بات اليوم من الضروري ان تتوحد الطبقة العاملة و معها الشغيلة اليدوية و الفكرية ليشكلوا في مابينهم
القوة الضاربة, ذلك من اجل خوض النضالات المشتركة من اجل تحسين الظروف المعيشية
الصعبة و القاسية المفروضة, على جماهير
الكادحين والتي تشمل بالاساس الحياة المعيشية
الصعبة’ الاخذة في الافقار و التي تشمل الملايين
من الكادحين. ايضاً ومن اجل توحيد الصفوف لتعزيز الحراك العمالي و
النقابي وحمايته من تربص الاعداء الطبقيين, و العمل في سبيل الدفاع عن المكتسبات و الحقوق التي تحققت, ذلك عبر نضالات وتضحيات جسام, و ايضا في سبيل انتزاع الحقوق الاخرى التي تساوم عليها
البرجوازية و حلفائها الطبقيين, ومنها الحقوق الوطنية و السياسية في كل الاقطار, مثل الاقطار العربية.
و في ظل الواقع الصعب الذي تعيشه الطبقة العاملة نرى ان التحركات للبرجوازية و الرجعية و القوى
العسكرية التابعه للنظام الراسمالي في
العالم يعملان معا على تقليص الدور الريادي للكادحين, و المحاولة لجعل الشغيلة ان
تبقى و تعيش على الهامش, الا ان نشطاء الحركات العمالية و النقابية و القوى
اليسارية الحليفه للكادحين مدركون تماماً اكثر من غيرهم
لمثل هذه النوايا الخبيثة للنظام الرأسمالي العالمي, و من يتحالف معهم من برجوازية وطنية
عربية و عسكر و رجعية حاكمة, او منهم في وسط المجتمعات المدنية من قوى رجعية و هي التي تسمم افكار الجماهير
الكادحة و تحرفها عن المسار الصحيح كي تبعدها عن حلفائها في الساحات, و هم القوى
اليسارية والتقدمية, ثم العمل على انحراف
الانشطة في صفوف الكادحين, ذلك عبر تغلغل الانتهازية و الانهزامية في صفوف العمال
لتغييب وتحجيم دور الطبقة العاملة في النضال الطبقي و السياسي و المطلبي, و الى جر
الجماهير للنزاعات الدموية الطائفية و العنصرية من خلال تقسيم مجتمعاتنا العربية
الى طوائف متصارعة لحساب الانظمة الشمولية الحاكمة وهيمنة الاستعمار الجديد.
الا ان المناضلين في صفوف
الحركات العمالية و النقابية من القوى اليسارية و حلفائهم يجب ان يكونوا باقون في الساحات و
الميادين, وهم اليوم يحققون انتصارات في نضالهم اليومى المطلبي و ايضا السياسي, في
ظل تحالفات القوى اليسارية و الاشتراكية و
الوطنية الديمقراطية, التي تعتمد على قوة
جماهير العمال وسائر الشغيلة ذلك من اجل احداث التوازن السياسي و الاقتصادي الذي
يخدم المصالح الاوسع لقوى الجماهير الشعبية و الكادحة, في سبيل انتزاع الحقوق من ايدي البرجوازية الرأسمالية بعد
تحجيمها سياسيا و اجتماعيا على الاقل. و هنا نضرب المثل مثلما يحدث في فنزويلا و جنوب افريقيا, وما
احوج الشعوب العربية لمثل هذه الانظمة ذات البعد الوطني الديمقراطي اليساري. ايضا
هناك مهام امام نشطاء الحركة العمالية و
النقابية وجب العمل لتحقيقها في مسالة وحدة الطبقة العاملة.
نحن لا نريد ان نتحدث عن انتصارات قبل ان نتحدث عن خلق الفرص لخوض
النضال في مسألة ماهو العمل لطرح الافكار و من ثم وضع الاهداف التي تقتنع بها الجماهير و في المقدمة
جماهير الطبقة العاملة في سبيل التخلص من الهيمنة للراسمالية على مفاصل الحياة, و
التحكم بمصير البشرية عبر توظيف انظمة شمولية, بل وجب ان نقنع الجماهير الكادحة بكوننا
نحتاج لنضال سياسي تتحقق من خلاله الارادة
الشعبية في بناء مجتمعات ونظم عربية ديمقراطية تعددية بعيدا عن الهيمنة للبرجوازية
و فلولها الرجعية برعاية الامبريالية و الصهيونية.
هنا يجب ان نقنع الجماهير على
ان النظام الراسمالي العالمي استغلالي و
عدو طبقى للكادحين مع شرح اسباب هيمنة
البرجوازية الراسمالية على مقاليد السياسة من خلال التحكم في الاقتصاد الراسمالي, و استمرار هيمنتها الاقتصادية و التحكم في
الاسواق التجارية و النقدية و العقارية و البنكية و الخدماتية و الغذائية, ذلك بفرض
نفسها بقوتها العسكرية, بمعنى انه بقي من
الضروري ان تستخدم الجانب التثقيفي و التعليمى و التنظيمي في سبل النضال, و من ثم اقناع الجماهير بأن هناك نظام اقتصادي اخر, و هو
تطوير الاقتصاد الوطني على نمط اشتراكي في عملية تعزيز للقطاع العام و ابعاد شبح
الخصخصة, و ان نعلم الجماهير ان الوطن العربي
ونتيجة لهيمنة الانظمة البرجوازية و العسكرية و الرجعية اصبحنا في وضع خطير جدا
بكوننا فريسةً سهلة لهيمنة الاحتكارات الغربية و الامريكية, في ظل سياسة
الليبرالية المتوحشة التي اخضعت القرار العربي المربوط بسياسة العولمة التي يراد بها اخضاع الشعوب العربية لسياسات
الاستعمار الجديدة, وفرض كيف ان تتحالف الانظمة العربية مع الصهيونية و الرجعية من المحيط الي الخليج والتلاعب بثروات الشعوب
العربية من خلال تكديس الاموال في ايادي القلة من افراد الاسر الحاكمة العربية و
افقار الاكثرية من الجماهير العربية, ومن
ثم جعل جماهير الشغيلة في مقدمة الجماهير الاخرى التي دوما تعاني من ظروف معيشية غاية في الصعوبة, و فيها
الكثير من الإذلال و الخوف من المستقبل
المجهول الغارق في الفقر و التشرد و الجوع تحت ظل انظمة تعسفية تستخدم الهيمنة
بغرض نهب خيرات الشعوب العربية, و تبذير
لثرواتها و في المقدمة النفط و مشتقاته, و
تدمير لتاريخها, و قيام السجون للمناضلين الشرفاء لاملاء المعتقلات بمن يقول لا لسياسات القهر و الاستعباد و الظلم و
الفساد المالي والاداري, و التهميش للقوى الوطنية الفاعلة و منهم القوى اليسارية.
اذاً ان القوى اليسارية العربية هي المعنية بالنهوض والعمل في صفوف
الحركة العمالية و النقابية العربية اينما
كانت لوضع الاستراتيجية لتحرير الشغيلة من الاستغلال, وهذا حتما يحتاج الى نضال و كوادر مؤمنه بذلك لبناء عمل متفق عليه,
ومن ثم يترجم الى اهداف تنفذ ذلك حسب
الظروف لكل بلد عربي, و عليه وجب ان تبني علاقات قوية بين كوادر العمال و الحراك النقابي, و القوى المناصرة للعمال, وتطوير الانشطة في
اجواء ديمقراطية, و قيام انشطة نقابية
مستقلة لكسب جماهيرية اوسع بعيدا عن التاثيرات القومية و المذهبية, من اجل لعب
الدور الحاسم و المنظم في لملمة و رص صفوف الطبقة العاملة وسائر الشغيلة, و
توحيدها لان في ذلك سوف تتكسر مشاريع البرجوازية الراسمللية و الرجعية.
ايضا في هذا السياق لابد وان نحصر
القوى التي تعمل على اضعاف وحدة الطبقة العاملة في مجتمعاتنا العربية و العالمية,
و تعريف الكادحين بمن هم اعداء الطبقة العاملة وسائر الشغيلة. وقد
لخصتها في مايلي:
1_ من الذ الاعداء للطبقة
العاملة هي الطبقة البرجوازية الراسمالية الاحتكارية, هذه الطبقة التي لا يمكن ان
تتوافق مصالحها و المصالح للطبقة العاملة وسائر الشغيلة, بكون ان الراسمالية تعيش
على الاستغلال البشع للقوى العاملة, وان اكبر المكتسبات المالية للبرجوازية تأتي من خلال استغلال قوة العمل للكادحين, ذلك من خلال امتلاك البرجوازية الادوات و الالات و المصانع في المفهوم
الاقتصادي الراسمالي, وهو الامتلاك لادوات
الانتاج, وعليه هنا يصبح التحكم في مصير
العمال وان على قوى اليسار الاشتراكي هم
من يدعون لهيمنة القطاع العام كي تصبح
الارباح للدولة, و يستفيد منها الشعب في مسالة التوزيع العادل للدخل القومي, اذاً هنا مهمة العمل السياسي لقوى اليسار على
مستوى العالم العربي لتحرير الاقتصاد من قبضة البرجوازية الراسمالية الاحتكارية و
بناء اسس التطور الاشتراكي من اجل ابعاد شبح استغلال الانسان لاخيه الانسان بصورته
البشعة التي تدار من قبل البرجوازية الراسمالية.
2_ القوى الاخرى و التي لاتقل خطورتها عن القوى
الراسمالية المعادية للحقوق و المصالح للطبقة العاملة نحصرهم في مايلي:
أ-
الانظمة الدكتاتورية
التي تكتوي بنارها الشعوب في العالم خصوصا
الوطن العربي من المحيط حتى الخليج.
ب- القوى المذهبية الطائفية التي تفرق الشعوب و في المقدمة جماهير العمال
على شكل طائفي.
ت- الافكار ذات النزعة القومية
الشوفينية وتتمثل فى الجماعات شبه النازية,
و الشبيهه بالهتلرية و الصهيونية المتمثل
في النظام الاسرائيلي, و الحركات الانفصالية
القومية, و العرقية المذهبية, وهم عملة واحدة لا تقل خطورتهم على الجماهير
الكادحة. ايضا يجب تحجيم ظاهرة المد للافكار المتطرفة في الوطن العربي
وهي جزء من هذه المشكلة في سوريا و العراق
و ليبيا و اليمن, واقطار عربية اخرى.
ث-
القوى الانتهازية بأشكالها المختلفة في صفوف الحركة العمالية و النقابية المرتبطة
بالمصالح للبرجوازية و الانظمة الدكتاتورية و الرجعية.
ومن ثم ان مقومات اسس القوى
للطبقة العاملة وسائر الشغيلة هي الوحدة
التي لا تنفصم في اهمية التحالف بين
اليسار و الحركة العمالية و النقابية, وهذا ينطبق على كل البلدان لان النظرية
الماركسية هي الوحيدة التي يحاول منظروها ومن قبل مؤسسوها ماركس و انجلز الذين
ناضلوا من اجل تحرير الطبقة العاملة من وحشية النظام الراسمالي و استبداله بالنظام
الاشتراكي.
– عن الرفيق فلاديمير لينين.
قال لينين اننا لا نعتبر
نظرية ماركس كشيء كامل و مقدس, بل على العكس نحن مقتنعون ان ماركس قد وضع فقط
احجار الزاوية للعلم الذي على الاشتراكيين ان يطوروه في كل الاتجاهات حتى لا يتأخروا
عن تطور الحياة. اذاً من هذه الكلمات الخالدة لمطور الماركسية الرفيق لينين وجب
علينا نحن ايضا ان نختار الطرق التي من خلالها نسعي لتطوير وتفعيل احزابنا و
تثبيت لوجودنا في صفوف الطبقة العاملة,
لنجعل من قوتها و وحدتها ان تكون قادرة كي
تتكسر عليها الاطماع للبرجوازية و الرجعية و الانتهازية, و لا يمكن ان نتخلى عن
ذلك لان هناك في العالم يوجد اتحاد عالمي للبرجوازية الراسمالية, وليس هناك معوقات
في ما بينهم لا قومية, و لا حزبية, و لا مذهبية, فقط هم متحدون لاستغلال شعوب العالم اجمع, وعلينا
نحن ان نعلم الاجيال الكادحة وجوب انشاء اتحادات بين العمال بدون فوارق قومية, او
دينية, او سياسية لمقارعة طغيان الانظمة الراسمالية و حلفائهم الرجعية و الصهيونية و النظم الدكتاتورية.