ضمن احتفالات المنبر التقدمي بالذكرى الستين لتأسيس جبهة التحرير الوطني البحرانية أقام التقدمي مهرجان خطابي في نادي العروبة وذلك مساء الاربعاء 25 فبراير 2015.
وقد ألقى ألأمين العام للمنبر التقدمي الرفيق عبدالنبي سلمان كلمة جاء فيها:
الرفيق المناضل أحمد الشملان .. الرئيس الفخري للمنبر التقدمي
ضيوفنا الكرام من داخل البحرين وخارجها
الأخوات والاخوة الحضور،، قيادات الجمعيات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني
الرفيقات والرفاق
اسعدتم مساءأ،،
نشكر لكم جميعا حضوركم ومشاركتكم معنا في هذا العرس الوطني الكبير، كما نشكر جميع الأصدقاء والرفاق والضيوف المشاركين معنا من خارج البحرين الذين ابوا رغم مشاغلهم وارتباطاتهم المتعددة الا أن يشاركوننا احتفالاتنا بالذكرى الستين لتأسيس حزب الطبقة العاملة جبهة التحرير الوطني البحرانية، التي يمثل منبرنا التقدمي امتدادا تاريخيا وسياسيا وفكريا لنضالاتها، ونعتذر للرفاق الضيوف الذين تم منعهم من دخول البلاد لمشاركتنا احتفالاتنا لأسباب لا نفهمها، كما نشكر القائمين على نادي العروبة الذين سهلوا مهمتنا في استضافة هذه الفعالية، وكل الشكر والتقدير للجنة المنظمة لاحتفاليات ذكرى تأسيس جتوب على ما قامت به من جهود استثنائية ومساهمات ستبقى محل تقدير الجميع.
الحضور الكرام،،
تتواصل احتفالاتنا بالذكرى الستين ببزوغ طليعة النضال الوطني التقدمي في بلادنا ومنطقة الخليج العربي، عبر سلسلة من الفعاليات الفكرية والخطابية والفنية والاجتماعية التي اردنا من خلالها ابراز هذه المناسبة التاريخية الغالية على قلوبنا جميعا شكلا ومضمونا وبما يليق برمزيتها ومراميها ودلالاتها بالنسبة لنا بالدرجة الأولى كتنظيم وكذلك بالنسبة لحركتنا الوطنية البحرانية التي نخوض معها منذ عقود نضالا دؤوبا على طريق تحقيق طموحات شعبنا المتطلع للحرية والسلم والتقدم الاجتماعي وإرساء الديمقراطية.
وفي هذا السياق فان ذاكرة النضال الوطني في البحرين لا زالت تختزن الكثير من التجارب والدروس والعبر لحضور طاغ بقي متوهجا على الدوام في سماء بلادنا عبر أكثر من ستة عقود مضت تمرس فيها مناضلوا ومناضلات حزبنا عبر التجربة والعمل الميداني والفكري وفي ساحات العمل اليومي حيث العمال والنقابات والكادحين وفي احياء الفقراء والمهمشين وفي نشر أفكار التنوير والوعي الاجتماعي والثقافة والفن والأدب والدفاع المسؤول عن حقوق المرأة وحقوق الانسان، وفي اجواء العمل الطلابي داخل وخارج الوطن رافعين بفخر رايات الحرية والتقدم في طليعة مسيرة النضال الوطني متطلعين لعالم خال من الفقر والاضطهاد والدكتاتورية والاستبداد والقهر بكل أشكاله وصوره.
ولا غرابة أن يقدم ابناء شعبنا وفي القلب منهم مناضلوا ومناضلات جبهة التحرير الوطني البحرانية المثل والقدوة ليكونوا في طليعة من غصت بهم السجون والمعتقلات وسمعت أناتهم المنافي الباردة المشحونة بالشجن والغربة، وقدم مناضلوها الشجعان المثل في التضحية والعطاء والبذل في سبيل وطن يتسع للجميع دون تمييز ليرحل شهداء حزبنا الأبرار ومعهم كوكبة من مناضلي ومناضلات حركتنا الوطنية بجميع تلاوينها قرابين على مذبح الحرية وليسقوا بدمائهم الزكية ارض اوال العطشى للحرية والعدالة.
واذ نحتفل اليوم بمرور ستة عقود مضيئة من النضال الوطني الذي سطره مناضلوا ومناضلات حزبنا عبر مراحل ومفاصل مهمة من تاريخ بلادنا ومنطقتنا التي بذرت فيها جبهة التحرير الوطني البحرانية اولى بذرات الفكر التقدمي القائم على منهجية التحليل العلمي الثوري وفق الفهم الجدلي المادي والتاريخي في ادراك وفهم الواقع المحلي وتشخيص العوامل الفاعلة والمؤثرة في تطوره، الذي سرعان ما استوعبته ورفدته مجاميع وشرائح واسعة من ابناء بلادنا ومنطقتنا سعيا منها للخروج من أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية البائسة حيث سطوة الاستبداد والقهر والحرمان والجهل والتخلف الاجتماعي، التي لا زالت انظمة المنطقة تراهن على استمرارها واحياءها من جديد عبر سياسات الاقصاء والتهميش الممنهجة لعزل قوى التقدم وتغليب ممارسات الجهل والتخلف التي اضحت تفرز بوضوح ظواهر وممارسات مقلقة ومعيقة لمسار التطور الانساني والحضاري في منطقتنا والعالم، فها نحن نعايش واقعا سياسيا واجتماعيا تتصدره تيارات وظواهر التكفير والارهاب ونشر ممارسات الكراهية القائمة على الفرز المذهبي واحياء العصبيات القبلية والعشائرية والطائفية، التي تجد لها صورا شتى في مجتمعاتنا العربية والخليجية عبر بروز افكار التطرف والارهاب المتلحفة برداء الدين لتتجلى في ابرز صورها في ما تعيثه “داعش” بتلاوينها المختلفة من فكر رجعي متحجر واستئصالي يتناقض كليا مع طموحات الشعوب المشروعة في التقدم والازدهار، بما يفضح بجلاء حالة الضياع والتمزق التي أوصلتنا اليها ممارسات وسياسات انظمة الاستبداد المسنودة بقوة من قبل الدول المهيمنة على العالم والحاضرة على الدوام بكل أسف في هذه المنطقة الحيوية من العالم عبر اساطيلها وجيوشها ومراكز استخباراتها وشركاتها العابرة للقارات، وتلك لعمري احدى افرازات وقيح الامبريالية العالمية التي تعيش بلا شك مراحل حرجة لتأزماتها المتعاظمة وسقوطها الحتمي على أكثر من صعيد.
الأخوات والأخوة الحضور
الرفيقات والرفاق،،
ما احوجنا ونحن نحتفل بالذكرى الستين لتأسيس جبهة التحريرالوطني البحرانية ان نستذكر شيئا من دروس وتاريخ نضال شعبنا نحو الحرية والتحول الديمقراطي منذ عشرينيات القرن الماضي وعبر مراحل مختلفة، حيث لم يخلوا عقد زمني واحد من هبات وانتفاضات لم تهدأ معها المطالب الشعبية ابدا، متخذة من مشروعيتها زادا لتوهجها ومن كونها وطنية بامتياز زخما موحدا للجماهير عبر مسيرة حافلة دللت بوضوح على ما يختزنه شعبنا من جلد وصبر وعزيمة، فبعد ضرب هيئة الاتحاد الوطني في العام 1956 ونفي أبرز قادتها، فان تأسيس جبهة التحرير الوطني البحرانية في منتصف فبراير 1955 المنخرطة أصلا في النضال الوطني بمختلف أساليبه يعني استمرارا لديمومة وحيوة النضال الوطني مع القوى الوطنية والقومية والعروبية المتواجدة على الساحة آنذاك، في مفصل تاريخي هام علي طريق استمرار زخم المطالب العادلة والمشروعة واستنهاض جماهير شعبنا بما امتلكته من نفس وطني وثوري. ويعلمنا التاريخ بتجاربه المريرة أن التحديات التي خاضتها الحركة الوطنية زادت من صلابة عودها ومن ايمان الناس بمشروعيتها، وهي التي احتضنت الجميع في بوتقة النضال الوطني وأفقدت دعاة الفتنة والفرقة والمستعمرين وأعوانهم صوابهم بتماسكها وعدم انجرارها نحو مشاريع او شعارات ربما كانت كفيلة بالاجهاز عليها، وهنا يتجلى الوعي الطبقي لفئات واسعة من شعبنا والذي لم يكن ممكنا ابدا من دون وجود قوى وطنية تعرف ماذا تريد وتتعامل بموضوعية وحنكة سياسية يقودها فكر ثوري مجرب لتحدد مسار بوصلتها بعزيمة ووطنية ودون مغامرات غير محسوبة. هنا بالضبط كانت جبهة التحرير الوطني البحرانية ومعها القوى الوطنية الأخرى متحسبة بوعي ومسؤلية لمهماتها النضالية رغم حجم التحديات من حولها.
من هنا فاننا نجزم بأن ما يحيط ببلادنا التي دخلت منذ الرابع عشر من فبراير 2011 وحتى اليوم في تحديات جمة وعلى أكثر من صعيد، مهددة وحدتنا ومكتسباتنا الوطنية بفعل عوامل ذاتية وموضوعية عديدة من بينها غياب ارادة الاصلاح الحقيقي المؤدي لقيام دولة مدنية ديمقراطية ناهضة بقيت على الدوام مطلبا شعبيا ووطنيا مشروعا لجميع أبناء البحرين، يحتاج حتما الى أكثر من لغة الشعارات وثوريتها، ويلقي على عاتق حركتنا الوطنية بمختلف تلاوينها ضرورة الاطلاع بمهماتها بشكل يكفل استمرارية الزخم الوطني الثوري وبروح من المسؤلية وعدم التفريط تحت أي دعاوى خائفة او منهزمة او حتى مغامرة في مطالب شعبنا العادلة والمشروعة.
لذلك تنطلق دعوتنا التي نلتزم ونناضل من أجلها في المنبر التقدمي بأهمية وحدة أهداف القوى الوطنية وفي مقدمتها استعادة دور التيار الوطني الديمقراطي باعتباره رافد وطنيا أساسيا، بخطابه الجامع العابر للطوائف في ظل ما تعيشه بلادنا من تحديات وتمزق طائفي بغيض اسهمت قوى ومراكز نفوذ في فرضه رغما عن ارادتنا كقوى وطنية، حيث يعيث الاعلام الرسمي وشبه الرسمي تخريبا وتدميرا في نسيجنا الوطني لتسهيل مهمة سرقة خيرات بلادنا وتمزيق وحدتها باعتباره الأداة الطولى لقوى النفوذ والفساد المنتشية بما يدور في المنطقة من مشاريع لم تعد مشبوهة فحسب بل أضحت ممنهجة تستهدف تقويض مكتسبات شعوب ودول المنطقة وتقضي على ما تبقى لها من طموحات ومطالب عادلة.
انها اذا مسؤلياتنا الكبرى التي نستمر في حملها وشرف الدفاع عنها بأمانة ونكران ذات رغم كل التحديات والمصاعب من حولنا، ولن نهدأ حتى تحقيقها على طريق النضال الصعب لحماية وتقدم شعبنا ومكتسباتنا الوطنية حفاظا على حاضر ومستقبل الوطن وآجياله القادمة من أن تتناهبه قوى الفساد والردة وأصحاب المصالح، وسنكون كما كنا دائما اوفياء لقضية شعبنا وفي خندق الدفاع الأول عن مصالحنا الوطنية، فنحن لم ولن ندير ظهورنا ابدا وتحت أي ظرف لمطالب شعبنا العادلة ولرسالة حزبنا ولطبقتنا العاملة ولفقراء وكادحي وشغيلة بلادنا، مستمرين في اسهامنا الوطني باستقلالية ووعي ومسؤلية وفي رفدنا للنضال الأممي في سبيل عالم جديد تسيجه العدالة والمساواة والحرية، وسنبقى كما كنا على الدوام في طليعة القوى الوطنية دفاعا عن مصالح ووحدة البحرين وشعبها ضد أي تدخلات او اجندات خارجية رافضين بشدة تواجد أية اساطيل أو جيوش في مياهنا الاقليمية وعلى أرضنا او احياء أي اتفاقيات او معاهدات حماية وهيمنة على قرارنا الوطني مستمرين في نضالنا من أجل بناء وطن حر وشعب سعيد… هكذا علمتنا جبهة التحرير الوطني البحرانية وهكذا سنبقى اوفياء وهكذا يجب أن نكون.
المجد والخلود لشهداء حزبنا وحركتنا الوطنية
عاشت وحدتنا الوطنية
عاشت الذكرى الستين لتأسيس جبهة التحرير الوطني البحرانية
وشكرا لكم جميعا.