او ثلاث حتى يتم الاستخراج والإنتاج والبيع وجني ثمار العوائد على التنمية والاقتصاد، وتحسين معيشة المواطن في التقاعد، الإسكان، التعليم، الصحة، وفرص العمل، وتعزيز قدرة البحرين على الصمود في أصعب الظروف وتخطي حالة التأزم المالي، وليكن في صدارة الأولويات تبني أهداف استراتيجية معلومة، في المقدمة منها التخلص من كابوس المديونية وأعبائها، يحمّل بلادنا أثقالًا تفوق قدرتها بكثير، وأي كلام عن عدم وجود مشكلة مديونية وأعباء فوائد المديونية وبلوغ ما يضمن سلامة أوجه الإنفاق بحيث يكون وفق سلم أولويات التنمية الحقيقية وليس أوجه إنفاق تعتبر تخبطًا او إهدارًا او تبديدًا للمال العام مع مراعاة حماية هذه الثروات وصيانتها من كل أنواع العبث، بما في ذلك العبث الناجم عن سياسات غير واقعية وغير فعّالة، او إجراءات مكلفة ومعرقلة، دون تجاهل العبث الذي تفرزه لعبة شبكة المصالح..!
ليس لدينا أجوبة على أي من التساؤلات التي تفرض نفسها على إثر هذه الاكتشافات المبهجة، الأجوبة عند المعنيين بالشأن المالي والاقتصادي، كل ما نتمناه طاقات بشرية تحديثية تمتلك كل مقومات الكفاءة والنزاهة، وأن يكون هناك مناخ إيجابي في بلادنا على كل الصعد المالية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية بما ينعكس على الأداء الاقتصادي العام، وعلى النمو السليم والقابل للديمومة لمسيرة الاقتصاد والتنمية وأهداف رؤية البحرين 2030.
صحيفة الأيام البحرينية
العدد 10593 الثلاثاء 10 ابريل 2018 الموافق 24 رجب 1439
فلسطين قامت.. من دون العرب
ما أن انتهت صلاة الجمعة في يوم الجمعة 30 مارس/آذار 2018، حتى خرجت فلسطين، كل فلسطين، عن بكرة أبيها، في يوم العودة الكبرى، في تظاهرة مليونية، كانت غزة المحاصرة، مركزها، وكانت المدن والقرى في الضفة وفي باقي فلسطين التاريخية، مواكبة لهذه الهبة الفلسطينية المتجددة، حيث شارك مئات الآلاف من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال فيها، إحياءً ليوم الأرض الذي يصادف يوم الثلاثين من آذار/مارس من كلِ سنة، والذي تَعود أحداثه لآذار/مارس 1976 حين قامت السلطات «الإسرائيلية» بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية، وعم الاضراب العام والمسيرات مناطق الجليل والنقب. واندلعت مواجهات أسفرت عن سقوط ستة فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات.
سيطر القلق على قادة الاحتلال، فنشروا جنودهم ومعداتهم الحربية على طول الحدود مع قطاع غزة، ومعهم 100 من القناصة بهدف القتل العمد للمتظاهرين السلميين عن سابق إصرار وترصد، ووصل بهم الغرور والصلف أن هاتفوا الأمم المتحدة وأنذروها بأنهم سيطلقون النيران بكثافة على المتظاهرين الفلسطينيين. ونفذوا تهديدهم، كما يفعل الجبناء حين يواجهون العزل، فكانت الحصيلة ارتقاء سبعة عشر شهيداً و1480 جريحاً.
هذه المجزرة وتلك المشاهد التي تذكِّر بمرحلة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وبجرائم النازي الألماني، للقناصة «الإسرائيليين» وهم يقنصون بدم بارد فتيان وأطفال فلسطين العزل إلا من لافتات هتافات جماهيرية غاضبة، وإطارات محروقة لحجب رؤية هؤلاء القناصة مجرمي الحرب، لم تجد لها أي صدى يذكر في الإعلام الغربي الذي يؤكد مرة تلو المرة، تواطؤه مع المستعمر «الإسرائيلي»، ولا حتى إدانة صريحة من منظمة الأمم المتحدة ولا أمينها العام الذي اكتفى بترديد تلك الكلمات المتلعثمة والمرتجفة، التي تعكس مدى جبن وخوار المنظمات التي نجح الغرب في الاستيلاء عليها وعلى مقدراتها واختيار وتنصيب الشخصيات التي تأتمر حرفياً بأوامرها وتتقيد بأجنداتها وتنفذ ما يُطلب منها. وإلا أين يصرف الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وسكان غزة المحاصرون منذ عام 2006، تلك الكليشة السمجة «مطالبة الطرفين بضبط النفس»، التي إن دلت على شيء فإنما تدل على الحالة الخطيرة التي تردى إليها الضمير الإنساني بعد أن تمكنت القوى الشيطانية التي تمسك بمفاتيح القوة (المالية والعسكرية تحديداً) في العالم، من تدجينه وتحييد مشاعره.
«قيامة» فلسطين الجديدة، المتجددة عنفواناً وعزةً وكرامةً ومهابة، أدهشت الجميع وعقدت ألسنة الكثيرين، هنا في بلاد العرب، الساهدة، والتائهة في اللغط المتقطع بشأن ما يجري التحضير له بشأنها وبشأن شعبها القابع تحت طغيان الاحتلال، تحت عنوان مثير اسمه «صفقة القرن»، وهناك في أمريكا وأوروبا، الراعيتين الأصيلتين لدولة الاحتلال مذ كانت مشروعاً استيطانياً قيد التأسيس. الأخيرتان سارعتا لمد «إسرائيل» بالتغطية الدبلوماسية في مجلس الأمن للحيلولة دون إدانة مجزرتها، وسياسياً واعلامياً، لمحاصرة الحركة الفلسطينية الجديدة وحرمانها من مسمع ومرأى الرأي العام العالمي.
أما هنا في العالم العربي، فلم نسمع سوى بضعة أصوات رسمية مكتومة صدرت من أربع جهات عربية هي الأردن عبر وزير خارجيته أيمن صفدي، ومصر عبر بيان وزارة خارجيتها، وجامعة الدول العربية (عبر المتحدث الرسمي باسم الأمين العام وليس الأمين العام نفسه)، تدين الجريمة «الإسرائيلية» وتطالب الأمم المتحدة بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني. دولة الكويت وعبر وزارة خارجيتها ذهبت الى تجاوز التنديد بالمجزرة الى المسارعة لطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي. حتى أمريكا نفسها اضطرت للتعليق على المجزرة «الإسرائيلية» في الجمعة الأولى من مسيرة العودة الكبرى، حيث كتبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت في تغريدة على توتير «نشعر بحزن بالغ للخسائر في الأرواح في غزة». لكنها أوضحت بشكل لا لبس فيه أن الأمر لا يتعدى القيام بإجراءات لتحسين حياة الفلسطينيين».
الأكيد أن هذا تكتيك غير عادي ابتدعه الفلسطينيون ليضيفوه الى أشكال نضالاتهم المختلفة من أجل إنهاء الاحتلال. والأكيد أنه سبب ويسبب قلقاً وارباكاً للطغمة الحاكمة في «إسرائيل» ولحماتها في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية. ونحن الآن في الجمعة الثالثة من هذه الحركة التي ستتوج بحراك ضخم يوم 15 مايو القادم ذكرى احتلال فلسطين وإقامة الكيان الغاصب.
جريدة الخليج الاماراتية العدد 14208 –
قراءة نقدية للمادة الثالثة من قانون مباشرة الحقوق السياسية وما اشتمل عليها من تعديل في الاقتراح بقانون المقدم من مجلس النواب
لم يفرق قانون مباشرة الحقوق السياسية الصادر بموجب المرسوم بقانون رقم (14) لسنة 2002 بشأن مباشرة الحقوق السياسية في نصه الاصلي بين الحق في الانتخاب والحق في الترشيح ، إذ وضع قيدا واحدا معقولا لكلاهما إذ نصت المادة الثالثة منه على انه (يحرم من مباشرة الحقوق السياسية المحكوم عليه في جناية أو جنحة بعقوبة سالبة للحرية أثناء تنفيذه للعقوبة المحكوم بها ). غير أنه هذا النص تعرض للتعديل بموجب القانون رقم (36) لسنة 2006 الصادر بتاريخ 30 يوليو 2006م وفرق ما بين حق الانتخاب وحق الترشيح لمجلس النواب ووضع قيودا غير معقولة عليهما وذلك على النحو الذي سيرد في سياق هذا الموضوع .
وعلى الرغم أن هذا التعديل فيما يتعلق بحق الترشيح لمجلس النواب كان محلا للنقد لمخالفته لإحكام الدستور ومبادئ حقوق الانسان وحقوق المواطنة ، ولتعارضه مع الاثار المترتبة على رد الاعتبار والعفو الخاص .وعلى الرغم أن القوى السياسية كانت تتطلع لتعديله فأن مجلس النواب وهو في دور الانعقاد الاخير يطالعنا في جلسته المنقدة يوم الاثنين 19 فبراير 2018 بالموافقة على اقتراح بقانون بتعديل المادة الثالثة من مرسوم مباشرة الحقوق السياسية، وقرر رفعه إلى الحكومة وبحسب نص المقترح فانه يضيف على قيود حق الترشيح لمجلس النواب قيودا جديدة تمنع من الترشيح لمجلس النواب سنشير إليها في سياق البحث .
فما هو مدى دستورية هذه التعديلات سواء تلك التعديلات المنصوص عليها أو تلك التي نص عليها اقتراح مجلس النواب !! ما مدى انسجامها مع القوانين المعمول بها ذات الصلة والاثار المترتبة على رد الاعتبار والعفو الخاص من العقوبة !!
مخالفة تعديلات نص المادة الثالثة بما فيها التعديلات المقترحة من مجلس النواب لمبدأ السيادة الشعبية والاقتراع العام المنصوص عليهما في الدستور
أولا في تعديلات عام 2006 ينص دستور مملكة البحرين في المادة الاولى في الفقرة ( د ) على ان نظام الحكم في مملكة البحرين ديمقراطي ، السيادة فيه للشعب مصدر السلطات جميعا ، وتكون ممارسة السيادة على الوجه المبين بهذا الدستور. وإعمالا لمبدأ السيادة الشعبية، فقد أخذ الدستور بمبدأ الاقتراع العام، الذي يخول كل مواطن حق الانتخاب، دون أن يحرم أحدا في استخدام هذا الحق تنال من مبدأ الاقتراع العام. وذلك حين نص الدستور في المادة ( 56 ) على انه ( يتألف مجلس النواب من أربعين عضواً يُنتخبون بطريق الانتخاب العام السري المباشر وفقاً للأحكام التي يبينها القانون .) وهو ما أكده الدستور حين أشترط في عضو مجلس النواب بموجب المادة ( 57 ) ما يلي :
أ – أن يكون بحرينيا ، متمتعاً بكافة حقوقه المدنية والسياسية ، وأن يكون اسمه مدرجاً في أحد جداول الانتخاب . معدلة بموجب التعديلات الدستورية الصادرة 2012
أ – أن يكون بحرينياً، وأن يمضي على من اكتسب الجنسية البحرينية عشر سنوات على الأقل، وغير حامل لجنسية دولة أخرى، باستثناء من يحمل جنسية إحدى الدول الأعضاء بمجلس التعاون لدول الخليج العربية بشرط أن تكون جنسيته البحرينية بصفة أصلية، ومتمتعاً بكافة حقوقه المدنية والسياسية، وأن يكون اسمه مدرجاً في أحد جداول الانتخاب
ب- ألا تقل سنه يوم الانتخاب عن ثلاثين سنة ميلادية كاملة .
جـ – أن يجيد قراءة اللغة العربية وكتابتها .
د – ألا تكون عضويته بمجلس الشورى أو مجلس النواب قد أُسقطت بقرار من المجلس الذي ينتمي إليه بسبب فقد الثقة والاعتبار أو بسبب الإخلال بواجبات العضوية . ويجوز لمن أُسقطت عضويته الترشيح إذا انقضى الفصل التشريعي الذي صدر خلاله قرار إسقاط العضوية، أو صدر قرار من المجلس الذي كان عضوا فيه بإلغاء الأثر المانع من الترشيح المترتب على إسقاط العضوية بعد انقضاء دور الانعقاد الذي صدر خلاله قرار إسقاط العضوية
وهي ذات الشروط التي نص عليها قانون مجلسي الشورى في المادة ( 11 البند أ ) والتعديلات التي جرى عليها عام 2012 تبعا لتعديل الدستوري .
وقد جاء قانون مباشرة الحقوق السياسية الصادر عام 2002بموجب المرسوم بقانون رقم (14) فيما نص عليه من قيد على حق الانتخاب والترشيح منسجما ومتوافقا نسبيا مع الاحكام الدستورية التي اشرنا لها ، ويستجيب نسبيا لمعنى السيادة الشعبية ولاقتراع العام التي نص عليها الدستور فنص في المادة الثالثة على أن الذي يحرم من مباشرة الحقوق السياسية هو المحكوم عليه في جناية أو جنحة بعقوبة سالبة للحرية أثناء تنفيذه للعقوبة المحكوم بها .
غير أن التعديلات التي أجريت على المادة الثالثة من قانون مباشرة الحقوق السياسية سواء تلك التي صدرت بموجب القانون رقم (36) لسنة 2006 ، لا تنال وتنتقص فحسب من حق الاقتراح العام ومن سيادة الشعب باعتباره مصدر السلطات جميعها بل تمتد إلى النيل من حقوق المواطنة ، إذ تلاحق المواطن مدى حياته، فلا يفتك منها إلا بوفاته، عندما تمنعه من حق الترشح لمجلس النواب حتى وان رد إليه الاعتبار أو حصل على عفو خاص كما أنها تتعارض مع مبدأ شخصية العقوبة ومع المعايير الدولية والاثار المترتبة على رد الاعتبار والعفو الخاص من العقوبة !! كل ذلك سنشير إليه بشيء من التفصيل كما يلي كما يلي :
إذ كان من المعقول والمقبول التعديل الذي جرى عام 2006 على المادة الثالثة من المرسوم بقانون مباشرة الحقوق السياسية بحرمان المحكوم عليه بعقوبة جناية أو في جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة حتى يرد إليه اعتباره ، من مباشرة حق الانتخاب ، لان هذه المباشرة تتوقف على رد اعتبار المحكوم عليه ، غير أنه من غير المعقول ومن غير المقبول من منظور دستوري وقانوني ومواثيق دولية وحقوق انسان وحقوق المواطنة أن ينص هذا التعديل على حرمان المحكوم عليه في جناية من الترشح لمجلس النواب حتى وأن رد إليه اعتباره أو حصل على عفو خاص . فمن الناحية الدستورية فأن المادة الاولى الفقرة (هـ ) نصت بوضوح على أن ( للمواطنين ، رجالاً ونساءً ، حق المشاركة في الشئون العامة والتمتع بالحقوق السياسية ، بما فيها حق الانتخاب والترشيح ، وذلك وفقاً لهذا الدستور وللشروط والأوضاع التي يبينها القانون . ولا يجوز أن يحرم أحد المواطنين من حق الانتخاب أو الترشيح إلا وفقا للقانون ).
غير أن هناك ربما من يقول أن الدستور قد اباح للمشرع العادي أي مشرع القانون أن يحرم من يشاء من المواطنين من حقي الانتخاب والترشيح مدللا على ذلك بالفقرة الاخيرة من النص الدستوري سالف الذكر( ولا يجوز أن يحرم أحد المواطنين من حق الانتخاب أو الترشيح إلا وفقا للقانون ). أي بمفهوم المخالفة انه يجوز للقانون أن يحرم أي مواطن من حق الانتخاب أو الترشح .
ونرد عليه بما نص عليه الدستور في المادة -31- على أنه ولا يجوز أن ينال تنظيم أو تحديد الحقوق والحريات العامة المنصوص عليها في هذا الدستور من جوهر الحق أو الحرية .
ونتساءل هنا أليست الحقوق السياسية والتمتع بها بما فيها حقي الانتخاب والترشيح تعد من أهم مبادئ الحرية والمساواة التي نص عليها الدستور ؟
فإذا كان الدستور قد نص بوضوح وحظر تعديل مبادئ الحرية والمساواة المقررة في الدستور حظرا كليا فنص في المادة -120- الفقرة ( ج ) على انه لا يجوز ( لا يجوز اقتراح تعديل المادة الثانية في هذا الدستور، كما لا يجوز اقتراح تعديل النظام الملكي ومبدأ الحكم الوراثي في البحرين بأي حال من الأحوال، وكذلك نظام المجلسين ومبادئ الحرية والمساواة المقررة في هذا الدستور.) نقول إذا كان المشرع الدستوري قد حمى مبادئ الحرية والمساواة من اقتراح تعديلها فإنه من باب أولى من المشرع العادي أن لا يشرعها أو يعدل فيها على نحو يتجاوز ما نص عليه الدستور ودون ينال من جوهرها .أن حقي الانتخاب و الترشيح هما حقان متكاملان لا تقوم الحياة النيابية بدون أيهما و لا تتحقق للسيادة الشعبية أبعادها الكاملة إذا ما هما أفرغا من المضمون الذي يكفل ممارستها ممارسة جدية و فعالة ، و من ثم كان هذان الحقان لازمين لزوماً حتمياً لإعمال الديمقراطية في محتواها المقرر دستورياً و لضمان أن تكون المجالس النيابية كاشفة في حقيقتها عن الإرادة الشعبية و معبرة تعبيراً صادقاً عنها .
وقد قضت المحكمة الدستورية المصرية العليا بأن حق (الترشيح ركيزة من ركائز النظام الديمقراطي ، و يتعلق بعموم المواطنين يمارسونه على قدم المساواة فيما بينهم متى توافرت فيهم شروطه المقررة ، و يتقيد المشرع حال تنظيمه له بتلك القواعد الدستورية بحيث لا يجوز له أن يتخذ من هذا التنظيم ستاراً للانتقاص أو النيل منه ) .
كما قضت وأن كان الدستور أجاز للمشرع العادي تنظيم الحقوق السياسية ” وفقاً لأحكام القانون ” ، فإنه يتعين عليه أن يراعي في القواعد التي يتولى وضعها تنظيماً لتلك الحقوق ألا تؤدي إلى مصادرتها أو الانتقاص منها و ألا تنطوي على التمييز المحظور دستورياً أو تتعارض مع مبدأ تكافؤ الفرص الذي كفلته الدولة لجميع المواطنين ممن تتماثل مراكزهم القانونية و بوجه عام ألا يتعارض التنظيم التشريعي لتلك الحقوق مع أي نص في الدستور بحيث يأتي التنظيم مطابقاً للدستور في عموم قواعده و أحكامه …… حيث كفل – الدستور- للمواطنين حقي الانتخاب و الترشيح و جعلهم سواء في ممارسة هذين الحقين و لم يجز التمييز بينهم في أسس مباشرتهما و لا تقرير أفضلية لبعض المواطنين على بعض في أي شأن يتعلق بهما ، و إنما أطلق هذين الحقين للمواطنين – الذين تتوافر فيهم الشروط المقررة لذلك – على اختلاف انتماء تهم و آرائهم السياسية لضمان أن يظل العمل الوطني جماعياً لا امتياز فيه لبعض المواطنين على بعض … ( أنظر في الحكم الصادر في . الدعوى رقم 37 لسنة 9 ق ” دستورية ” – جلسة 19/5/1990 ..
ومن الناحية القانونية : في العفو الخاص
يمكن القول أن حرمان المحكوم عليه بعقوبة جناية من حق الترشح لمجلس النواب حتى وإن صدر بشأنه عفو خاص هو حرمان ينال من جوهره وان كان العفو الخاص هو الذي يصدر بمرسوم من ملك البلاد ويتضمن إسقاط العقوبة كلها أو بعضها أو إبدالها بعقوبة أخف منها قانونا ولا يترتب عليه سقوط العقوبات الفرعية أو الآثار الجنائية ما لم ينص مرسوم العفو على خلاف حسب نص المادة ( 90 ) من قانون العقوبات.
أن هذا الحرمان يتعارض مع ما نص عليه قانون العقوبات في المادة 53 على عقوبة التجريد المدني على أنها حرمان المحكوم عليه من كل أو بعض الحقوق والمزايا من بينها الحرمان من الحق في أن يكون ناخبا أو منتخبا في المجالس العامة ، ويتناقض مع ما نص عليه في العقوبات الفرعية في المادة ( 59 ) على أن الحكم بالسجن يستتبع الحرمان من كل الحقوق والمزايا المنصوص عليها في المادة 53 …. ) .
غير أن هذه المادة نصت على حكم هام حدد مدة زمنية ينتهي فيها الحرمان من عقوبات التجريد المدني ومنها الحرمان من الحق في أن يكون ناخبا أو منتخبا في المجالس العامة بان نصت على الحرمان يكون(من يوم الحكم حتى نهاية تنفيذ العقوبة أو انقضائها بأي سبب آخر ) . معنى ذلك أن الحرمان من هذا الحق ليس ابديا لا نهاية له بل ينتهي بانتهاء تنفيذ العقوبة .
وقد نص قانون العقوبات بوضوح في المادة – 91 – على أن سقوط العقوبة بالعفو الخاص يعتبر في حكم تنفيذها .
وهذا يعني أن التعديل الذي اجراه المشرع العادي على قانون مباشرة الحقوق السياسية عام 2006 بحرمان المواطن المحكوم عليه بعقوبة جناية من الترشح لمجلس النواب حتى وأن حصل على عفو خاص إلى الابد يخالف احكام قانون العقوبات على النحو الذي اسلفنا . في رد الاعتبار :
لا يضع الدستور أحكام خاص تنظم رد الاعتبار ، وانما وضع هذا الاحكام قانون العقوبات وقانون الاجراءات الجنائية ، وهي أحكام واحدة ومتطابقة في القانونيين نظمت شروط وإجراءات رد الاعتبار ، ولعل ما يهمنا في سياق الموضوع الذي نتحدث عنها هو ما نصت عليه المادة ( 404 ) من قانون الاجراءات الجنائية على أنه ( يترتب على رد الاعتبار محو الحكم القاضي بالإدانة بالنسبة إلى المستقبل وزوال كل ما يترتب عليه من انعدام الأهلية والحرمان من الحقوق وسائر الآثار الجنائية) . وهي ذات المادة وبنفس الرقم المنصوص عليها في قانون العقوبات .
فاذا كان النص هكذا في قانوني الاجراءات الجنائية والعقوبات ينصان على أن رد الاعتبار يمحو الادانة ويزيل الحرمان من الحقوق وسائر الآثار الجنائية فكيف يكون جائزا ومقبولا التعديل الذي اجراه المشرع العادي على قانون مباشرة الحقوق السياسية عام 2006 بحرمان المواطن المحكوم عليه بعقوبة جناية من الترشح لمجلس النواب حتى وأن رد إليه اعتباره إلى الابد .
ثانيا : في الاقتراح بقانون المقدم من مجلس النواب :
وفي الوقت الذي كنا نتطلع فيه من مجلس النواب أن يتصدى لهذه التعديلات التي تمت عام 2006 على المادة الثالثة من قانون مباشرة الحقوق السياسية بإلغاء أو التعديل ما نصت من قيد حق الترشيح لمجلس النواب على النحو السالف بيانه ، نجده يضع قيودا جديدة باستبدال هذه المادة بأن وضع في النص بالإضافة إلى القيود الموجود فيه في الاصل تمنع من حق الترشيح لمجلس النواب كل من :
• قيادات وأعضاء الجمعيات السياسية الفعليين المنحلة بحكم نهائي لارتكابها مخالفة جسيمة لأحكام دستور المملكة أو أي قانون من قوانينها.
• كل من تعمد الأضرار أو تعطيل سير الحياة الدستورية أو النيابية وذلك بإنهاء أو ترك العمل النيابي بالمجلس أو تم إسقاط عضويته لذات الأسباب
أن هذه القيود فضلا عن مخالفتها لأحكام الدستور التي أشرنا إليها فيما سلف إذ نالت من جوهر الحق في الترشيح الذي كفلها الدستور ومن حق المواطنة التي صانها ومن مبدأ السيادة الشعبية التي جسدها ومن حق الاقتراع العام الذي نص عليها بشروط معقولة ، فأنها :
1- تخلط ما بين الجمعية السياسية التي لها شخصيتها الاعتبارية المستقلة وما بين قيادات وأعضاءه الجمعية اللذين لهم شخصيتهم الطبيعية المستقلة عن الجمعية التي ينتمون إليها .
2- تعتدي على ما نص عليه الدستور في المادة 20 الفقرة ب- بأن العقوبة شخصية . وقد صيغت هذه المادة صياغة محكمة، بأن اقتصر نص المادة على هذا المبدأ لأهميته ووضوحه، فالعقوبة شخصية بمعنى أنها لا تلحق إلا شخص الجاني، ولا تنال أحداً غيره ، ولا يكاد يخلو دستور واحد من دساتير العالم من نص مماثل، وقد أكد مبدأ شخصية العقوبة القرآن الكريم في قوله تعالى “ولا تزر وازرة وزر أخرى”الأصل كما تقرره محاكم النقض أن الأشخاص الاعتبارية لا تسأل جنائيا عما يقع من ممثليها من جرائم أثناء قيامهم بأعمالهم الذى يسأل هو مرتكب الجريمة منهم شخصيا .
3- وبالتطبيق ذلك على الاحكام النهائية الصادرة بحل الجمعيات السياسية منها على سبيل المثال الحكم الصادر في مواجهة جمعية وعد فقد قضى بعقوبة حل الجمعية وإعادة أموالها إلى خزينة الدولة بصفتها الاعتبارية استنادا لما سماه الحكم مخالفات جسيمة لقانون الجمعيات السياسية ، ولم يقضي الحكم ولم يشتمل مطلقا على أية عقوبة ضد أي من قيادة واعضاء الجمعية ونحن هنا لا نناقش مدى صحة الاسباب التي ركن إليها القضاء بحل الجمعية من عدمه ، بل اردنا هنا التأكيد على أنه لا يجوز حرمان احد من حق الترشح لمجلس النواب دون عقوبة تصدر في مواجهته هو شخصيا ،وأن مقترح مجلس النواب بحرمان قيادات وأعضاء الجمعيات السياسية الفعليين المنحلة بحكم نهائي من الترشح لمجلس النواب لا يشكل فقط خرقا لمبدأ شخصية العقوبة الذي نص عليه الدستور ، بل أن الأخذ بهذا المقترح يعني امتداد عقاب حل الجمعية إلى أولئك الاعضاء الذين لا شأن لهم به والقول بان الاقلية يتعين ان تخضع الي لإرادة الاغلبية ان صحت في مجال القانون الخاص فإنها لا تصلح في مقام القانون الجنائي .
4- أما بالنسية للقيد الثاني من مقترح مجلس النواب الذي يحرم ( كل من تعمد الأضرار أو تعطيل سير الحياة الدستورية أو النيابية وذلك بإنهاء أو ترك العمل النيابي بالمجلس أو تم إسقاط عضويته لذات الأسباب فلم نجد في قانون العقوبات وتعديلاته أو في أي قانون أخر جريمة أو عقوبة على سمي من تعمد الأضرار أو تعطيل سير الحياة الدستورية أو النيابية وذلك بإنهاء أو ترك العمل النيابي بالمجلس ، والمقرر في الدستور وفي الفقه الجنائي بأنه –( لا جريمة ولا عقوبة إلا بناء على قانون )
كل ما وجدناه هو في نص المادة ( 216 ) من قانون العقوبات التي نصت على أنه ( يعاقب بالحبس أو بالغرامة من أهان بإحدى طرق العلانية المجلس الوطني أو غيره من الهيئات النظامية أو الجيش أو المحاكم أو السلطات أو المصالح العامة ) .وانه إذا افترضا وجود مثل هذه الجريمة فأن هذا المقترح يسلب سلطة القضاء الذي يختص بالحكم بوجودها ويفرض العقاب على من يرتكبها .
من جانب أخر فان من ينهي أو يترك العمل النيابي بالمجلس أي عضو المجلس فأن الدستور قد أعطاه حق الاستقالة منه بحكم المادة (-63- ) حين نصت على أن مجلس النواب، هو المختص بقبول الاستقالة من عضويته، ولا تعتبر الاستقالة نهائية إلا من وقت تقرير المجلس قبولها، ويصبح المحل شاغراً من تاريخ ذلك القبول.
وقد عالجت المادة ( 59 ) من الدستور حالة خلو محل احد أعضاء المجلس بأن نصت على أنه ( إذا خلا محل أحد أعضاء مجلس النواب قبل نهاية مدته، لأي سبب من الأسباب، ينتخب بدله خلال شهرين من تاريخ إعلان المجلس هذا الخلو، وتكون مدة العضو الجديد لنهاية مدة سلفه . وإذا وقع الخلو في خلال الأشهر الستة السابقة على انتهاء الفصل التشريعي للمجـلس فـلا يجرى انتخاب عضو بديل .)
أما بالنسبة لما ورد في هذا المقترح من حرمان من أسقطت عضويته من المجلس من الترشيح لمجلس النواب فانه يكفينا القول بانه يتعارض بصورة واضحة مع ما نصت عليه المادة ( 57 الفقرة د) من الدستور التي اشترطت في عضو مجلس النواب ( ألا تكون عضويته بمجلس الشورى أو مجلس النواب قد أُسقطت بقرار من المجلس الذي ينتمي إليه بسبب فقد الثقة والاعتبار أو بسبب الإخلال بواجبات العضوية ) ومع ذلك أجازت له الترشيح إذا انقضى الفصل التشريعي الذي صدر خلاله قرار إسقاط العضوية، أو صدر قرار من المجلس الذي كان عضوا فيه بإلغاء الأثر المانع من الترشيح المترتب على إسقاط العضوية بعد انقضاء دور الانعقاد الذي صدر خلاله قرار إسقاط العضوية .
بالمختصر أن أي شروط أو قيود تم وضعها أوسيتم وضعها تتجاوز الشروط التي وضعها الدستور لحق الترشيح لمجلس النواب ، لا تنال فقط من مبدأ السيادة الشعبية والاقتراع العام ومن حقوق المواطنة التي نص عليها الدستور والمواثيق والاتفاقيات الدولية ومن ابرزها العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الذي نص في المادة ( 25 ) على أنه بل ينال من مصداقية ونزاهة العملية الانتخابية ، ويضيق من المشاركة فيها ، خاصة في ظل مشاركة هزيلة في معظم دوائر المحافظة الشمالية ومحافظة العاصمة ، على سبيل المثال الدائرة الاولى الشمالية حصل من فاز فيها على 276 صوت من أصل 10,749 ، والدائرة الثالثة العاصمة 394 من أصل 10,225وهو ما كشفت عنه انتخابات 2014.
الكذابون في يومهم العالمي..!!
قبل أيّام، وتحديدًا يوم الأحد الماضي، الأول من ابريل صادف يوم الكذب العالمي، وهو يوم مخصص للكذب في كل أنحاء العالم، وفيه يسمح بنوع من الأكاذيب البيضاء المعفية من أي مآخذات، هذا بافتراض انه يوجد نوع من الكذب النظيف، هذا اليوم الذي يقال إنه بدأ في فرنسا منذ أكثر من خمسمائة عام، ومنها انتشرت الفكرة لدى شعوب العالم، فيما عدا الشعبين الإسباني والألماني، والسبب أن هذا اليوم مقدس دينياً في اسبانيا، أما في ألمانيا فهو يوافق ميلاد «بسمارك» الزعيم الألماني المعروف..!
الكذب أنواع، عدم قول الحقائق، او تشويه او تزييف الحقائق، او حتى قول أنصاف الحقائق، وحتى النفاق والرياء والتلفيق والتدليس وقولبة الوقائع، وشهادة الزُّور، هذه أنواع من الكذب، هناك أنواع أخرى تتجلى في تظاهر العفة والاستقامة والنزاهة والوطنية، القائمة تطول، وقيل بأن الكذب يجر الكذب، بمعنى أن الشعور بأي انزعاج يتلاشى تدريجياً مع المثابرة في الأكاذيب، وهنا يكفي أن نذّكر بمقولة وزير الدعاية الألماني غوبلز إبان حكم هتلر «اكذب.. اكذب حتى يصدقك الناس، ثم اكذب واكذب حتى تصدق نفسك»، ولا بأس من باب التذكير ايضاً بما خلص اليه أحد الباحثين في أصول الكذب ودوافعه، «أن الكذب أصبح صفة يتميز بها البشر عن سائر المخلوقات»..!
لا بأس أن يكون للكذب يوم يحتفل به، فهو يحيطنا داخلياً وخارجياً وعالمياً من جميع الجهات، وربما يكون اليوم العالمي للكذب أكثر مقبولية لو كان للصدق حضور بقية أيّام السنة، الصدق تجاه أنفسنا، تجاه مجتمعاتنا، وتجاه أوطاننا، وتجاه بَعضُنَا البعض، لو كان الأمر كذلك لكان لهذه المناسبة العالمية قيمة ومعنى، ولكن الطامة الكبرى حين يتجلى الكذب في كل يوم، وفي كل وقت، وفي كل مجال وميدان، وعلى كل المستويات، وبشتى الأساليب والطرق، ونحسب أن أكثر الناس كذباً هم رجال السياسة ورؤساء الحكومات وأعضاء البرلمانات والمستبدون بالدين والمتاجرون به، وبعض من ظهروا لنا بصفة نشطاء ومحللين وخبراء ورعاة عمل خيرى واجتماعي، بجانب بعض شاغلي مواقع في الجامعات والمراكز العلمية والبحثية والأكاديمية وفي الوزارات، وبعض المنخرطين في عمل مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية، ومعهم وربما قبلهم من دخلوا بحرفنة في صراعات المصالح الخاصة تارة تحت يافطة المصالح العامة او الدين، او الطائفة او المذهب، او الوطن والوطنية تارة أخرى..! التجارب المرّة والتي لا يسع المرء حيالها إلا أن يشعر بالأسى والقلق، هذه التجارب علمتنا أن الكذب بات مصدراً أساسياً للفساد لا بل منبعه، وهذه حقيقة أكد عليها رئيس وزراء لبنان الأسبق سليم الحص في كتابه «في زمن الشدائد»، قال «إن من يستبيح الكذب يستبيح المحرمات كيفما عرفناها، وإن من مشتقات الكذب الرياء والخداع والنميمة، والكذب درع السارق والمرتشي والمختلس، وهو السبيل الى الإثراء غير المشروع، والكذب كما مشتقاته وروافده سلاح الكثير من الأضاليل وسبب كثير من النكبات الإنسانية..!» وهذه حقيقة لا أحسب أن هناك من يشكك فيها..
لا حاجة للتنقيب عن الكثير من الأكاذيب المبطنة والسافرة والمستفزة التي مرّت وتمر أمامنا، ومنها أكاذيب زعماء وسياسيين ورؤساء حكومات ودول، منهم من تَرَكُوا او أجبروا على ترك مواقعهم الحساسة في بلدانهم بسبب الكذب، فالكذب هناك جريمة لا يغفرها المواطنون، واذا كان هناك من لازالوا يواصلون الكذب بمهارة على شعوبهم ويبدعون فيه إبداعاً لم يسبق له مثيل، جعلوا المواطنين غارقين في بحار من الأكاذيب السياسية والفكرية والدينية وغيرها، ينامون ويستيقظون على أكاذيب تتم صناعتها وفق أحدث التقنيات والمعايير عبر كل القنوات والوسائل التي تتنامى باستمرار ويتزايد معها ترويج الأكاذيب، وإبداعات الكذب بشكل لم يسبق له مثيل، ونكاد نجد الكذابين في كل زاوية، وفي كل ركن، وفي كل موقع، ووجدنا مواقع تواصل إلكترونية وقد أصبحت حاضنة للكذب والكذابين، مغرضة ومثيرة للشائعات وللفتنة، فيها من يصرون على أنهم أصحاب رأي، ولا همّ لهم من الرأي إلا إحداث ضجة وحالة من البلبلة والغوغائية، والتشهير، او زج الناس الى درجة من السفه حين يراد جر الناس الى فخ التربص بعضهم ببعض، ولا مانع عند هؤلاء من أن نكون تحت رحمة أفق مشتعل بالنار، او نتحول لشعب يعيش حالة تقاطع، يأكل بعضه بعضاً، فهم بذلك يتاجرون ويتربحون، كثر يفعلون ذلك في الوقت يقدمون أنفسهم باعتبارهم نماذج في الوطنية والإنسانية والشهامة..!
وجدنا مسؤولين يكذبون، نعم يكذبون حين يموهون او ينفون المشكلات، لا يعترفون بها، ربما ظناً منهم أن ذلك يجنبهم المساءلة، وعلينا أن نلاحظ أن من هؤلاء من طوروا سياسات نفي المشاكل، فلم يعد النفي الساذج للمشاكل هو الوسيلة المناسبة لنفيها أمام الناس، او من الوعي العام، بل انهم يتبعون سياسات تؤدي في النهاية الى توجيه الإحساس العام بعدم وجود مشكلة أصلاً، او أن ما يثار حول هذه المشكلة او تلك مبالغ فيه، او أن وراء إثارة أي منها أصحاب مآرب، بل قد نجد من يظهر لنا مطلقاً تصريحات هي بالنهاية تدخل ضمن ما يمكن أن يعرف بسياسات نفي المشاكل، وهي سياسات تنتج تحت السطح مائة مشكلة، ويتجاهلون أن هذا أحد نتائج الكذب..!!
فيما يخص النواب، نعود اليهم دائماً، وجدنا منهم خلال معمعة الانتخابات الماضية يكذبون وهم يشترون الأصوات والضمائر، ويلعبون على كل وتر، ووجدنا منهم من ضحكوا على ناخبيهم في أكثر من مناسبة وفي أكثر من موقف، يكفي كذبهم حين تعهدوا ووعدوا ولم يوفوا بشيء، الكذب عندهم بالجملة والمفرق وقد حفلت الصحف بما يوثق هذه الحقيقة بالوقائع والتواريخ، تماماً كما الحال بالنسبة لمسؤولين أعلنوا عن استراتيجيات عمل لا أحد يعلم مصيرها، وعن مشاريع لا يلمسها الناس، ولا أحد يتابع لا هذه ولا تلك، وفي أمور كثيرة تمس المواطن، وعن… وعن… الى درجة شعرنا فيها بأن هناك من يريد لنا أن نعيش حالة استسلام او تصالح مع صناعة الكذب وقبول الكذابين، وهذه حقيقة وإن تلفعت بالصمت والإنكار، حقيقة عن أكاذيب تُصنع وتُهندس ويعاد إنتاجها وكلفتها مثيرة للهلع، والكارثة حين يتعامل الناس مع كذابين بوصفهم أنقياء، وحكماء و،،،،..!!
بقي – مهماً – أن نسأل، هل نبالغ اذا اعتبرنا أن مناسبة اليوم العالمي للكذب باتت في حد ذاتها أكذوبة، عساكم تشاطرونني الرأي بأنه ليس من المنطق أن نحتفي بيوم الكذب العالمي وكل أيامنا أكاذيب، نتصالح مع أكاذيب، ننام ونصحو على أكاذيب، ونشتري بضائع من الأكاذيب، ونسمع ونقرأ ونتابع أكاذيب، محق من قال إن الكذب أقبح اختراع إنساني، ولا يوجد منه نوع نظيف، حقاً إننا أمة صابرة على أكاذيب لا تنتهى صلاحيتها وهي سالكة في كل الاتجاهات وعلى كل المستويات..!!
الكذابون في يومهم العالمي..!!
قبل أيّام، وتحديدًا يوم الأحد الماضي، الأول من ابريل صادف يوم الكذب العالمي، وهو يوم مخصص للكذب في كل أنحاء العالم، وفيه يسمح بنوع من الأكاذيب البيضاء المعفية من أي مآخذات، هذا بافتراض انه يوجد نوع من الكذب النظيف، هذا اليوم الذي يقال إنه بدأ في فرنسا منذ أكثر من خمسمائة عام، ومنها انتشرت الفكرة لدى شعوب العالم، فيما عدا الشعبين الإسباني والألماني، والسبب أن هذا اليوم مقدس دينياً في اسبانيا، أما في ألمانيا فهو يوافق ميلاد «بسمارك» الزعيم الألماني المعروف..!
الكذب أنواع، عدم قول الحقائق، او تشويه او تزييف الحقائق، او حتى قول أنصاف الحقائق، وحتى النفاق والرياء والتلفيق والتدليس وقولبة الوقائع، وشهادة الزُّور، هذه أنواع من الكذب، هناك أنواع أخرى تتجلى في تظاهر العفة والاستقامة والنزاهة والوطنية، القائمة تطول، وقيل بأن الكذب يجر الكذب، بمعنى أن الشعور بأي انزعاج يتلاشى تدريجياً مع المثابرة في الأكاذيب، وهنا يكفي أن نذّكر بمقولة وزير الدعاية الألماني غوبلز إبان حكم هتلر «اكذب.. اكذب حتى يصدقك الناس، ثم اكذب واكذب حتى تصدق نفسك»، ولا بأس من باب التذكير ايضاً بما خلص اليه أحد الباحثين في أصول الكذب ودوافعه، «أن الكذب أصبح صفة يتميز بها البشر عن سائر المخلوقات»..!
لا بأس أن يكون للكذب يوم يحتفل به، فهو يحيطنا داخلياً وخارجياً وعالمياً من جميع الجهات، وربما يكون اليوم العالمي للكذب أكثر مقبولية لو كان للصدق حضور بقية أيّام السنة، الصدق تجاه أنفسنا، تجاه مجتمعاتنا، وتجاه أوطاننا، وتجاه بَعضُنَا البعض، لو كان الأمر كذلك لكان لهذه المناسبة العالمية قيمة ومعنى، ولكن الطامة الكبرى حين يتجلى الكذب في كل يوم، وفي كل وقت، وفي كل مجال وميدان، وعلى كل المستويات، وبشتى الأساليب والطرق، ونحسب أن أكثر الناس كذباً هم رجال السياسة ورؤساء الحكومات وأعضاء البرلمانات والمستبدون بالدين والمتاجرون به، وبعض من ظهروا لنا بصفة نشطاء ومحللين وخبراء ورعاة عمل خيرى واجتماعي، بجانب بعض شاغلي مواقع في الجامعات والمراكز العلمية والبحثية والأكاديمية وفي الوزارات، وبعض المنخرطين في عمل مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية، ومعهم وربما قبلهم من دخلوا بحرفنة في صراعات المصالح الخاصة تارة تحت يافطة المصالح العامة او الدين، او الطائفة او المذهب، او الوطن والوطنية تارة أخرى..! التجارب المرّة والتي لا يسع المرء حيالها إلا أن يشعر بالأسى والقلق، هذه التجارب علمتنا أن الكذب بات مصدراً أساسياً للفساد لا بل منبعه، وهذه حقيقة أكد عليها رئيس وزراء لبنان الأسبق سليم الحص في كتابه «في زمن الشدائد»، قال «إن من يستبيح الكذب يستبيح المحرمات كيفما عرفناها، وإن من مشتقات الكذب الرياء والخداع والنميمة، والكذب درع السارق والمرتشي والمختلس، وهو السبيل الى الإثراء غير المشروع، والكذب كما مشتقاته وروافده سلاح الكثير من الأضاليل وسبب كثير من النكبات الإنسانية..!» وهذه حقيقة لا أحسب أن هناك من يشكك فيها..
لا حاجة للتنقيب عن الكثير من الأكاذيب المبطنة والسافرة والمستفزة التي مرّت وتمر أمامنا، ومنها أكاذيب زعماء وسياسيين ورؤساء حكومات ودول، منهم من تَرَكُوا او أجبروا على ترك مواقعهم الحساسة في بلدانهم بسبب الكذب، فالكذب هناك جريمة لا يغفرها المواطنون، واذا كان هناك من لازالوا يواصلون الكذب بمهارة على شعوبهم ويبدعون فيه إبداعاً لم يسبق له مثيل، جعلوا المواطنين غارقين في بحار من الأكاذيب السياسية والفكرية والدينية وغيرها، ينامون ويستيقظون على أكاذيب تتم صناعتها وفق أحدث التقنيات والمعايير عبر كل القنوات والوسائل التي تتنامى باستمرار ويتزايد معها ترويج الأكاذيب، وإبداعات الكذب بشكل لم يسبق له مثيل، ونكاد نجد الكذابين في كل زاوية، وفي كل ركن، وفي كل موقع، ووجدنا مواقع تواصل إلكترونية وقد أصبحت حاضنة للكذب والكذابين، مغرضة ومثيرة للشائعات وللفتنة، فيها من يصرون على أنهم أصحاب رأي، ولا همّ لهم من الرأي إلا إحداث ضجة وحالة من البلبلة والغوغائية، والتشهير، او زج الناس الى درجة من السفه حين يراد جر الناس الى فخ التربص بعضهم ببعض، ولا مانع عند هؤلاء من أن نكون تحت رحمة أفق مشتعل بالنار، او نتحول لشعب يعيش حالة تقاطع، يأكل بعضه بعضاً، فهم بذلك يتاجرون ويتربحون، كثر يفعلون ذلك في الوقت يقدمون أنفسهم باعتبارهم نماذج في الوطنية والإنسانية والشهامة..!
وجدنا مسؤولين يكذبون، نعم يكذبون حين يموهون او ينفون المشكلات، لا يعترفون بها، ربما ظناً منهم أن ذلك يجنبهم المساءلة، وعلينا أن نلاحظ أن من هؤلاء من طوروا سياسات نفي المشاكل، فلم يعد النفي الساذج للمشاكل هو الوسيلة المناسبة لنفيها أمام الناس، او من الوعي العام، بل انهم يتبعون سياسات تؤدي في النهاية الى توجيه الإحساس العام بعدم وجود مشكلة أصلاً، او أن ما يثار حول هذه المشكلة او تلك مبالغ فيه، او أن وراء إثارة أي منها أصحاب مآرب، بل قد نجد من يظهر لنا مطلقاً تصريحات هي بالنهاية تدخل ضمن ما يمكن أن يعرف بسياسات نفي المشاكل، وهي سياسات تنتج تحت السطح مائة مشكلة، ويتجاهلون أن هذا أحد نتائج الكذب..!!
فيما يخص النواب، نعود اليهم دائماً، وجدنا منهم خلال معمعة الانتخابات الماضية يكذبون وهم يشترون الأصوات والضمائر، ويلعبون على كل وتر، ووجدنا منهم من ضحكوا على ناخبيهم في أكثر من مناسبة وفي أكثر من موقف، يكفي كذبهم حين تعهدوا ووعدوا ولم يوفوا بشيء، الكذب عندهم بالجملة والمفرق وقد حفلت الصحف بما يوثق هذه الحقيقة بالوقائع والتواريخ، تماماً كما الحال بالنسبة لمسؤولين أعلنوا عن استراتيجيات عمل لا أحد يعلم مصيرها، وعن مشاريع لا يلمسها الناس، ولا أحد يتابع لا هذه ولا تلك، وفي أمور كثيرة تمس المواطن، وعن… وعن… الى درجة شعرنا فيها بأن هناك من يريد لنا أن نعيش حالة استسلام او تصالح مع صناعة الكذب وقبول الكذابين، وهذه حقيقة وإن تلفعت بالصمت والإنكار، حقيقة عن أكاذيب تُصنع وتُهندس ويعاد إنتاجها وكلفتها مثيرة للهلع، والكارثة حين يتعامل الناس مع كذابين بوصفهم أنقياء، وحكماء و،،،،..!!
بقي – مهماً – أن نسأل، هل نبالغ اذا اعتبرنا أن مناسبة اليوم العالمي للكذب باتت في حد ذاتها أكذوبة، عساكم تشاطرونني الرأي بأنه ليس من المنطق أن نحتفي بيوم الكذب العالمي وكل أيامنا أكاذيب، نتصالح مع أكاذيب، ننام ونصحو على أكاذيب، ونشتري بضائع من الأكاذيب، ونسمع ونقرأ ونتابع أكاذيب، محق من قال إن الكذب أقبح اختراع إنساني، ولا يوجد منه نوع نظيف، حقاً إننا أمة صابرة على أكاذيب لا تنتهى صلاحيتها وهي سالكة في كل الاتجاهات وعلى كل المستويات..!!
التقدمي يهنئ الشيوعي العراقي بذكرى الرابعة والثمانين لتأسيسه
التاريخ: 31 مارس 2018
الرفيق العزيز رائد فهمي
سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
تحياتنا الرفاقية
يسرنا في المكتب السياسي للمنبر التقدمي في البحرين أن نتقدم اليكم بأحر التهاني الرفاقية بمناسبة الذكرى الرابعة والثمانين لتأسيس حزبكم المناضل، وأن نعبر عن اجلالنا للتضحيات الكبيرة التي قدمها مناضلو الحزب طوال هذه المسيرة الحافلة بالنضال والتضحيات ونكران الذات من اجل العراق وطناً حر وشعباً سعيد، وفي سبيل تحقيق السلم والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
في هذه المناسبة اسمحوا لنا بالتعبير عن اعتزازنا بالعلاقات الكفاحية التاريخية التي تربط بين الشيوعيين العراقيين والبحرينيين، والتي توطدت على مختلف الأصعدة الفكرية والسياسية والنضال المشترك ابان ظروف العمل السري القاسية الصعبة في بلدينا وفي المهجر.
ان رفاقكم في المنبر التقدمي بمملكة البحرين وأصدقائهم يحيون نجاح حزبكم في تشكيل تحالف (سائرون) الانتخابي مع مجموعة من القوى الوطنية العراقية في سبيل مواجهة مشاريع المحاصصة وقوى الفساد التي تتبوأ صدارة المشهد السياسي حالياً في العراق، ويحدوهم الأمل في ان يحالف هذه القائمة التوفيق والنجاح.
نحن على ثقة، أيها الرفاق الأعزاء، وخاصة بعد ان تمكن الشعب العراقي بتحقيق انتصارات كبيرة على قوى الارهاب ان يحقق الانتصار في معركته على القوى المذهبية الفاسدة التي تستأثر بالمال العام، وتراكم الثروات بصورة غير مشروعة على حساب جماهير الشعب الفقيرة والمعدمة، وأن يتوج هذا النضال الذي يتصدره مناضلو حزبكم وقوى المجتمع المدني، بما يحقق لشعب العراقي حياة حرة كريمة ويتمكن من توظيف ثرواته بما يخدم تطلعاته في التنمية والعدالة الاجتماعية وبناء دولة مدنية تليق بالعراق وشعبه ودوره ومكانته في المنطقة.
عاش نضال حزب الحزب الشيوعي العراقي، عاشت الذكرى الرابعة والثمانين، والمجد والخلود لشهدائه.
خليل يوسف رضي
الأميـــن العـام
المنبر التقدمــي
بيان اللقاء اليساري العربي
يوم الأرض. يوم فلسطين المقاومة في وجه الاستعمار الصهيوني وسياساته العدوانية.
إنه اليوم الذي تلتقي فيه شعوب العالم الحرة التي ترفض العدوان والغزو الامبريالي – الصهيوني لتؤكد، مرة جديدة، وقوفها مع حقوق الشعب الفلسطيني، بدءا بحق العودة إلى الديار التي هجّر منها, وصولا إلى حقه في بناء دولته الوطنية وعاصمتها القدس.
لقد برهن الشعب الفلسطيني، خلال اليومين الماضيين، ثباته في النضال من أجل حقوقه المشروعة، ولم يأبه للرصاص الغادر الذي انهمر، كالعادة، على تظاهراته، بل حمل شهداءه وجرحاه ومضى في مسيرته التحررية التي لن تتوقف إلا بعد زوال الاحتلال ورحيل المحتل ومعه كل الذين دعموا احتلاله وعدوانه الهمجي.
إن اللقاء اليساري، إذ يؤكد مرة جديدة أن القضية الفلسطينية ستبقى قضية العرب المركزية وأنها تشكل المهمة الأولى في الصراع العربي – الصهيوني المستمر، فهو يدعو كل الشعوب العربية إلى التحرك بكافة الأشكال المتاحة من أجل العمل على تحقيق أهداف شعب فلسطين المقاوم في أرضه ووطنه السليب.
فألف تحية ووردة للشهداء الذين رووا بدمائهم أرض فلسطين.
ألف تحية لشعب فلسطين، بشبابه وشيبه.
ألف تحية للأسيرات والأسرى، قياديين ومناضلين، الذين يسطرون أروع البطولات في وجه جلاديهم.
عاشت فلسطين عربية حرّة.
لجنة تنسيق
اللقاء اليساري العربي
في 31 مارس/ آذار 2018
- 1
- 2