مهما قيل عن نتائج إنتخاب اللجنة المركزية لمنبرنا التقدمي من وجود قوائم سعت لإنتخاب عدد من بين المرشحين التسعة والثلاثون ، عدد قد يقل عن العدد المطلوب وبتأثير من هذه القائمة أو تلك ، فأن هذه النتائج تعكس إرادة أعضاءالجمعية العمومية التي يتكون منها التقدمي ويتعين على الجميع احترامها سواء من أولئك الرفاق الذين لم يحالفهم الحظ في الوصول إلى اللجنة المركزية أو أولئك اللذين كانوا يأملون الحصول على أصوات أكثر ،بل يتعين على كل من حضر من الرفاق أو تعذر حضوره للمؤتمر العام أن يدرك أن وجود مثل هذه القوائم فرضته ثقافة خاطئة منذ التأسيس ومارست طوال المؤتمرات العامة وساهم في وجودها عوامل متعددة ، ومع ذلك فأن اللجنة المركزية المنتخبة جاءت متوازنة ومعقولة شملت رفاق يملكون من الخبرة التنظيمية ، ورفاق شباب من بينهم من يدخلون اللجنة المركزية لأول مرة ، و رفاق من قطاعات وتخصصات مختلفة ، غير أن المهم الآن بدلا من ضياع الوقت في التفكير أو العتب على نتائج الانتخابات أن تشخص ابصارنا للدعوة التي دعا إليها رفيقنا الدكتور حسن مدن في كلمته أمام المؤتمرحين قال ( دعوتي لكم جميعا بالحفاظ على وحدة منبرنا التقدمي وصون خطه الكفاحي، فهما ضمانة أن يبقى دوره حاضراً في الحياة السياسية في هذا الوطن الغالي، وفاء لتضحيات أجيال من المناضلين ضحوا من أجل وطن حر وشعب سعيد ) .
ولتحقيق وحدة المنبر وصون خطه الكفاحي في الواقع فإن مهام وقضايا داخلية عديدة على جميع هيئات التقدمي القيادية والقاعدية تقوم بها يساندها في ذلك جميع الرفاق أعضاء المنبر التقدمي ونحسب أن ابرزها هي:
ترسيخ ثقافة الاحتكام للمبادئ التنظيمية للمنبر
أن تتعدد الاراء والمواقف لدى هيئات المنبر التقدمي القيادية والقاعدية من مختلف القضايا الداخلية ومن الحراك السياسي والاجتماعي والاقتصادي هو وضع طبيعي مسلم به ، ليس في حزبنا فحسب بل في مختلف الاحزاب السياسية التي تضج بالحركة والحيوية ، إذ على التنظيم كما ورد في كلمة الدكتور حسن مدن أمام المؤتمر العام ( أن يستوعب مختلف الآراء والتوجهات، وأن يجعل من تنوع هذه الآراء مصدراً لقوته، وليس العكس. ) وحتى تصل هيئات المنبر إلى هذه القناعة فان تعدد الاراء والتوجهات يجب ان تكون في اطار الاهداف والاسس التي نص عليها البرنامج السياسي وأن إقرارها والتوافق عليها يتعين ان تكون طبقا للقواعد والمبادئ التنظيمية التي نص عليها النظام الاساسي في ترسيخ مبدأ المركزية الديمقراطية حسب نص المادة (4 ) من هذا النظام على أسس أهمها :
ينفذ جميع أعضاء الهيئة القرارات التي تتخذ بالإجماع أو بالأكثرية، ويحق للمعترض أو للأقلية طلب بحث الموضوع مجدداً في نفس الهيئة أو في هيئة أعلى .
ممارسة النقد والنقد الذاتي وتشجيع حرية التعبير والنقاش حول كل ما يهم المنبر في اجتماعات الهيئات والمؤتمر العام والمناقشات العامة وأثناء تحضير الوثائق ونشر مختلف الآراء من خلال مطبوعات المنبر.
التقيد بالنظام الأساسي وبالسياسة العامة للمنبر المقرة في مؤتمره العام واجتماعات لجنته المركزية، ونبذ الشللية وتجسيد وحدة الإرادة والعمل.
اعتماد مبدأ التنوع في إطار الوحدة وتكريس حرية التفكير والاجتهاد والاحترام المتبادل للآراء، وحفظ حق الأعضاء بإيصال وجهات نظرهم في المنبر .
ولعل اللجنة المركزية بصفتها السلطة العليا في المنبر في الفترة ما بين المؤتمرين الدوريين ، والمكتب السياسي بصفته قائد العمل التنظيمي والسياسي ويمارس الإشراف على العمل التنظيمي لجميع هيئات المنبر القاعدية ومراقبة نشاطها ومحاسبتها وتوجيه أعمالها وتزويدها بالإرشادات اللازمة وتعبئة قواها من أجل انجاز برنامج المنبر وخططه النضالية ، هما أول الهيئتان اللتان يتعين عليهما ترسيخ ثقافة الاحتكام للمبادئ التنظيمية للمنبر في اتخاذ القرارات وفي ذلك تحتاج جميع هيئات المنبرإلى :
فن ادارة الاجتماع :
تعد الادارة واحدة من أهم المسائل التي يتعين وضعها بعين الإعتبار وهي منوطة برئيس الهيئة أو اللجنة ، فكلما كانت الادارة حسنة بحيث تتم مناقشة مختلف القضايا المعروضة على جدول الأعمال بحرية وفي وقت محدد دون انتقاص من حرية هذا الرفيق وذاك في ابداء رأيه ، ودون تكرار أو استرسال ، كلما كانت القرارات المتخذة فاعلة ، وكان الاجتماع قد انتهى في وقته المحدد منتجا .
في كتابة محضر الاجتماع :
كتابة المحضر واحدة من المسائل الاجراءية المهمة ، وقد كشفت تجربتنا السابقة عن صعوبات نسبية في كتابته بل يستغرق أحيانا وقتا لإقراره ، وتحشيا لمثل ذلك فإنه ليس من داع أن يشتمل التقرير كل تفاصيل أراء وأقوال الرفاق بألاسم بل يكفي تدوين مثلا ( أن اللجنة المركزية قد ناقشت البند رقم ( ) المدرج على جدول الاعمال بشأن …….. ، وقررت بالاجماع أو بالتوافق أو بالاغلبية القيام بكذا …….. ) .
في توزيع المسئوليات :
تتعدد وتتنوع التخصصات في أعضاء اللجنة المركزية في دورتها السابعة ، ولعل من المهم للغاية أن تحدد مسئولية هذا الرفيق أو ذاك ، وفقا لتخصصه وخبرته ورغبته ، إذ كشفت التجربة السابقة عن عدم قدرة بعض الرفاق في قيادة اللجنة أو القطاع المسئول عنه بسبب يعود إلى أن المسئولية قد فرضت عليه فرضا وفوق رغبته لعدم وجود البديل كما هو الحال في لجان المحافظات خلال الدورة السابقة .
في جدول الأعمال ومتابعة تنفيذ القرارات :
لا قيمة للقرار إذا لم يتم متابعة تنفيذه ، ولا معنى لنشاط اللجان والهيئات القاعدية إذا لم يدرك الرفيق المسئول أن نشاطه سيكون تحت بصر ورقابة ومحاسبة اللجنة المركزية أو المكتب السياسي ، وهو الأمر الذي يستوجب أن يكون ضمن جدول الأعمال بشكل ثابت في اللجنة المركزية والمكتب السياسي، القرارات المتخذة وتنفيذها ، وعمل ونشاط اللجان والهيئات القاعدية .
في بعض المهام الهامة :
عودة من ابتعد عن نشاط المنبر لاي سبب كان سواء بإستقالته بسبب الأحداث التي مرت بها البحرين أو لظروف خاصة ، أو لاي سبب أخر ، سيعزز من وحدة المنبر الداخلية ، وهي مهمة ضرورية تقع على عاتق اللجنة المركزية والمكتب السياسي ، إذ دللت انتخاب اللجنة المركزية في المؤتمر العام الأخير رغم ما وجد من تحالفات أو قوائم ، أن من يحظ بشرف الوجود في اللجنة المركزية هو الموجود المتفاعل مع انشطة وفعاليات التقدمي وان أختلف أو كان له رأي في قرارات الهيئات القيادية .
تعديل النظام الاساسي : كشف التطبيق العملي لمواد النظام الأساسي منذ إقراره عن عيوب عديدة ، وهو الامر الذي يتطلب تشكيل لجنة مؤقته يرأسها عضو من المكتب السياسي أو اللجنة المركزية مهمتها رصد هذه العيوب ووضع الحلول لها ، والتحضير لعقد مؤتمر استثنائي لإقرار هذه التعديلات .
تطوير الموقع الالكتروني : في ظل غياب نشرة التقدمي ، يشكل الموقع الالكتروني وسيلة مهمة ليس لتواصل الاعضاء ، بل لمؤسات المجتمع المدني والقوى السياسية في البحرين وخارجها ، لذلك من المهم جدا تطوير الموقع بحيث يرأس مسئوليته من هو متخصص في هذا المجال من أحد الشباب في اللجنة المركزية أو المكتب السياسي .
ترسيخ ثقافة البرنامج السياسي : يحدد ويحلل البرنامج السياسي الاهداف والاسس التي يناضل التقدمي من أجل تحقيقها ، ومنها يحدد رأيه وموقفه ونهجه من مختلف القضايا التي مرت وستمر بها البحرين ، ومن ثم يتعين أن تكون هذه الاهداف حاضرة متوقدة ليس عند الرفاق في الهيئات القيادية بل عند جميع الرفاق ، الأمر الذي يتطلب ترسيخ ثقافة البرنامج السياسي باقامة دورات أو ورش تدريبية لجميع أعضاء التقدمي لترسيخ هذه الثقافة .
4 مايو 2012