تلقيت بالأمس رداً من سفير الإعلاميين الشباب العرب هيثم يوسف حول مقالي
الأخير بشأن اختيار الملتقى للمنامة «عاصمة للصحافة العربية 2012»، وعملاً
بحق الرد أورد رسالته نصاً، وبعدها سأرد على ما جاء فيها موضحاً موقفي من
هذا الاختيار الذي ثبت فعلاً أنه لم يكن الاختيار الأفضل، بدليل أن البحرين
وهيئة شئون الإعلام ليس فقط لم تقم بما يترتب عليها من اختيارها «عاصمة
للصحافة العربية»، وإنّما لم تكلف نفسها بالرد لا على الرسائل التي بعث بها
القائمون على الملتقى، ولا على المقال الذي كتبته حول ذلك. وفيما يلي نص
الرد الذي استلمته من الأخ هيثم يوسف:
الأخ جميل المحاري
في
البداية أشكركم على اهتمامكم ونشركم رسالتنا في صحيفة «الوسط» البحرينية –
العدد 3601 – الثلاثاء 17 يوليو 2012. وانطلاقاً من أهمية عملنا الإعلامي
ورسالتنا الإعلامية العربية أحببت التواصل مع حضرتكم من منطلق حق الرد.
نحن في رسالتنا التي أرسلناها للزملاء لم نأسف لاختيارنا المنامة عاصمة
الصحافة العربية لعام 2012 وقرارنا جاء بناءً على معايير تاريخية تم ذكرها
وقت الإعلان الرسمي في شهر ديسمبر 2012 في الأردن، ونحن متمسكون بقرارنا
ولكن نحن انتقدنا هيئة شئون الإعلام وإهمالها للأنشطة التي كان من المفترض
أن نقوم بها في مملكة البحرين ولكل الزملاء البحرينيين بغض النظر عن
المذاهب. فنحن جهة محايدة ورفضنا أن نكون طرفاً ضد طرف وأطلقنا في تموز
(يوليو) 2011 رسالة البحرين قلب واحد وهي دعوة لكلا الطرفين للجلوس
والحوار. ليس لنا مكاسب مالية ولم تدفع حكومة البحرين أي مبلغ لجيوبنا
الخاصة أو تحت الطاولة، وهذا الكلام أنا مسئول عنه كوني رئيس ملتقى
الإعلاميين الشباب العرب والمؤسس.
أخي الحبيب لا أعتقد أن هناك منظمة
أو مؤسسة ترسل توضيحاً للصحافيين وتحمل الحكومة مسئولية التعاون وتدين عدم
التزامها بالاتفاقيات، نحن لم نأخذ مالاً أو مكاسب أو هدايا من حكومة
مملكة البحرين.
ولدينا قوة أن ندين الحكومة البحرينية المضيفة لنا في
حال تقصيرها أو أي جهة كانت، هذا هو ملتقى الإعلاميين الشباب العرب الذي
لا يبيع جوائزه ولا يبيع عواصم الصحافة العربية ونحافظ على سمعتنا أمام
المجتمع الإعلامي العربي الصادق والمحايد.
لقد أسست ملتقى الإعلاميين
الشباب العرب ومضى على تأسيسه 5 أعوام كرد فعل على الملتقيات والمؤتمرات
ومراكز توزيع الجوائز العربية التي تبيع الجوائز وتغلب عليها الطابع
السياسي.
نتمنى لصحيفة «الوسط» كل التوفيق ولكم كل المحبة والاحترام، آملين أن نبقى على تواصل من أجل رسالة إعلامية صادقة.
هيثم يوسف
سفير الإعلاميين الشباب العرب (انتهى نص الرسالة)
بداية
أود التأكيد أنني لست ضد اختيار المنامة عاصمةً للصحافة العربية، وكنت
سأفخر بذلك لو كان هذا الاختيار قد جاء قبل سنتين من الآن، حينما كانت جميع
الأقلام تحمل هم الوطن، ولا تحمل الوطن همومها الطائفية.
في المقال
الأخير لم أتهم ملتقى الإعلاميين الشباب العرب بالحصول على أي أموال أو
هدايا لاختيار المنامة، كما لم أطلب من الملتقى أن يكون مع طرف ضد آخر،
وإنما طلبت أن يكون موقفه داعماً لحرية الصحافة والصحافيين في البحرين،
وهذا الأمر لا يستقيم مع اختيار المنامة عاصمة للثقافة العربية في ظل
التضييق على الصحافيين وعدم السماح لهم بالتعبير بحرية عن آرائهم، في ظل
فصل أكثر من 120 صحافيّاً وعاملاً في مجال الصحافة والإعلام لمجرد انتمائهم
إلى طائفة معينة، لم يرجع منهم أحد إلى عمله حتى الآن رغم توصية اللجنة
البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق بإرجاع جميع المفصولين إلى أعمالهم.
ما
أزعجني هو اختيار المنامة عاصمة للصحافة العربية حين كانت أغلب الأقلام
تقطر كرهاً، وحين كانت تتهم الآخرين بالخيانة لوطنهم، وحين كانت تدعو
للفرقة بين أبناء الوطن الواحد، وحين استخدمت أقذع الكلمات والأوصاف التي
وصلت لحد السب العلني – ومازالت – ضد كل من يخالفها الرأي. أليس من المؤسف
أن يتم اختيار المنامة عاصمة للصحافة العربية في ظل هذه الظروف وكأن
الملتقى يكافئ هذه الأقلام؟
وسؤالي للأخ هيثم: ألم تستغرب من عدم نشر
رسالتكم إلا في صحيفة «الوسط» رغم وجود عشرات الصحافيين الذين بعثتم لهم
بالرسالة نفسها، وهل يجوز ذلك في عاصمة الصحافة العربية؟
جميل المحاري
صحيفة الوسط البحرينية